بالصور: هذه هي الرواية الحقيقية لولادة “صليب المقاومة”… وليس “المشطوب”

لم يكن موفقاً النائب جبران باسيل في استخدام “الصليب المشطوب” لنبش قبور الحرب الأهلية، ولحظات مؤلمة، ومآسٍ لا يريد أحد من اللبنانيين العودة إليها. وهذه السقطة الجديدة لباسيل، لا نعلم حتى هذه اللحظة ما الذي جناه من خلال التعرض إلى رمز من رموز “المقاومة اللبنانية” التي وقف إلى جانبها، كي لا نقول في صفوفها “رعد” (لقب العقيد ميشال عون) آنذاك للدفاع عن الكيان اللبناني في لحظات خطيرة من تاريخ لبنان.
“الصليب المشطوب” الذي عيّر به رئيس التيار الوطني الحر “القوات اللبنانية” ورئيسها سمير جعجع، هو “صليب المقاومة” ومدعاة فخر واعتزاز لكل مقاتل من “القوات” حمل السلاح للدفاع عن وجوده في هذه البقعة من الأرض. وقصة هذا الصليب منبثقة من مسيرة مقاومة وصمود مكللة ببعد إيماني لتثبيت المقاتلين في إيمانهم بالله أولاً، وثانيأ في قضيتهم.
قائد “القوات اللبنانية” السابق د. فؤاد أبو ناضر الذي يعتبر عراب ولادة “صليب المقاومة”، شرح لـ”النهار” ظروف ابتكار هذا الصليب. وقال: “بعد خسارة معركة الجبل في بداية العام أرادت قيادة “القوات اللبنانية” رفع معنويات العناصر، وتحديداً من الجهة الروحية وتعزيز روحية الصمود والتصدي، وكوني رئيس الأركان طلبت من الشعبة الخامسة العمل على القيام بعدة أمور لإستنهاض معنويات الشباب، قمنا بابتكار ميدالية الشرف للشهداء الذين سقطوا والذين أصيبوا والذين قاتلوا في حرب الجبل، كي نؤكد لهم أننا مقدرون جداً التضحيات التي قدموها”.
وتابع: “الشيء الثاني الذي قمنا به بعدما وجدنا نقصاً عند الشباب على الصعيد الروحي، هو إقامة المرشدية الروحية، وكانت الراحلة جوسلين الخويري من أكثر المتحمسين لهذه الخطوة، وعملت على تنظيمها وتحضيرها، وجمعنا في هذه المرشدية كهنة من جميع الطوائف المسيحية في لبنان، وكان أمين عام المرشدية الأباتي بطرس القزي، وقررنا أن نبتكر لها صليباً يميزها وأن يكون أيضاً “صليب المقاومة اللبنانية” على غرار المقاومات التي حصلت في فرنسا وإيطاليا وبلدان أخرى، وقمنا بدراسات عدة حوله كي يستقر الرأي على شكله النهائي”.
وأوضح أنه “طلب من شباب الشعبة الخامسة برئاسة أمين خياط أن يصمموا هذا الصليب الذي أصبح لوغو المرشدية باعتراف الكهنة والرهبان فيها، ولم يستخدم خلال قيادتي إلا لوضعه على البزات العسكرية أو على الرقبة، ولم أسمح أبداً بوضعه على الآليات العسكرية والدبابات”.
ويشرح أبو ناضر أن “القيادة قررت تنظيم إطلالة رسمية للمرشدية الروحية ولإطلاق الصليب ولصلاة المقاومة في 19 نيسان 1984 في دير مار مارون عنايا، ونظمت مسيرة كبيرة بمشاركة عناصر من الوحدات العسكرية كافة من المحبسة الى كنيسة الدير، وختمنا اللقاء بقداس شارك فيه الكهنة الـ14 من الطوائف المسيحية ومن بينها البروتستانت، وهذه كانت المرة الأولى التي يظهر فيها “صليب المقاومة”، أي الصليب المشطوب بشكل رسمي وصلاة المقاوم، وأطلقت في هذه المناسبة شعار “البارودة التي لا يكون وراءها مؤمن، يكون وراءها مجرم”.
ووفق الزميل جان فغالي الذي تحدث لـ”النهار” أن “رسومات عدة وضعت لصليب المقاومة، لكن الرأي استقر على الرسم الذي اعتُمِد، وتولى تنفيذه ‏وتصنيعه “جان بيار حبيس” صاحب مصنع حبيس للفضيَّات في ذوق مصبح”.‏
فرج عبجي -النهار