خاص – Lebanese Politico
لطالما بنى “الحزب” خطابه السياسي على مهاجمة ما يُسمّيه “الامبريالية العالمية”، حيث يشنّ قادته الهجوم المركّز على السياسيات الغربية من الولايات المتحدة الاميركية “الشيطان الاكبر” إلى دول “الاستعمار” الاوروبي، لكن يبدو أنّ الضرورات باتت تُبيح المحظورات وبشكل واسع ومَديد لدى الضاحية الجنوبية.
حزب الله الذي تمترس مُدافعاً شرساً عن المفاوضات غير المباشرة التي أجراها لبنان مع اسرائيل عبر الوسيط الاميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وارتضى أكل العنب متخلياً عن مسعاه التاريخي بقتل الناطور وإزالة اسرائيل من الوجود ومؤخراً إزالة الوجود الاميركي من الشرق الاوسط بعد تصفية القيادي الايراني قاسم سليماني، بات اليوم يُحرّك أدواته الاعلامية للدّفاع عن المبادرة السويسرية التي هدفت لجمع ممثّلي القوى السياسية اللبنانية على مائدة العشاء تمهيداً لطاولة حوار خارجية للبحث في أطر تعديل النظام اللبناني.
وكان معاون الامين العام لحزب الله لرعاية شؤون رجال الدين الشيخ الدكتور علي جابر قد غرّد مساء الاثنين المنصرم مهاجماً المملكة العربية السعودية التي أجهضت برأيه الدعوة السويسرية، معتبراً أنّ مسعى الاخيرة هو الحوار بين اللبنانيين.
فما الذي دفع حزب الله ليتحوّل رسولاً للسياسات الاوروبية وملتزماً بالوساطات الاميركية ومعترفاً بالحدود البحرية الاسرائيلية؟ أسئلة برسم بيئة حزب الله.