دقت ساعة امتحان أديب


بدأ الجهاد الفعلي اليوم، ودقت ساعة الامتحان: امتحان قدرة الرئيس المكلف مصطفى أديب على تشكيل حكومة اختصاصيين انقاذية حقيقية، مديرا ظهره لكل الاعتبارات التقليدية السياسية والمذهبية والطائفية، من جهة، وامتحان نوايا القوى السياسية كلّها، التي تعهّدت في قصر الصنوبر بعدم التدخل في لعبة التشكيل وبتسهيلها، من جهة ثانية، وقد جددت “تعفّفها” هذا امس خلال الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها أديب في عين التينة.
خلال اسبوعين لا اكثر، وفق الاتفاق الذي جرى مطلع الاسبوع بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وممثلي الاحزاب اللبنانية الكبرى، يفترض ان تكون التركيبة الوزارية جاهزة. لكن الفترة الزمنية هذه، مفصلية وحاسمة، اذ ستحدد مصير لبنان في المرحلة المقبلة المتوسطة والبعيدة المدى.
فاذا تمكّن أديب من إثبات استقلاليته وكسر الانماط التي سادت عمليات التأليف منذ عقود، سيضع لبنان على سكة الانقاذ الحقيقي، اما اذا كسرته القوى السياسية بشروطها ومحاصصاتها، فهو كما نقل عنه النائب جميل السيد امس، سينسحب من اللعبة، في مؤشر شديد الخطورة يعلن سقوط المبادرة الانقاذية الفرنسية، ومعها بطبيعة الحال، لبنان…