الطلاق بين الحزب وباسيل… هل سَبَبَهُ فرنجية؟!

محمد ناصرالدين

في أشهر الاحلاف السياسية في تاريخ السياسية الداخلية في لبنان، لا يمكننا تجاهل تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر، لِمَا لهذا التحالف تأثير في مجرى الاحداث الداخلية والخارجية بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري.
قيل وقيل عن التحالف، حتى اشتهر بأنه أشهر زواج مدني في بلد الطوائف، أقوى الأحزاب الاسلامية يرتبط بحزب مسيحي له عماده وقاعدته الشعبية العريضة.
قد تكون المصلحة القريبة واضحة للعموم، لكن أحدهم ما كان يتوقع أن لهذا التآخي أن يدوم، وأن يحدد في فترات من الزمن مصير بلد بأكمله.

كان لحزب الله رغبة عارمة بتأكيد هيبته الأمنية والعسكرية، بحضور وازن في مفاصل الدولة وطاولات قرارها. لإيمان المسؤولين في أحد الازرع الايرانية في الشرق أن قوة حزب الله لا يمكن أن تستمر والحزب غائب عن كواليس الداخل.
حَلِمَ العماد ميشال عون بكرسي الرئاسة لعقود من الزمن ودافع عن حلمه في بعبدا وفي المنفى، فقيل عن حلمه “وهجرت في جوف الليالي مراقدي، وقلت للمدافع انا عائد لا اُدفن!”، بدون حزب الله المنتشي بانتصار تموز وجحافل بيئته ما كان لحلم العماد أن يُعاد!

وبالفعل، حقق الاطراف مبتغاهم، فوصل عون سدة الرئاسة مستنداً على قوة حزب الله الشعبية، وعناده السياسي، وشَرَّفَ وزراء الوطني حزب الله وأمينه بتغليف سلاح الحزب بشرعية الدولة اللبناني، في المحافل الدولية والإقليمية.فكانت الحكومات اللبنانية في طليعة المستنكرين لهمجية العدو وقرارات العقوبات الاميريكية بحق حزب الله وعناصره.

طفح الكيل….
تسلسل باسيل الى ميرنا الشالوحي واحتكاره مصدر القرار كان برأينا بداية تصدُّع هذا التحالف القوي.
منذ تنصيبه رئيساً للتيار البرتقالي، عَبَثَ باسيل بالمستشارين القُدامى وجعل من مكاتب التيار مَنصة إطلاق انتقادات وشطب اتفاقات وشحن طائفي، حتى انشق عن التيار أسماء وازنة كان لها الفضل في استمرار تحالف حزب الله والوطني لفترات طويلة.
فُتُورة العلاقة بين الوطني وحزب الله، بلغت أعلى درجات السُخونة بعد أن تبين للقيادة في الحزب خُلُوْ قائمة باسيل لرئاسة الجمهورية من مرشح الحزب الطبيعي سلميان فرنجية، الإبن المدلل للمحور.

هذا الانفصال المرتقب ليس وليد لحظة، بل نتيجة تراكمات مستمرة، وامتعاض أمل من تصرفات الوطني وتهور باسيل. فما أمام الحزب إلا أن يكسر الجليد بعد أن جُمدت عشرات الملفات نتيجة التشابك المستمر بين بري وباسيل!
فك الارتباط بين حزب الله والوطني الحر، من دون شك سيأتي بالجديد على الساحة السياسية اللبنانية، لا سيما على مستوى التحالفات القادمة، وألوان الحكومات، والمشهد الأمني!