أفول وهج “الثورة” يطال الجامعات… والأحزاب تستعيد المبادرة

وسط متابعة اللبنانيين لـ»هزالة» مقاربة بعض النواب للإستحقاق الرئاسي والمشاركة في جلسات «فكاهيّة»، يتوجه ما تبقى من طلاب في لبنان، من جامعات «سيدة اللويزة»، و»الأميركية» في بيروت كما «اليسوعية»، بعد «اللبنانية – الأميركية» لانتخاب المجالس الطلابية، في ما يبدو على أنّها انتكاسة «الفورة الطلابيّة» التي نقلت الزخم من ساحات «17 تشرين» إلى حرم الجامعات، ليشكل استحقاق هذا العام عودة قوية للأحزاب التقليدية في وجه «اليسار العلماني» والمستقلين و»المتلونين» وفق الإستحقاقات.

جامعة «سيدة اللويزة» NDU

وتفتتِح اليوم الخميس جامعة «سيدة اللويزة» NDU الماراتون الإنتخابي، مع توجه طلابها إلى ترك بصمتهم حول توجه الرأي العام وخيارات شباب وشابات لبنان، وسط جوّ ديمقراطي بحت، بين «القوات اللبنانية» التي تخوض الإنتخابات عبر مجموعة Debate الطلابيّة، في وجه الأندية المدعومة من «الكتائب اللبنانية» Discovery، والنادي العلماني Secular، كما «التيار الوطني الحر» Social الذي حصر مشاركته أو عودته إلى خارطة المنافسة عبر حصر خوضه الاستحقاق في 3 كليات فقط.

وعلى الرغم من تشديد إدارة جامعة سيدة اللويزة على وجوب ابعاد السياسة وفصلها عن نشاط الأندية الطلابية، تتحدث الطالبة «غير المنحازة لأي فريق» ستيفاني خدّاج لـ»نداء الوطن» عن تمدد العناوين السياسيّة بشكل كبير إلى الجامعة وتكاملها مع نشاط الطلاب، ما يساهم في تطوّر عمل الأندية الطلابية ودمج الشباب في الحياة السياسية بشكل أكبر. وعن خيارات الطلاب، تشير إلى أن السنوات السابقة أعطت الـ Debate المدعومة من «القوات اللبنانية» القدرة على حسم نتائج الإنتخابات لصالحها على الرغم من وجود مجموعات «الثورة» التي نقلت المنافسة من «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، إلى «المستقلين» في مواجهة «القوات»، وسط غياب لوائح «التيار»، قبل عودته راهناً إلى المشاركة.

الجامعة «الأميركيّة» AUB

أمّا في الجامعة «الأميركية» في بيروت AUB، فإن المشهد يختلف، بحيث تشتدّ المنافسة بين لوائح «النادي العلماني» و»المستقلين» في الإنتخابات التي ستجرى يوم غد الجمعة، وسط غياب اللوائح الحزبية ومشاركتها مواربةً عبر لوائح «المستقلين». هكذا، تتعدد خيارات الطلاب بين لوائح «المستقلين» في وجه لوائح «العلمانيين»، بعيداً عن الحماسة والزخم اللذين طبعا الإنتخابات في الأعوام السابقة، وفق ما يوضح منسق لجنة الإنتخابات في «النادي العلماني» غدي بو كامل لـ»نداء الوطن»، مشيراً إلى خوضهم المنافسة على جميع مقاعد مجلس الطلاب الـ 20 التي تمثل الجامعة، وحصر الترشيحات في الكليات المحليّة على 61 مقعداً من أصل 81.

الجامعة «اليسوعية» USJ

لانتخابات اليسوعيّة طابع خاص، مع تداخل القواعد الحزبية واحتدام التنافس بين «القوات» وحلفائها في وجه «حزب الله – التيار الوطنيّ»، كما لوائح «طالب». ويوضح رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية في «القوات اللبنانية» شربل مينا لـ» نداء الوطن» خوضهم الإنتخابات في 14 كليّة إلى جانب فرع زحلة، بعد أن إقتصرت في العام المنصرم على 8 كليات، معلناً الفوز بـ7 مقاعد في زحلة، و11 مقعداً في كليّة العلاج الفيزيائي بالتزكية، مشيراً إلى خوض «القوات» وحلفائها من المستقلين والحزب «التقدمي الإشتراكي» للإنتخابات بوجه لوائح «حزب الله – التيار الوطني الحر» وحلفائهما، ولوائح «النادي العلماني» الذي يشكل إمتداداً لليسار المتمثل بلوائح تحمل اسم «طالب»، وبعض المرشحين المستقلين، مشدداً على أن القانون الإنتخابي المعتمد في الجامعة والذي تطالب «القوات» منذ سنوات بتعديله حال دون ترشحهم في عدد من الكليات التي تضم عدداً قليلاً من الطلاب، ما أدى إلى فوز لوائح «طالب» العلمانية بالتزكية، لتقتصر المنافسة يوم السبت المقبل على كليات: إدارة الأعمال، الحقوق، التسويق والمعلوماتية، الهندسة، العلوم، الإتصالات، الطب، طب الأسنان، الصيدلة، التمريض، العلوم المخبريّة، الإقتصاد كما الآداب والعلوم الإنسانيّة.

وتتجه الإنظار يوم السبت المقبل إلى حرم العلوم الإجتماعية – هوفلين لطابعها الخاص، حيث تخوض «القوات» وحلفاؤها الإنتخابات بوجه لوائح «طالب» التي تحظى بدعم «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» في كليّة الحقوق، مقابل عزوف «طالب» عن الترشح وخوض الإنتخابات في كلية إدارة الأعمال والتصويت لـ»التيار الوطنيّ» – «حزب الله» في مواجهة «القوات»، مكررين سيناريو الإنتخابات السابقة في تبادل الأصوات وقطع الطريق على فوز «القوات».

وفي الغضون، توضح الطالبة ريان حداد أن المنافسة الحقيقية التي تخوضها «القوات» تكمن في الحفاظ على هوية الجامعة السيادية والسعي من أجل تحقيق المزيد من النجاح بين الطلاب ونقل همومهم ومطالبهم بأمانة خلال تمثيلهم في مجلس الكليّة اليوم، تمهيداً لكسب ثقتهم وتأييدهم في الإستحقاقات الوطنية القادمة.

في المقابل، وخلافاً للأعوام السابقة التي رافقت «الفورة التشرينيّة» في الساحات، وأدت إلى حصر مشاركة «التيار الوطني الحر» بكليتين فقط، يحاول اليوم إستعادة تواجده ودوره التدريجي على خارطة المجالس الطلابيّة، بالتنسيق المتقدّم مع «حزب الله»، عبر خوض الإنتخابات في 12 كليّة من أصل 20 تشهد تنافساً انتخابياً كبيراً، محافظاً على خلافه السياسي الجذري مع حركة «أمل» والذي حال دون قدرتهم على التعاون إنتخابياً، وفق المسؤول عن جامعات بعبدا بيروت في «التيار الوطني الحر» إيليو حداد، الذي شدد على أن «تراجع وهج الثورة ساهم في استعادة «التيار» قدرته على المبادرة»، لافتاً إلى عودة الإصطفاف القديم تدريجياً إلى الجامعات وتقدّم التنافس بين «التيار الوطني الحر» و»القوات». وعن التواصل مع «الكتائب» يجزم حداد قائلاً: «هنّي مش عارفين حالن مع مين!».

ولا يغيب «العلمانيون» عن المنافسة بقوة في انتخابات اليسوعيّة عبر لوائح «طالب»، لتؤكد مسؤولة النادي العلماني إلما شعيا لـ»نداء الوطن»، إنقلاب المشهد هذا العام، مع استعادة حزبي «القوات» و»التيار الوطنيّ» دوريهما وقوتيهما في العديد من الكليات، مشيرة في السياق إلى فوز «طالب» بالتزكية في 5 كليات من أصل 10 كليات، حاصداً 41 مقعداً بالتزكية، منها العائدة لحرم الجامعة في طرابلس، وكلية العلوم السياسية، والعلاج الإنشغالي، والنطق كما المساعدين الإجتماعيين.

وعن الحركة «الثوريّة» في الجامعة، لفتت إلى أن «الثورة هي نحن، وكان هناك تكامل بين الطرفين، قبل أن يفقد الكثير من الطلاب هذا العام ثقتهم في «الثورة» والآمال المعقودة عليها لتحقيق التغيير المطلوب، ما دفع «العلمانيين» إلى تغيير شعارهم الإنتخابي الذي اعتُمد خلال السنة الماضية: «ليضل في أمل… طالب»، إلى «قرارك مسؤوليتك… طالب».

الجدير بالذكر أن الإنتخابات الطالبيّة التي تعتمد التصويت الإلكتروني حصراً دفعت «الجمعية اللبنانية من أجل مراقبة الإنتخابات» إلى إصدار بيان يفنّد مآخذها على هذا الإجراء.

 

طوني كرم – نداء الوطن