تناقضات فرنجية.. حدّث ولا حرج!

خاص – Lebanese Politico

يبدو أنّ السّعي الحثيث للوصول إلى سدّة الرئاسة الاولى دفع الوزير السابق سليمان فرنجية إلى اعتماد خطاب مزدوج ومواقف متناقضة علّه يستطيع أن يحصد رضى جميع الاطراف والقوى السياسية على مختلف جبهاتها.

إطلالة فرنجية في برنامج حواريّ مساء الخميس، اتّسمت بالسّقوط المدوي لكلّ السّمات التي تمّ تسويقها حول اسمه في العقد الاخير والتي ارتكزت على المصداقية والوضوح والثبات في الانتماء، حيث أنّه لجأ إلى قول الشيء وعكسه والانقلاب على سلسلة من تصريحاته السابقة تجاه بعض القوى والشخصيات من الحلفاء والخصوم على السّواء.

فرنجية الذي ادّعى أنّه لبنانيّ عروبيّ، جاهر بعدم معارضته للمشروع الفارسي، فكيف يمكن أن يجمع ما بين مشروع يسعى للقبض على الهوية العربية وانتماء لكيانٍ غير مُعترف به في قاموس ذاك المشروع؟

كما أعلن فرنجية حرصه على اتّفاق الطائف ولكن في الوقت عينه انتقد اللامركزية الادارية والمالية واعتبر في مقاربة مستغربة أنّهما جزء من البيروقراطية.

كما أكّد فرنجية بأنّه يطمح لأن يكون رئيساً وحدوياً جامعاً لكنّه لم يتردّد في تأكيد حلفه الثابت والراسخ مع النظام السوري الذي يُعتبر عند أغلبية الشعب اللبناني بأنّه نظام عدوّ، فعلى أيّ أسس سيبني رئيس “المرده” هذه الوحدة؟

وإذ نادى فرنجية بأهميّة التلاقي والحوار، لم يتردّد في إعلان رفضه الاجتماع مع عدد من القوى السياسية أو المبادرة تجاههم قبل الاستحقاق الرئاسي، فكيف يُمكن له بناء جسور التواصل وهو يشترط مكان وزمان اللقاءات؟

أمّا الطّامة الكبرى فقد تجسّدت مع مجاهرته بسعيه لاحداث إنجاز ولو واحد في عهده إن حالفته الظروف بالوصول، لكنّه أكّد أنّه وإن كان غير قادرٍ على معالجة مشكلة السلاح فسيكون ذلك واقعية من خارج قدرته، وهو بذلك يُعلن مسبقاً استسلامه وتسليمه لسطوة حزب الله على البلاد والعباد وبالتالي تبنّيه لسياسات عهد الرئيس عون التي سلّمت القرار السيادي للحليف المسلّح.