كيف للبطون الخاوية أن تضرب سيوفاً… وهل للظمآن في الحرب صمودُ؟!

محمد ناصرالدين

استفحلت الأزمة الخانقة، وموجاتها هدمت ما بقي من صمود لدى الشعب اللبناني، وإن كثُر حديثنا عن مرارتها، خفُق وصفنا لها وعلى الرغم من ذلك تصرفات البعض غردت خارج السرب.
تتجنب الدول الحرب تفادياً للازمات اللاحقة، فارتداد الأزمات أخطر من الأزمات نفسها!
و في حال سعت دولة ما للحرب أو شعرب بأنها مرغمة على ذلك، تتأهب قطاعاتها لتأمين قدرة قصوى تفاديا للمجاعات والحصار .
ضرب لبنان عرض الحائط، مطلقاً شعارات تحرير أراضٍ، وعتق رقاب ونصرة شعب
وبات لبنان مكتباً لتخليص معاملات الشرق الأوسط والصراعات السياسية المستعصية، والأمراض الطائفية المتفشية منذ عقود.
اخطأ لبنان طريقه الآمن بين المحاور، وبدأ يزج أنفه في في ساح ساخنة هنا، وحريق هناك، فيستفز صديق، وينكز عدو، حتى أضاع لبنان أوراقه الثبوتية، وبات مرتهناً لقوافل عقائدية وطائفية ودُعاة “احتلال” .

وبدل انشغال لبنان ومسؤوليه، بترميم فجوة الدين العام، و”ترويض كبار السارقين” ووضع حد لجنون القوانين المصرفية، أراد البعض له الانشغال بملفاتٍ “تُحاك” في عواصم اقليمية.

كتل الفساد السرطانية تفشت بشكل كبير حتى تنبه البعض لها، بعد فوات الاوان في العام ٢٠١٨.

أما على الصعيد الخارجي، بلغت الدبلوماسية اللبنانية أقصى درجات الحضيض بعد أن خَسِر لبنان معظم اصدقائه الاقليميين والدوليين، وعدم قدرة هذه الدبلوماسية المضي قدماً باتجاه الشرق على حد تعبير الموالين لهذا الخط.

القوة هي أن تمتلك السيف والقمح معاً، فالسيف وحده يهلك، والبطون الممتلئة لا تقاوم!
علي، رجل الحكمة والقوة، اتفق الكثير أنه تجنب الكثير من الحروب، لكنه ما أضاع يوماً طريق فقير جائع!

وعلى المقاس اللبناني، قد لا يكون على عائق فئة واحدة الدفاع عن لبنان ومحاربة الفساد وإنعاش الاقتصاد، لكن الجميع مسؤول عن احترام لبنان وعروبيته، فحياد لبنان عن الصراعات الخليجية-الخليجية والمواجهات الشرقية-الغربية، لا تغني تخليه عن انسانيته في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومحاولة ذج هذه القضية في كل نقاش وتبرير وبيان هو “أمر في غاية الحماقة”.

العبرة مما سبق نجدها في قول محمد عفيفي: “قد لا يحول الجوع دون النهوض لكنه قطعاً وجزماً يحول دون النهضة”. فبالرصاص والأنف المتهور خسارة وطن وكرامة معاً .