بين الرجعية و الحداثة، بين البنادق و الأقلام… فصلُ جديد من الحرب العربية-الإسرائيلية!

محمد ناصرالدين

حتى الاحجار تتخلف عن اشكالها السابقة بمرور الزمن، و الوجوه الزاهية تخذلها التجاعيد، فهل لقضية دخلت عامها السبعين أن تبقى مراهقة؟
بطريقة و أخرى، دخل الكيان الصهيوني الملفات الدبلوماسية الرسمية للدول العربية أللممانعة و غير الممانعة! فبات الصراع الناري ورقياً، و تنحّت جانباً البدلات القتالية، و البنادق، و تسَيَدَت ربطات العنق، مشهد الصراع الأزلي بين قضية الانسان و دُعاة الحرب!
بين الرأي المرتجف تجاه “الخامة الجديدة للصراع الازلي بين العرب و الكيان العبري، و الرأي المحفز الذي يقيس النجاح باستنزاف موارد العدو أو بالاحرى ما سرقته اليد الصهيونية، و ليس الاكتفاء بالتركيز على تدمير القوة النارية للجيش العبري .
عاد الجدل، و هو ثمة شعوبنا، حول ماهية التطبيع؟

وهل الاتفاقات الجانبية تدخل ضمن فصوله؟

أم أن المقاومة العسكرية هي جولات عسكرية و دبلوماسية في آن واحد، حتى الخطوة الاخيرة من سحق الأخر! كيف لا و لحظة إعلان استسلام العدو هي لحظة سياسية بحتة!
ترسيم الحدود هي اتفاقات دولية، قل ما تحدث بين الدول الاشقاء، و نجدها اكثر في حالة الدول حيث الود مغشوش، عدا أن هناك أاسباب اخرى كالهاجس الامني الذي بات الشغل الشاغل للمخابرات في ظل انتشار الارهاب كآفة دولية.
الحالة اكثر تعقيدا في ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي، الصراع أبعد من الحرب، أبعد من الوجود، هي أسمى صراعات الخير و الشر، فهل تنطبق عليها المبادئ العامة للعلاقات الدولية؟!
حتى الانغلاق في الامور الحربية، يعتبر امراً رجعياً، فالتطور يجب ان يصيب طرق المواجهة، فالحروب لا تقرع بالنبال فقط!
وبرأينا لا يخرج التناطح الدبلوماسياً من كونه حرباً، و الرأي القائل بأن اسرائيل ليست آخر، هو نفسه الذي تغلغل في عقيدة جيوشنا و كبدها هزائم بعد أن سخرنا قدراتنا للدعاء لا القتال .
اتفاقات الحدود هي تطبيع كونه يجعل اسرائيل طرفا آخر؟!

كيف لها أن لا تكون طرفًا، فهل دنس الاقصى سراب سنونو؟

ببساطة اسرائيل هي طرف آخر، لا يستحق الحياة في هذه الارض!

ترسيم الحدود، يجب ان يكون نقطة لانطلاقة جديدة عكسية تجاه مطامع العدو، فالكر و الفر ما جلب سوى الهزيمة واهدار الوقت و النفوس!
وآن الاوان ان نعترف أن الحرب يجب ان يكون في متاريس الحياة و التكنولوجيا و الدبلوماسية… فالاتحاد السوفياتي ذات العجلات التقليدية عجز عن الاستمرار في المواجهة، فوهات المدافع الامريكية، و طائراته ما اسقطت الاتحاد السوفياتي، الذي خانته رجعتيه، و عجلاته التقليدية معتقدا بأن الحرب هي اشعال النار فقط!

القلم ابن عم البندقية، كلاهما للوطن و علاه و سيادته، و من ذهب منهما للحرب منفرداً عاد بالخيبات و الألم، آن الأوان حقاً أن لا ترتجف اقلامنا في قِطاف النصر و تضحيات عقود!