لقاءات “نواب التغيير”… الضحية تُحاور جلّادها!

يوم توجّه الناخب اللبناني بجناحيه المقيم والمغترب لانتخاب من يدّعون أنهم يمثّلون الثورة، ظن أنه صوّت لمن سيحقّق حلم قيام الدولة التي يحلم بها.

إستطاعت هذه القوى أن تفوز بثلاثة عشر مقعداً في دوائر مختلفة ولم تستطع تسجيل أي خرق في البيئة الشيعية، واستمر النواب المنتخبون بنفس الخطاب السياسي وهو مقارعة المنظومة الحاكمة وإسقاطها حتى رفض بعضهم الحوار مع الأحزاب والنواب المعارضين تحت شعار «كلن يعني كلن».

ومع أن هذا الشعار أثبت فشله إلا أن الجمهور المعارض رأى فيه طوباوية أو ممارسة سياسية جديدة، في حين أن الغالبية المعارضة ركزت على توحيد جهود المعارضين من أجل الفوز بالاستحقاقات اللاحقة وأبرزها رئاسة الجمهورية، وعدم تكرار تجربة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وتسمية رئيس حكومة مكلّف.

وأمام الرفض السابق بإبرام تحالف مع معارضين، وبعد التظاهرات الصاخبة التي رفعت المشانق للزعماء في الحكم، ووسط تحكّم الثلاثي المتمثل بالتيار «الوطني الحر» وحركة «أمل» و»حزب الله» بالسلطة، أتت أول نكسة وتمثلث بمبادرة رئاسية للنواب التغييريين لا ترقى إلى حجم الاستحقاق.

وجاءت النكسة الثانية بجولة هؤلاء النواب على كتل ثلاثي السلطة بعدما رفعوا شعار إسقاط رموزها «كلن يعني كلن»، وهنا يُطرح سؤال كبير «كيف تحاور الضحية جلادها؟!». وفي السياق، ماذا لو أقدمت إحدى الشخصيات المعارضة أو الأحزاب على القيام بهذه الخطوة؟ ألا يفتح عليها باب التخوين وتتهم بأنها تكمل بسياسة التسويات التي خربت البلد؟ في رأي الكثيرين من الجمهور الثوري أن هذه الخطوة تنمّ عن جهل سياسي وإعطاء شرعية لسلطة تجوّع الشعب وتأسره وتشرّع الفساد وتدمّر الشرعية لصالح «الدويلة».

وفي سياق اللقاءات، هل اعتذر «نواب التغيير» من النائب جبران باسيل عن «الهيلا هيلا هو»، أو أنهم أقنعوه بالتخلّي عن وزارة الطاقة؟ وهل حصلوا على جواب عن نية العماد ميشال عون بمغادرة قصر بعبدا إو البقاء فيه؟ وهل سيتخلّى عما يعتبره حقه بالترشح لرئاسة الجمهورية ويسير بمبادرتهم؟

وبالنسبة إلى «حزب الله» هل أقنعوه بضرورة التخلّي عن سلاحه وتسليمه إلى الشرعية وإقامة اعتبار للجيش والدولة وإغلاق المعابر غير الشرعية وعدم التهريب؟ أو صرفوا نظره عن فكرة إنتخاب رئيس يغطّي سلاحه و»دويلته» ولا يتبع للمحور الإيراني؟

أما بخصوص كتلة الرئيس نبيه بري، فهل أقنعوها بتسليم النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر إلى العدالة؟ وهل ناقشوها بطريقة إدارة بري للجلسات أو بانتخاب رئيس يُبدّل من طريقة إدارة الدولة التي فرض إيقاعها برّي منذ «الطائف» ويُصنف على أساس أنه رأس المنظومة؟

وأمام كل ما يحصل، فعلى أي رئيس سيتفق «نواب التغيير» مع هذه الكتل، وهل دخلنا زمن التسويات وخذلان الناخبين؟ ولماذا هناك من منح صك براءة للسلطة الحاكمة التي تقاتل من أجل منع كشف الحقيقة في انفجار المرفأ وتستمر بفسادها القاتل؟ وهل مصالح «حزب الله» مرتبطة بالداخل أو أنه ينتظر الدخان الأبيض من مفاوضات إيران النووية؟

 

 

ألان سركيس – نداء الوطن