القوات تستنكر الحادثة المؤسفة التي استهدفت محطة “أم تي في”

صدر عن جهاز الإعلام والتواصل الموقف التالي:

 

الفارق بين عامي 1989 و 1990 واليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي التي أفسحت في المجال أمام كل مواطن يملك هاتفه الخليوي على نقل الحقيقة بالصوت والصورة، ولم يعد من السهولة بمكان افتعال المشاكل والأحداث ونسبها إلى الآخرين من خلال روايات الكذب والحقد والتضليل وبهدف تحقيق المآرب السياسية عن طريق العنف والفوضى والشغب.
والفارق بين عامي 1989 و 1990 واليوم أن الفريق المولِّد للمشاكل والأزمات كان يملك قوة عسكرية في منطقة مقفلة جغرافيا وتتواجد فيها قوة أخرى نشأت من الناس ولأجلها، فيما هذا الفريق أصبح مكشوفًا أمام اللبنانيين جميعهم، ولم تعد المواجهة معه محصورة بفئة لبنانية، وادّعاءاته كلها بأنّه مدافع عن الشرعية سقطت بدءًا بتشريعه الحروب، مرورًا بتحالفه مع مَن يخطف قرار الدولة، وصولًا إلى تنظيمه عصابات مسلحة..
والفارق بين عامي 1989 و 1990 واليوم إنّ الرأي العام شاهد على مسيرته وتقلباته وخياراته وهوسه السلطوي الذي يجعله على استعداد لتدمير بلده ومجتمعه سعيًا إلى كرسي ونفوذ وسلطة ومال..
والفارق بين عامي 1989 و 1990 واليوم إنّه كان باستطاعته اتّخاذ قرار الحرب وتنفيذه وتأمين الغطاء الشعبي لحربه الخاسرة سلفًا والتدميرية، فيما أقصى ما بإمكانه فعله يكمن في إحداث بعض الشغب والقلاقل في ظلّ عين عسكرية ساهرة على أمن اللبنانيين جميعهم، ووعي لدى الشريحة اللبنانية الأكبر بعدم الانجرار إلى استفزازات هذا الفريق الذي انكشف على حقيقته منذ زمن بعيد..
والفارق بين عامي 1989 و 1990 واليوم إنّ الشعب اللبناني الذي انتفض في 14 آذار ومن ثمّ في 17 تشرين ونجح في أن يتوحّد حول عنواني تحرير الدولة المخطوفة وترشيد إدارتها، لن تنجح محاولات الفتنة بشرذمته، إنما سيبقى موحّدًا في مواجهة هذا الفريق الذي في كلّ مرة اعتلى فيها السلطة دمّر البلد.
والفارق بين عامي 1989 و 1990 واليوم إنّ استخدام العنف والفوضى سعيًا إلى رئاسة لن يمرّ، ومحاولته الأولى من خلال الاستعراض الوداعي الذي كان أحد أهدافه افتعال فتنة قطعت الطريق عليه “القوات اللبنانية” بدعوتها لضبط النفس والتحذير الشديد اللهجة من أي تجمعات مقابلة، والمحاولة الثانية التي كان هدفها إثارة البلبلة الدستورية قطع الطريق عليها المجلس النيابي، والمحاولة الثالثة التي فجرّت حقدها ضدّ محطة الحريات الأولى في لبنان قطعت الطريق عليها المؤسسة العسكرية التي لن تسمح بالشغب والفوضى.
والفارق بين عامي 1989 و 1990 واليوم إنّ أقلام الحقد والكراهية والجهل والتبعية والنفعية أصبحت مكشوفة الغايات والأهداف، وهذه الأقلام لا تقلّ سوءًا عن الحالة التي افتعلت وتفتعل الحروب والفوضى، لأنّ مَن يقف على مسافة واحدة من الحقّ والباطل هو مع الباطل، وإذا كان الباطل مكشوفًا، فيجب كشف الأقلام التي تدعّي العفة والاستقامة..
وقد استحضر أحد الأقلام، الذي يتلطى بمنبر حرّ، الحادثة المؤسفة والمستنكرة التي استهدفت محطة “أم تي في” ليغطي على المُرتَكِب من خلال استحضار “القوات” التي يعلم القاصي والـ”داني” أنها لم تكن، أمس، بين جمهور برنامج “صار الوقت”، وبالتالي بدلا من ان يُدين المُرتَكِب بالاسم قام لحسابات شخصية معروفة بالتحريض ضدّ “القوات” ظلمًا وتزويرًا للوقائع وتحريف ا للحقائق..
ويبقى أنّه على القوى الأمنية أن تضرب بيد من حديد كل مَن تسوِّل له نفسه التخريب، وعلى القضاء أن يحاسب كل مَن خطّط للاعتداء على محطة “أم تي في”، لأن اي تساهل يشجِّع المرتكب على تكرار جريمته، ولا نستغرب أخيرًا التخريب المتعمّد والتحطيم المقصود لأستوديوهات “أم تي في”، لأن الفريق المعتدي تاريخه معروف في الاعتداء على الإعلام الحر، وتاريخ “أم تي في” معروف بالدفاع عن الحرية، وكانت وستبقى منبرًا للكلمة الحرة في لبنان.