القوات اللبنانية : اي تحقيق من قبل الدولة اللبنانية سيكون «مسخرة»


رأت القوات اللبنانية ان زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت أتت للتضامن بعد الانفجار المهول وليشعر اللبنانيون بانهم ليسوا وحيدين ولم يأت بورقة عمل كما روج البعض.

وأكدت مصادر في القوات اللبنانية ان رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع طلب من الرئيس الفرنسي بشكل معلن وواضح ان تساهم الدولة الفرنسية في تذكية طلب لبنان بإجراء تحقيق دولي حول انفجار مرفأ بيروت وتحويل هذا المطلب الى مطلب فعلي وحقيقي من اجل الوصول الى نتيجة جدية وشفافة. وعللت المصادر التمسك بالتحقيق الدولي انطلاقا من الاسباب المعلومة وابرزها انه في لبنان لا يمكن الوصول الى الحقيقة، ذلك ان المذكرات التي وصلت الى قضاة والرسائل التي ارسلها مديرون عامون والاجهزة التي اطلعت عليها متساءلة انه من الصعب ان يقوم المعنيون بالتحقيق مع انفسهم؟

اضف الى ذلك رأت المصادر القواتية انه لا يمكن لاي قاضي في ظل الخوف على حياته وفي ظل سلطة عاجزة عن حمايته ان يبادر الى اجراء تحقيق واتخاذ اجراءات وقرارات كبيرة، فمن البديهي ان نختار الذهاب الى تحقيق دولي.

والى جانب هذه العوامل، استندت المصادر القواتية الى تصريح وزير الخارجية السابق ناصيف حتي بوصف السلطة بالدولة الفاشلة مشيرة الى ان هذه الدولة الحالية التي فشلت في اتخاذ اصلاحات ووقف الانهيار المالي وحل اي قضية او ملف لن يكون باستطاعتها اجراء تحقيق يصل الى نتيجة ومعالجة زلزال (اي انفجار مرفأ بيروت) قضى على العاصمة وعلى احلام اللبنانيين واحدث ارهابا حيث المواطنون لا يزالون يعيشون تحت وطأة الهلع والرعب الذي احدثه انفجار المرفأ. وباختصار، وصفت المصادر القواتية ان التحقيق اذا كان على ايدي الدولة اللبنانية فسيكون تحقيقاً «مسخرة».
وحول طرح الرئيس الفرنسي فكرة حكومة وحدة وطنية خلال الاجتماع الذي عقده مع المسؤولين اللبنانيين،اوضحت المصادر القواتية ان الرئيس الفرنسي لم يتطرق الى الموضوع بهذا الشكل بل قال ان على اللبنانيين ان يروا ما هو الانسب لمعالجة الوضع واذا لستم قادرين على التغيير من خلال الحكومة الحالية اذا عليكم التفكير بطريقة مختلفة للوصول الى النتائج التي تطلبها فرنسا من الدولة اللبنانية ابرزها الاصلاحات. وهنا كشفت المصادر ان رئيس حزب القوات سمير جعجع قال لماكرون ان موضوع الاصلاحات يجب ان يطرح على العهد والتيار الوطني الحر وحزب الله لانهم الاطراف الممسكة بزمام الامور والمتحكمة بالدولة . وهنا حسمت القوات اللبنانية موقفها بعدم الاشتراك بحكومة وحدة وطنية معتبرة ان الاجواء غير متوافرة ولا نؤمن بأي حكومة يكون فيها حزب الله والتيار الوطني الحر والعهد ممسكين بمفاصل الحكم بل نرى ان الامل بالتغيير يكون بانكفاء هذه السلطة عن الحكم.
اما عن التحقيق حول انفجار مرفأ بيروت فتساءلت المصادر القواتية : هل فعلا نتيجة الاهمال بقي 2750 طناً في المرفأ ولسنوات طويلة؟ ولماذا الباخرة أتت وتركت هذه المواد في مرفأ بيروت؟ وعلى هذا الاساس، شددت المصادر على وجوب اجراء تحقيق دولي حول انفجار مرفأ بيروت؟