مبادرة أوروبية ترث الفرنسية: تشدّد حيال حزب الله وإيران

تتراجع المبادرة الفرنسية لتبرز مبادرة أوروبية أوسع وأشمل. وليس صدفة أن يأتي التحرّك الأوروبي تجاه لبنان على وقع تظاهرات مستمرة في باريس، ليجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه في مواجهة صعوبات داخلية فرنسية، تلي الصعوبات التي تعرضت لها مبادرته اللبنانية وأفشلتها.

أوروبا والمبادرة الفرنسية
النظرة الأوروبية للمبادرة الفرنسية كانت تعتبرها ناقصة من الأساس، وتعتريها عيوب كثيرة. ورأت أن ماكرون يحاول أن يكون من الشخصيات الفرنسية التاريخية التي تستعيد أمجاد فرنسا على مسرح الشرق الأوسط أو المسرح العالمي، بقيادتها موقفاً أوروبياً موحداً. لكن ماكرون فشل في ذلك.

والمبادرة الأوروبية الأوسع التي تتبلور، بدأ العمل على إنضاجها قبل أكثر من أسبوعين. وكانت “المدن” أول من أشارت إلى التحضير لمثل هذه المبادرة في تقرير تحت عنوان “بعد موت المبادرة الفرنسية:خطة اوروبية أميركية لإدارة الإنهيار”.

ومنذ فترة عقدت لقاءات ألمانية، وسويسرية، وبريطانية، وإيطالية مع دول أخرى لجعل المبادرة الفرنسية أوروبية. وهذا بعد عدم تحقيق أي تقدم في مساعي ماكرون. وفي اجتماع أوروبي سابق اتفق على تعيين موفد خاص لهذه المبادرة الأوروبية، يرجح أن يكون إيطالياً.

تنسيق ألماني – أميركي
وغداً يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسيل وستكون هذه المبادرة على طاولة البحث. ويفترض أن يصدر عن الاجتماع بيان واضح حول لبنان، وكيفية العمل لمعالجة أزماته، من المالية والاقتصادية، إلى الاصلاح في الإدارات، إضافة إلى مناقشة نفوذ حزب الله وإيران ونشاطهما السياسي والعسكري. وستكون لغة البيان الأوروبي واضحة جداً: لا مساعدات للبنان من دون تنفيذ الاصلاحات الحقيقية والجدية.

ويقول ديبلوماسي غربي مطّلع إن المبادرة الفرنسية قد دخلت في غيبوبة حتى لا يقول إنها ماتت وتدفن، فيما تبرز مبادرة أوروبية بديلة عنها، وتحاول استيعابها.

لكن المبادرة الأوروبية تختلف عن الفرنسية في نظرتها إلى إيران وحزب الله. وتشير المصادر إلى أن المبادرة الأوروبية منسقة مع الأميركيين. وتؤكد معلومات أن هناك تنسيقاً أميركيا – ألمانياً، في ظل الاختلاف في وجهات النظر بين فرنسا وأميركا.

ألمانيا: لا تساهل مع طهران
فألمانيا لا تقبل بأن يكون الفرنسي مبادراً وحيداً في لبنان. وتشير المصادر إلى أن ألمانيا تقترب أكثر من وجهة النظر الأميركية في موضوع إيران. ويتجلى ذلك في كلام وزير الخارجية الألماني: لا يمكن العودة للاتفاق النووي كما كان في السابق. وهذا يعني أن برلين لا تريد التساهل مع طهران كما تفعل باريس.

وألمانيا هي التي تقول إن الاتفاق النووي لن يكون كافياً. وكانت قبل مدة قد صنفت حزب الله إرهابياً. وهذا يعني أنها تمارس ضغوطاً على إيران، وتحاول إبعاد الفرنسيين عن الإيرانيين، وعدم ترك فرنسا تنفرد في المبادرات من الجانب الأوروبي.

وفي موازاة ذلك تشير المعلومات إلى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري سيزور قصر بعبدا يوم غد الإثنين، للتشاور مع رئيس الجمهورية في مسار تشكيل الحكومة. ولم تحسم المعلومات بعد ما إذا ما كان الحريري سيقدم تشكيلة حكومية من 18 وزيراً لعون، أم أنه سيتشاور معه في الإطار العام لعملية التشكيل.

 

منير الربيع-المدن