دعوات للحوار أم للبقاء في جهنم؟

لبنان التعددي بمكوناته وطوائفه الـ18 خليط من الأديان والتقاليد والثقافات التي تحتاج إلى صيانة دائمة للاستمرار بهدف السير قدماً نحو مستقبل أفضل، والالتحاق بالدول المتطورة من خلال الاستقرار وافساح المجال لمساهمات أبنائه الفعالة في بناء وطن.

صيانة هذا المجتمع التعددي ليلعب دوره هي لغة الحوار بين مكوناته للاتفاق على دولة مؤسسات ترعاها سواسية للحفاظ على حقوقها وازدهارها وانمائها وطبعاً الحفاظ على أمنها.

إذاً، الحوار واجب ومعطى طبيعي في ظل التنوع في لبنان، لكن عن أي حوار نتحدث هنا؟ ما هي العناصر الكفيلة بانجاحه؟

دعوات الحوار التي انطلقت منذ أسابيع تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات النجاح لسببين:

– انعدام توازن القوة بين المتحاورين بفعل امتلاك الطرف الذي سيتم التحاور معه السلاح، وطبعاً نتحدث هنا عن حزب الله، ما يسمح له بفرض شروطه على قاعدة la raison du plus fort est toujours la meilleure

– رفض حزب الله، على لسان مسؤوليه في مواقف عدة صادرة عنهم، البحث بموضوع السلاح، أساس الحوار الذي يطالب بمناقشته السياديون ومكونات المعارضة وفي طليعتهم حزب القوات اللبنانية.

السؤال المطروح هو في كيفية اجراء حوار لبناء دولة المؤسسات التي تحافظ على الهوية اللبنانية بمكوناتها في ظل امتلاك إحداها للسلاح ورفضها التحاور بشأنه؟ وبماذا يفيد الحوار حينها؟

باختصار، لا تعدو الدعوات، السابقة وحتى الأخيرة منها، إلى الحوار، أكثر من عملية تضليل سياسي متعمد تهدف إلى ابتزاز اللبنانيين عامة والسياديين خاصة والايحاء لهم أن من يرفض الحوار هو من يعرقل الانتخابات الرئاسية ويوقف عمل المؤسسات والعملية الديمقراطية، في وقت قبعت البلاد تحت سلطة حزب السلاح لسنوات وأدت ممارساته مع حلفائه إلى خرق الدستور والقوانين وتهديم سلطة الدولة وسلوك الطريق المعبدة واسعاً إلى جهنم.

 

 

النائب السابق ادي أبي اللمع – موقع القوات