خُطة الكهرباء … سلاح ذو حدّين!

محمد ناصرالدين

نَسِيَ اللبنانيون أن في بيوتهم تمديدات لكهرباء الدولة، فالدولة بكهربائها غائبة عن المواطن الذي لا يسمع بوجود الدولة وخدماتها سوى في نشرات المساء.
في فترة جفاف وزارة الطاقة، “غنَّى كل مواطن على ليلاه”، وداوى جراحه بيده حتى نَدُرَت الاسطُح التي لا تحمل وِذر ألواح الطاقة، فبعد أن غابت رحمة الساسة، لا رحمة باقية سوى رحمة الله!
تَيَقنت الأذان حينها، أن وعود ساسة لبنان، مجرد هراء، وأن حضور المذيعة بات افضل من الخبر نفسه …
في محاولة نفض الغبار عن وزارة معدومة، حاول وزير الطاقة وليد فياض، في وزارة تصريف الأعمال، أن يعتمد نظرية الطلقة الأخيرة، بعد أن تأخرت الحكومة بخطتها الانقاذية المنتظرة!
وبين شغور الرئاسة الأولي، وقيلولة الثانية وعجز الثالثة، كان لا بد للمبادرات الفردية أن تجتهد في زمن وصلت فيه الدولة ادنى مستويات الحضيض والعجز والفشل.
أطلقت الوزارة خطة مشروطة زمنيًا وماليًا، وديمومتها مرهون بنجاح بداياتها وتكامل وتنسيق أجهزة الدولة كافة.
فَهم الخطة الجديدة للكهرباء ليس بمنأى عن فهم المشاكل التي لا تحصى التي يعاني منها القطاع، خزائن الجباية تحتاج للتهوئة لقلة استعمالها، تفاوت صارخ بين حجم الانفاق والجباية، في وزارة من المفترض أن يكون ناتجها ايجابي! كما أن هو الحال في معظم دول العالم.

تعديات منتشرة على مساحة الوطن، تعديات تزهق الكثير من مقومات وموارد استمرار قطاع الكهرباء في لبنان، ناهيك عن ازدياد حالات سرقة معدات وأعمدة وأسلاك تابعة لشركة كهرباء لبنان وما يرافقها من استنزاف قدرات الشركة على الصيانة!
و كالعادة، كل قضايا الوطن لها امتدادها الخارجي، ازدادت معاناة قطاع الطاقة جراء العبء الذي فرضته مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين، والتي تشكل حسب عديد الإحصاءات ما يزيد عن ٣٥٪؜ من حجم استهلاك الوطن للطاقة.
جميعها مشاكل رافقها تَعَالي بعد المواطنين والسياسيين على الجُباة، فاصبح الجباية تحتاج في بعض الاحيان اذن من النيابة العامة، فالدويلات منتشرة كالنار في الهشيم في هذا الوطن الصغير.
نجاح الوزارة في جباية الاموال الكافية، ليس كافيًا. فهل نضع الامانة مرة اخرى في يد من سرقها في المرة الاولى؟!
لا اعتقد ان السلطة الحالية حصلت على صك يخولها الائتمان مرة أخرى على اموال الشعب، لا دليل مؤكد أن الاموال المجباة ستصل الوجهة المقصودة!

نأمل من هواجسنا، أن تتبخر، وبفعل فاعل وقدرة خالق، أن يسير الوطن لبر أمانه، والأمل الخافت يصبح نورًا نحو غد أفضل في وطن يستحق الخير، كل الخير.