مع صدور هذا العدد، صباح اليوم، يمكن ان يكون النواب الستة الذين اجتمعوا ليل امس، قرارا بالتصويت لاحد المرشحين، والارجح للمرشح جهاد ازعور، ما لم يقع بينهم خلاف على التسمية، فيذهبون معا الى خيار الورقة البيضاء.
والواقع ان الورقة البيضاء هي اللاخيار واللاموقف في خضم معركة بهذا الحجم، يمكن ان تغير وجه البلد. لا اريد ان ارد على احد المشايخ الذي يردد معزوفة قديمة عن اميركا واسرائيل، وعدم قبوله بوضع الرئاسة اللبنانية في تصرفهما، كأني به يعود الى خطاب التخوين، فاما ان تكون معنا، او تتهم بالعمالة. وهو خطاب بائد من الزمن السوري، لا يدرك الشيخ المذكور، انه زمن ولّى.
والى قوى المعارضة والتغيير، فقد لا يوصل التصويت الواضح والصريح المرشح جهاد ازعور الى قصر بعبدا، لكنه على الاقل يسجل موقفا واضحا ضد استفراد “حزب الله” ومن معه بالقرار، والاستئثار بتسمية الرئيس، واحتكار السلاح، والدويلة في مقابل الدولة.
والاصطفاف لا يعني، كما يروج اعلام الممانعة، بانه انحياز الى خيار “القوات اللبنانية”، لان الاختيار يكون عن اقتناع، سواء كان لهذا الطرف او ذاك. واذا كان نواب التغيير رفعوا شعارات رفض المنظومة، فان عليهم ان يؤكدوا فعلا رفض ممارساتها، وايضا عدم الانجرار الى لعبة التعطيل التي اعتمدتها الممانعة في الجلسات الـ 11 السابقة، وستعتمدها الاربعاء بالتأكيد، عبر تطيير النصاب.
ان الانحياز الى موقف وطني صريح، لا يعني ايضا معاداة “الثنائي الشيعي” كمكون طائفي، بل فيه رفض لخيارات سياسية، وارتباطات اقليمية، وما تحويل المشكلة من السياسة الى الطائفية والمذهبية، الا لشد العصب، واحراج المحتارين في توجهاتهم، الذين يأبون الدخول في اللعبة الطائفية. وهذا الامر بمثابة فخ تعمل عليه غرف مظلمة. اذ ماذا يمنع الثنائي من الحوار الحقيقي والصادق والشفاف مع سائر المكونات للوصول الى حل مشترك. واما التغني بدعوات الحوار الذي لم ينعقد، فانه يحمل في طياته غشاً اضافيا لان تجارب الحوار السابقة مليئة بالفشل، وولدت لا ثقة في هذا المجال. وبعد، التقاط الفرص لا يزال متوافرا لمن يريد فعلا.
نايلة تويني – النهار