لماذا الاستقالة كانت متوقعة؟


من يعرف الوزير ناصيف حتي عن كثب لا يمكن ان يتوقع الا ما انتهت اليه رحلته على رأس الدبلوماسية اللبنانية في حكومة مماثلة عرابها حزب الله والعهد. كلمة حق تقال، ليس ناصيف حتي من طينة حكومة الرئيس حسان دياب.

ربما اخطأ في قبول المنصب اساسا غير انه على الارجح لم يتوقع ما اختبر وعاين في خلال الاشهر الستة التي قضاها في الحكومة مُغيبا او مهمّشا عنوة عن دور كان يمكن ان يجّل به لو اختلفت الظروف. فخبرة الدبلوماسي المحنك وسعة اطلاعه وتفكيره الاستراتيجي وثقافته الواسعة التي كانت لتجعله على الارجح من ابرز وزراء خارجية لبنان لا يمكن ان تستوعبها حكومة حزب تجرف لبنان الى سياسة المحاور الاقليمية بعيدا من منطق الحياد السليم الذي يؤمن به ويصر عليه الوزير المستقيل.
اسباب الاستقالة فنّدها في بيان مفصّل ضمّنه كل ما يُمكن ان يُقال، فيما حفظ ما لا يقال في قلبه. والاستقالة الوزارية الاولى من نوعها في حكومة دياب تؤكد المؤكد بان هذه السلطة عاجزة عن مواجهة التحديات ويتعذر عليها بادائها هذا ان تحل الازمات او تضعها حتى على سكة الحل داخليا او خارجيا: من ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة، الى التجديد لقوات الطوارئ الدولية جنوبا، ومن المازوت المُغَيّب الى حكم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه يوم الجمعة المقبل. لجان داخلية تُشكل وشركات تدقيق عالمية تُكلَف وتعيينات محاصصتية تُقَر، كلها من دون نتائج حسية فيما المطلوب واحد الشروع في الاصلاحات. لكن لا اصلاح ولا من يصلحون.