المعارضة العونية: استياء واسع في صفوف التيار وانسحابات متوقعة


تنظر المعارضة العونية بكثير من الحزن الى الحال التي بلغها التيار الوطني الحر بفعل ما تصفه بالاخفاق الحاد في قيادة دفة الحزب من جهة والبلاد عموما من جهة ثانية.

فالظروف المحيطة بلبنان معطوفة على الاداء السياسي والحزبي الجانح يفقدان التيار وهجه الى درجة كبيرة ويراكم ان الخسائر على المستويات كافة.
قبيل انفجار المرفأ مع الثورة الشعبية والمعالجات المعدومة لسبحة الازمات التي قادت البلاد الى الانهيار، وبعده في شكل خاص حيث اصيب جمهور التيار تحديدا بخيبة امل لا مثيل لها دفعت بالكثيرين الى التعبير عن امتعاضهم على مواقع التواصل الاجتماعي، توالت الانتكاسات داخل التيار ولم تعد قاعدته الشعبية على حالها.

فالأحداث والتطورات المتتالية تؤكد ذلك، كما تقول مصادر في المعارضة العونية لـ”المركزية” مشيرة الى استياء المؤيدين من أدائه، بعد أن تأكّد لهم “ابتعاد الحزب عن تاريخه ونهجه” . وقد قرر العديد من القياديين والمسؤولين المركزيين والمنسقين الحاليين الانسحاب، حتى شملت موجة الانشقاقات أفراداً لم يظنّ يوماً أن من الممكن حتى التشكيك بولائهم لهذا الحزب، “فالتململ في صفوفه لا يقتصر على القيادات فقط،بل طال شعبيّته ايضا ” وفق ما أكّدت المصادر لافتة إلى أن “رئيس التيار النائب جبران باسيل عبّر عن هذا الواقع بطريقة غير مباشرة في خطابه الأخير بعد انفجار المرفأ حين تطرّق لموضوع الشعبية قائلاً أنه سيتحسّن بعد الاتفاق الأميركي – الإيراني وكأنّه اعتراف ضمني بوجود مشكلة في السياق”.
وتوقعت المصادر أن نشهد على المزيد من الانشقاقات في الفترة المقبلة مع استمرار التململ في صفوف القياديين، مؤكدةً أن المشاكل تنخر لجان وهيئات الحزب، وحاول باسيل خلال لقائه معهم التعبير عنها متوجّهاً إلى غير الراضين عن أدائه بالقول إن يمكنهم الانسحاب منه، وهذا أساء أكثر فأكثر لصورة التيار كمؤسسة حزبية.
وفي السياق، تتالت مجاهرة مشاهير من فنانيين وإعلاميين ورياضيين بانسحابهم من “التيار الوطني الحر”، معبرين عن ندمهم بعد أن كانوا صورته وصوته وأبرز المدافعين عنه، فاكتشفوا أن الوعود التي قطعت لهم والآمال المعوّلة عليه للتغير مجرّد “أوهام”، على ما اعلنوا على مواقع التواصل الاجتماعي ورأت المصادر أن ثمة تاثيرا كبيرا لهؤلاء النجوم على الرأي العام. يضاف إلى ذلك الفشل في التعاطي مع الانفجار، حيث أن في السابق كان التيار لولب الحركة في معالجة الأزمات أما اليوم فكانت له ردّة فعل مسيئة جدّاً لتاريخه ولوضعه كحزب لديه تجارب سابقة في هذا الموضوع ومعتاد على التعاطي مع الأزمات وهذا ما لم نره خلال هذه الفترة، دائماً حسب المصادر، التي اعتبرت أن أمام أزمة وطنية كتلك التي تضرب لبنان ويأس المواطنين وسقوط مفاهيم الدولة لا يمكن لرئيس حزب الخروج بخطاب مماثل بعيد من الواقع خصوصاً إذا كان حزبه في الحكم، انه دليل إفلاس إضافي”.