محاولة ترويض فاشلة … قطر تنجح في اختبار المبادئ!

محمد ناصرالدين

منذ ذلك الطرد، الذي أعلن قطر دولة مستضيفة لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٢، والدولة العربية الاولى التي فازت بهذا الشرف تتعرض لرشقات سمُ وعنصرية لا مثيل ولا مبرر لها.
منذ التلفظ باسم قطر، اسودت وجوه وتعرقت اخرى، وكأن البعض في القاعة كان في حضرة الجحيم.
على غرار سابقاتها، كان الاتحاد الدولي لكرة القدم دائما ما يُشكك في نزاهته او اختياراته، لكن هذه المرة، سخونة الانتقاد تخطت الحد المقبول، وبين تصريحات مسمومة وحملة إعلامية ضخمة، التزمت قطر الصمت والعمل معاً .
كيف قاد الغرب او بعضه خطته المُحكمة؟ وكيف نجت قطر بمادئها؟!
بحملة متشبعة، محكمة، منسقة، بدأت بعض المنظمات الحكومية والغير الحكومية، بعض الاتحادات الكروية، وبعض المنظمات القزحية، هجومها ضد قطر، ويمكننا اختصار الحملة بثلات مراحل او ألوان .
للوهلة الأولى، كان من السهل، التشكيك بنزاهة التصويت، وتوبيخ النفط القطري كأداة رشوة، فهذا ليس بجديد على الغرب واعلامه الذي يرى فيه كل دولة عربية مصفاة للنفظ فقط!
ولأن السياسة اداة ضغط في الرياضة والاقتصاد وصولًا الى المراقص، نشبت في اروقة الاتحاد الدولي فيفا حملة تصفية المسؤولين، برأي البعض، عن تتويج قطر باستضافة التاج المونديالي ٢٠٢٢. فتم اتهام بعضهم واقالة اخرين، لكن اسم قطر بقي في سجلات آمنة، كبلد مستضيف للحدث الكروي الشهير.

بعد فشل المرحلة الاولى وعجزها عن تجريد قطر حقها، عادت الاستواطنة الغربية المعروفة للدوران مجددًا، “حقوق الانسان”، وهي الشماعة التي يلصق الغرب كل قذارته عليها، ففرنسا تنهب افريقيا بحجة حقوق الانسان، والولايات المتحدة امتصت حجر العراق بحجة حقوق الانسان، والشرق الاوسط اصبح مذبحة دائمة للسبب نفسه!
اتهمت قطر بانتهاك حقوق الانسان، وغياب الحقوق المدنية والسياسية، وسلب العمال ظروف عمل مناسبة، وانتهاك ما اسموه حقوق المثليين، وغيرها من الترهات والثرثرة الغربية المملة .

ان كان لقطر علامات استفهام كثيرة حول حياتها السياسية؟ علامات تعجب كثيرة حول هذا الانحراف الاخلاقي والشواذ الفكري والجنسي الذي انتجتهه الديمقراطية الغربية، نفسها الديمقراطية التي جعلت هذا الغرب مصنع سلاح ومصدر رصاص لحروب الموت في بلاد المشرق.

بين متفائل بمناعة قطر وشعبها، وبين متشائم لقذارة الغرب وادواته، فازت قطر بالرهان، جاهزية عالية، مواصلات عصرية، خدمات ممتازة مع سجل أمني مطمئن، كل ذلك جعل النقاد عُراة خصوصا بعد تأكيد شديد اللهجة من الحكومة القطرية أن قوانينها سامية فوق اراضيها، وخصوصية مجتمعها الاسلامي مصانة بقوة المبادئ والقوانين القطرية السارية المفعول، فقطر ترحب بالوافدين للاستمتاع بالمستديرة، لا للاستماع بانحرافهم!
كل التوفيق لقطر، في مهمة ليست بالسهلة، ففي نجاحها رسالة شديدة اللهجة، أن الشرق الأوسط بؤرة حياة أيضاً!