الرياشي: أيّ رئيس لا يتمتّع بشجاعة استثنائيّة يُنهي لبنان

يُقارب النائب ملحم الرياشي الإستحقاق الرئاسي مستنداً على تمسك أي مرشح بالنص الدستوري أو مدى إبتعاده، وإن كان يُشدد على أن المرحلة تستلزم “رئيساً شُجاعاً” لمعالجة التأزم اللبناني في السياسة والإقتصاد. الفرز السياسي بين الـ “مع” والـ “ضد” عنده محكوم بالتمسك بتطبيق الدستور وهذا ينطبق على حزب الله كما غيره، فيما العلاقة مع “نواب التغيير” شهدت تقدماً يُعتد به. مقاربته، وبالتالي قراءة “حزب القوات” تتقاطع مع “تمسك المملكة العربية السعودية في حرصها على نهضة لبنان وعروبته، كما رفضها للفساد السياسي والمالي، بالتوازي مع التشدد في تطبيق اتفاق الطائف”. والإعتداد بالمملكة يحيله الرياشي إلى أنها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “ستشهد زمن نهضة”.

في السياق حوار مًقتضب أجرته “أساس” مع الرياشي الذي ينهمك في أكثر من ملف ما جعل الوقت المُتاح ضيقاً.

– أيّ رئيس جمهوريّة ينتظر اللبنانيّون في ما تبقّى من المهلة الدستورية؟

لا يمكن أن يصل رئيس في ظلّ التوازنات الحاليّة ليدير أزمة قائمة ومتفاقمة إلى حدود الاحتضار. لبنان يحتاج إلى رئيس استثنائي، ولهذا السبب رفعتُ سقف المعركة الانتخابية إلى مستوى معايير إنقاذ لبنان عبر ترشيحي للحكيم (الدكتور سمير جعجع)، وذلك لعلمي الراسخ بحنكته وخبرته. وأعتقد أنّ أيّ مرشّح يتمتّع بهذه الصفات يمكن أن نسير به من دون تردّد. وللتأكيد، على المرشّح أن يكون منفتحاً على محاورة الجميع، وخصوصاً مَن هم من قناعات مختلفة ومتباعدة لأنّ البلد يحتاج إلى رئيس لا يهادن ولا يطعن بل يخاصم ويصادق بشرف ويقول كلمة لبنان وفق الدستور والسيادة ومصلحة لبنان بكلّ ما أوتي من شجاعة. ولا أعتقد البتّة أنّ هذه الصفات تزعج أحداً.
– هل صحيح أنّكم تسعون إلى رئيس يحاصر حزب الله؟

على الإطلاق، بل نسعى إلى رئيس يحاصر نفسه ومحيطه بالكتاب، أي الدستور، ويطبّقه كما يجب، فمَن هو مع الدستور يكون معنا ونحن معه، ومَن يكون ضدّ الدستور نكون ضدّه ويكون ضدّنا. هذا هو أساس ومنطلق المرشّح الذي يمكن أن نقدّم له الدعم.

– ماذا حصل مع تكتّل التغيير؟

اللقاء مع الزملاء في كتلة التغيير كان مثمراً وجاء تتويجاً لجهد حثيث كي يفهم بعضنا بعضاً أكثر، وكي نفهم “على بعض”، وأعتقد أنّ الاتّجاه نحو خوض غمار رئاسة الجمهورية مجتمعين قائم ويتقدّم.

– ماذا عن زيارة السفير السعوديّ لمعراب التي كان لافتاً فيها امتدادها لأكثر من ساعتين؟

بل اللافت هو تمسّك المملكة بأهميّة لبنان ونهضته وحرصها على مساعدته، وقد أكّدت اهتمامها بتوفير شبكة أمان من أجل الحفاظ على استقرار لبنان ووحدته، وتمّ التأكيد أنّ العمق العربي هو الإطار الطبيعي لحلّ الأزمة القائمة والمتفاقمة في لبنان، أضف إلى ذلك أنّ الموقف السعودي كان حاسماً في رفضه التعاطي مع أيّ قيادة سياسية لبنانية منخرطة في فسادٍ سياسي أو ماليّ، لكنّ الأهمّ هو التشدّد في ضرورة تطبيق الطائف والالتزام به بعيداً عن الانتقاء والتجزئة، والتأكيد على مضمون البيان المشترك السعودي-الفرنسي في السعودية والمتضمّن الالتزام بقرارات مجلس الأمن وقرارات الشرعية العربية ذات الصلة.

بالمناسبة قرأنا في إحدى الصحف الأوروبية حملة ممنهجة على وليّ العهد السعودي، فما تعليقك على هذا الأمر كباحث كنائب أيضاً؟

حسناً، أؤكّد أنّ الملفّ المذكور هو محض دعاية سياسية تهدف إلى أبلسة صورة وليّ العهد السعودي، وفيه من الروايات والاختلاقات الذكية، بين مزدوجين، ما فيه بغية تحقيق هذا الهدف. وأعتقد جازماً أنّ على إدارة الإعلام والتسويق السياسي في المملكة التعامل بجدّيّة عبر خبرائها المختصّين مع إعلام كهذا لِما فيه من مخاطر التضليل وتعليب العقول وصناعة رأي عامّ عربي ودولي عدائيّ لِما يفعله الأمير محمد من قفزات تطويرية هائلة على مستوى المملكة.
أمّا كوني نائباً للبنان فأقول الشيء نفسه، لأنّ ولي العهد يعمل على استيلاد مملكة شابّة ناهضة ديناميكيّة وذات حركة حضارية واسعة تُذكِّر بالعصور العربية العظيمة التي ازدهرت فيها العلوم والآداب، ومن الطبيعي أن يتعرّض لحملات تشويه، خصوصاً أنّه يسعى لبناء مجدٍ جديدٍ للعرب. يحتاج هذا الموضوع وحده إلى بحث كامل، لكنّني أعتقد أنّ الآتي من حملات ضدّه وعلى المملكة قد يكون أسوأ. إلا أنّ حركته الرشيقة على المستويات السياسية والاجتماعية والرياضية والفنّية والثقافية وسواها تحتاج إلى أدوات مواكبة ذكيّة وسريعة وحاضرة.

– أساس ميديا