إيران اغلقت ملفها الداخلي… ما الترتيبات الإقليمية القادمة!

محمد ناصرالدين

بعد كر وفر بين الامن الإيراني وبعض المتمردين على الحكومة الايرانية او بعض سياساتها، بردت الرياح الداخلية الساخنة وعادت الامور الى الهدوء الحذر حسب ما نقلت مصادر اعلامية متنوعة ولا سيما الغربية منها.
غابت ايران لوهلة عن الساحة الإقليمية جراء الاحتجاجات الداخلية ما جعلها متاخرة بخطوة عن القطار الاقليمي الذي يعيش تداعيات ازمات عدة منها الحرب الاوكرانية، ما يفرض على الخارجية الايرانية ثقل ملفات متراكمة بعد الاحراج الاخير الذي شاهدناه على الساسة الايرانيين جراء تفلت داخلي كانت الجمهورية الاسلامية تتغنى بتراص صفوف شعبها ووقوفه خلف القيادة الفارسية.
بين امل الغرب بتكرار سيناريو سوريا في ايران، والخبرة الامنية الايرانية من تجارب جاراتها، ربما نجت إيران من الانجرار نحو فلتان داخلي وبقبضة عسكرية ديكتاتورية، احكم الامن الإيراني قبضته على الوضع في مختلف المحافظات الايرانية.
ماذا بعد الرماد؟! وهل نجاة النظام في ايران يعني مزيد من البطش تجاه الخصوم؟!
في الملف الخليجي، محاولات وساطة جديدة تجاه الازمة اليمنية، رسائل ايجابية من الدبلوماسية لحليفها الحوثي بتمرير الوقت وكسب الجولات، ومن ذاوية حيادية يحق لنا السؤال : هل ارتوت قلوب الخصوم من الدم اليمني؟!
و لأن الحرس الثوري يعتبر حليفاً قويا للترسانة العسكرية الروسية، اتهمت الحكومة الاوكرانية ايران بتزويد روسيا بمسيرات مقاتلة لتدمير اهداف داخل السيادة الاوكرانية، اتهامات اعتبرتها الخارجية باطلة وفي سياق الحملة الاعلامية الغربية على نظام الجمهورية الاسلامية.
رغم سخونة الشوارع في ايران، استمرت القوات الايرانية بممارسة مهامها في سوريا والعراق واستمر شحن قوافل الدعم المادي والغذائي للبيئات التي تعيش تحت ابط النفوذ الايراني، وهذا يعود للعقيدة الانتشارية التي انطلقت مع الثورة الاسلامية.
بالعودة الى لبنان، احد اهم ملفات الخارجية الايرانية، فالشغور الرئاسي في لبنان ينتظر في بعض زواياه تدوير خارجي، لاسيما عبر التمنيات التي تمليها طهران على حزبها بتحجيم ومنع المرشحين المقربين من عوكر من الوصول الى بعبدا. باعتبار الرئاسة الأولى اللبنانية ذات قيمة معنوية عالية للمحور الممانع، وكأن لسان طهران يقول هل من لحود آخر؟!
باعتقادنا الاكيد، ان الحرب الاوكرانية ما باحت باسراها كاملة، وبقية القصة يتلوها شتاء اوروبا القارس وما سيرافقه من تزعزع في علاقة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وما سيتبعه من تغير في ميزان القوى الاقليمية، وقد نرى مستحيلات الأمس، ضرورات اليوم!