جبران باسيل بين الصف الأول… والمتراس الأول

المسافة بين “الفوروم دو بيروت” وكنيسة الصعود في الضبيه، لا تتجاوز الخمس عشرة دقيقة، لكنها في المضمون الحقيقي لذكرى 13 تشرين تقاس بالسنوات الضوئية، ففي ضبيه احتفال بذكرى 13 تشرين 1990، وفي الفوروم دو بيروت ” انتحال صفة”.

في كنيسة الصعود في ضبيه بدا في الصف الاول “أبطال الجيش اللبناني” في معركة 13 تشرين، من العميد شامل روكز إلى العميد فؤاد الأشقر إلى العميد سليم كلاس إلى العميد حنا مقدسي إلى آخرين ممن لا يتسع المجال لتسميتهم جميعاً.

هؤلاء كانوا موزعين على الجبهات والمتاريس وليس في الصفوف الأولى في الصالونات والمهرجانات.

في الصف الاول من مهرجان “فوروم دو بيروت”، نواب حاليون وسابقون، معظمهم لا علاقة لهم بـ 13 تشرين: من النائب السابق روجيه عازار إلى النائب الحالي فريدي البستاني إلى النائبة الحالية والوزيرة السابقة ندى البستاني إلى زميلها في النيابة وفي الحقيبة الوزارية سيزار أبي خليل إلى النائب الحالي سليم عون، هؤلاء من “عدّة الشغل” للوزير باسيل، ولا علاقة لهم بالذكرى، لأن “أهل الذكرى” كانوا إمّا في كنيسة الصعود في ضبيه وإما في منازلهم يُحيون الذكرى في قلوبهم.

يقول العميد شامل روكز، وهو أحد المعنيين المباشرين بالذكرى “إنّ 13 تشرين 1990 هو يوم أسود ومفصلي في تاريخ لبنان فيومها استشهد عسكر، ودُمِّرت منازل، فهو يوم انكسار لا انتصار، ولم نصل إلى دولة قانون، لذلك نتوجّع على كل التضحيات ولم نصل إلى دولة المؤسسات بالمعنى الصحيح، وهو نتيجة العمل العقيم للطبقة السياسية الموجودة، كنت آمل أن يكون العهد بحجم التضحيات التي حصلت، إلا أنه حصل عكس ذلك”.

روكز يتحدث عن “استشهاد عسكر”، لأنه يعرف ان الذين سقطوا في 13 تشرين يناهز عددهم 110 شهداء في مقدمهم المقدم جورج زعرب والرائد البير طنوس والنقباء علي أبو علي وجورج نصرالله وروبير أبو سرحال وآخرون من معاونين ورقباء وجنود.

مَن كانوا في قداس ضبيه يعرفون أسماء هؤلاء الشهداء واحداً واحداً، ومَن كانوا في الصفوف الأولى في “فوروم دو بيروت” لا يعرفون أحداً من هؤلاء، تُرى مَن سيعرفهم؟ هل الذين كانوا في 13 تشرين 1990 في المقلب الآخر، عقائدياً؟ أم الذين كانوا في أحزاب أخرى كان رؤساؤها وعمداؤها يهاجمون العماد عون ليلاً ونهاراً؟ أم مدنيون كانوا لصيقين بالعماد عون، ولا يزالون، وهُم مخبرون لدى النظام السوري وعملائه في لبنان؟

حين يجلس اللواء عصام أبو جمرا أو العميد فؤاد عون أو العميد سليم فغالي أو العميد سليم كلاس، أمام الشاشة، يتفرَّجون على مَن يتحدث عن “بطولاته” في 13 تشرين، لا يسعهم سوى أن تكون ردة فعلهم كأني بهم يقولون: “وما علاقة جماعة “الفوروم دو بيروت” بما حصل في 13 تشرين؟ إنها سرقة موصوفة لدماء الشهداء وتضحيات الأحياء!

 

جان الفغالي – نداء الوطن