للجحيم مخرجٌ واحد… “الباسبور اللبناني”!

محمد ناصرالدين

تلقى الكفار صفعة مؤلمة حين عَلِمُوا أن مخرجهم الوحيد من الجحيم، هو حصولهم على جواز سفر لبناني!

قد يكون فرارك من الوطن هو آخر الحلول المؤلمة، لكن هذا الخيار أصبح شائك أيضاً، و كأن الدولة اللبنانية تطبق مبدأ ” كلنا ب الهوى سوا !”
أصبحت الحياة رمادية جداً في هذا الوطن، و الموت هو أسهل ما يمكن الحصول عليه.
دولة تعطيك ألف سبب للموت، لليأس، للرحيل، لا الحياة.
من عُملة بقيمة الفِجل، إلى قوت يومي صعب المنال، مروراً بشريعة الغاب و طرقات الموت كلها أسباب تدفعك نحو طريق واحد “طريق المطار”، الذي لا يبخل بتقديم صورة حضارية للوافدين عبر قاطعي الطُرق!

الحديث عن المطار و المحطة الأخيرة أمر مبكر جداً، فجواز السفر هو الحلقة المفقودة في قضيتنا لهذا اليوم.
قد نتحدث عن جواز سفر لقيمته العالية نسبة إلى جنسيته، و قد نتحدث عن جواز آخر نسبة لأمانه. أما اليوم فنحن نتحدث عن جواز ربما الأكثر رداءة في العالم، جودة تصنيعه كجودة المسؤولين البنانيين.
الجواز السفر اللبناني، الذي كان مادة جذابة للشهرة، أصبح اليوم عبئاً على الوطن و المواطن في آن واحد.
عشرات الأسئلة لا أجوبة وافية لها ! لما هذا التأخير للحصول على جواز سفر أو تجديده؟
هل يمكننا الوثوق بالمديرية العامة كمؤسسة عسكرية لحماية لبنان من الوافدين و هي عاجزة عن تدبير أمور و معاملات مواطنيها؟
تبريرات سخيفة تنتشر بين الحين و الآخر عن نفاذ “مستلزمات المديرية لتسيير العملية”، بالرغم من أن جميع خدماتها هي مدفوعة الثمن، فجواز السفر اللبناني مرتفع الكلفة نوعاً ما.
أعتقد أن هذا التبرير أثار سخرية حتى المدير العام للمديرية اللواء عباس إبراهيم،
الذي تُشكر جهوده الدبلوماسية في الخارج، و خصوصاً إلحاحه الحصول على تبادل اقتصادي مع العراق الشقيق، لكن من وجه نظر “وظيفية و منطقية” فإن المديرية العامة للأمن العام، و معاملات المواطنين، هي أولى بهذه الجهود.
ولك أن تتخيل أن حصولك على موعد في المديرية، قد يتجاوز العشرة أشهر في بلد تعداد سكانه لا يتجاوز عدد أمن الملاعب في بعض الدول!
الحقيقة أن الأرز وحده شامخاً في هذا الوطن، جباه المسؤولين توحي بالعار و الخذلان.
وإن كثُر الحديث أو قل جملة واحدة تختصر ألامنا “لا شيء على ما يرام!”