هل حانت فرصة عون وباسيل التاريخية؟

هذا هو السؤال الذي نطرحه اليوم في ضوء تفاقم الخلاف بين الرئيس السابق ميشال عون وبطانته من جهة، و “حزب الله” والقوى الملحقة به من جهة أخرى.

لغاية الآن العنوان واضح: انه خلاف على “غنيمة” رئاسة الجمهورية، التي يبدو ان “حزب الله” او “الثنائي الشيعي” قد أخدا قرارًا بتغيير هوية ساكن بعبدا العتيد. والحال لن يمشي الحزب المذكور بميشال عون او خليفته المعلن، وسيعمل على استبدالهما بإبن “الخط” النائب السابق سليمان فرنجية.

اذًا الخلاف من الناحية العملية يدور الخلاف على ” قالب الجبنة” ليس أكثر، ولكنّه خلاف كبير، وفي قاموس ميشال عون فإنه يقاتل بشراسة من اجل الكرسي في السلطة. ولذلك وبالرغم من ان سوابق عون وباسيل، وعلاقة المصالح المتبادلة التي جمعتهما ب”حزب الله” فإنّ الخلاف يمكن ان يتفاقم. هذا امر جيد، لذا ثمة من يرى انه من المهم البناء على خلاف عون مع “حزب الله”، ومحاولة استكشاف حدود هذا الخلاف، والى أي مدى يمكن لعون ان يبتعد عن محور “الممانعة” الذي يقوده في لبنان “حزب الله”. ويذهب أصحاب هذا التفكير البراغماتي الى حدّ القول انه في حال بدا كلا الخلاف والتباعد حقيقيين، والأهم ان يكونا عميقين، فلا بأس من البناء عليهما بهدف تدعيم جبهة السياديين الذين يقفون حجر عثرة بوجه مشروع “حزب الله” في البلد، ويجاهدون من اجل اجهاض محاولة هذا الحزب إيصال مرشحه نصف المعلن الى سدة الرئاسة.

و يرى البرغماتيون إياهم انه لا بأس من البحث في عمق موقف عون، و ما اذا كان يمكن إقامة جسر معه أولًا لصد “حزب الله” بتوافق مسيحي عريض يجهض مشروع انتخاب سليمان فرنجية، و ثانيًا بما يؤسّس لاختيار مرشح تسوية مسيحي ثم لبناني بإعتبار ان الموقع ماروني لا يجوز ترك مصيره رهن إرادة “الثنائي الشيعي “الذي يدير دفة معركة فرنجية.

أكثر من ذلك يعتبر أصحاب الموقف البراغماتي إياهم انه بالإمكان بناء موقف مسيحي عقلاني تتشارك فيه مختلف القوى والشخصيات والكتل المسيحية الوازنة بما فيها “التيار الوطني الحر ” وتفرض على بقية الشركاء اسمًا يشكل نقطة تقاطع في ما بينهم. المهم هنا اجهاض مشروع “حزب الله” وتحرير قصر بعبدا من نفوذه الضاغط الذي أدى في ما أدى في الأعوام الأخيرة الى نسف عهد ميشال عون، و اخراج الشخص من الضمير المسيحي العميق، فضلا عن انّ هذا النفوذ أدى الى عزل موقع رئاسة الجمهورية الماروني المسيحي عربيًا و دوليًا، و الصاقه بجهة على عداء تام مع معظم الدول العربية و المجتمع الدولي. إنّ لميشال عون مصلحة في أن ينهي حياته السياسية بموقف تاريخي منتفضًا على مشروع “حزب الله” ربما لانه انتهى الى اكتشاف مآلات هذا المشروع ومخاطره.

وبحسب الجهات السيادية البراغماتية فإنّ امام الرئيس السابق ميشال عون وصهره جبران باسيل فرصة تاريخية قد تلوح من خلال اتخاذ موقف نهائي بالقفز من سفينة “حزب الله” والمساهمة مع بقية القوى السيادية أقلّه بتقليص نفوذ “حزب الله” في لبنان بفاعلية!

فهل يفعلانها؟

 

علي حمادة – نيوزاليست