هبّت رياح التغيير …فَأَقفَلوا النوافذ!

محمد ناصرالدين

لملم عِتادك يا تغيير و اهجرنا، شعبٌ سفيهٌ لا أملٌ بصحوته، و هنيئاً للشامتين بهلاكه، وحدها الشماتة تُثلِجُ قلب ثائر!
هذي أبياتي سأرددها، و أنا استمتع بصراخ اوجاعكم، و أتجاوز طابور ذل هنا و بطون خاوية هناك، بئس المصير مصيركم!

كإلتصاق “الزنخة” في أسفل الاطباق، تتشبث الطبقة السياسية المعهودة في البرلمانات اللبنانية، ذات الملامح اعتادت جدران البرلمان رؤيتها، و السبب لا يخرج من ثلاث، شعب قطيع، و إرث سياسي مقدس و قوانين انتخابية سمجة!

غبائر المعكرة الانتخابية، المشكوك في نزاهتها، انفكت، و ساحة ما بعد ال١٥ من أيار كساحة ما قبله، لا منتصر و لا خاسر، و رائحة جثة الوطن وحدها تفوح .

فالبداية بهذا القطيع الذي ما ارتقى ليصبح شعباً للأسف، يندب و يبكي على الاطلال أربع سنين مطالباً بانتخابات نيابية مبكرة، و حين تدق السابعة من ال١٥ من أيار، يبيع نفسه و صوته لأول مشترىٍ آت، و ذمته تكاد تساوي بضع ليترات بنزين، او بضع دولارات خضراء . يُساق و جمجمته تهتز من شدة الشحن الطائفي . يهرول نحو الحفرة التي وقع فيها للمرة العاشرة، و بعدها يبكي لضياع أحلام أولاده و فرارهم خلف حدود الغربة .
إذا المشكلة ليست في هذه البقعة الجغرافية، أو محيطها، المشكلة في النفوس، النفوس وحدها.

في ثاني العيوب، تحول الإرث السياسي إلى عرف في الحياة السياسية اللبنانية، جراء الممارسة المتبعة و مباركة الاتباع لها. بالكاد نجد صعوبة في حصر أسماء العائلات التى التصقت أفرادها على كراسي السلطات و الوزارات و الرئاسات في لبنان.
ربما المشكلة لا تتعلق بالارث نفسه بقدر ما تتعلق بالنهج الذي لا ننتظر ان يتبدل بين أب و ابن، فالولد الذي ترعرع على يد طائفية، من الصعب ان ينطق بالوطنية!

في الختام، في طبيعة
القوانين الانتخابية، و نقاشات الكتل النيابية الحزبية، نجد أن هناك غاية لا يجوز تجاوزها في اي مشروع قانون انتخابي قيد التداول، لا بد لأي قانون جديد أن يحافظ على “السواد الأعظم في الطبقة الحزبية الطائفية الحاكمة “، فتستنفر الغرف السوداء الحزبية باحثة عن أفضل القوانين التي تعزز تمثيلها، بغض النظر عن عدالتها أو ديمقراطيتها!

تكاتفت هذه الاسباب الثلاثة، برأينا، لتكبل الحياة السياسية في لبنان، و معها القطاعات الحياتية، فلا دولة بلا تغيير، فالحقول لا تُسقى بالمياه الراكدة!
ليس لنا سوى أن نقول “من ايدو الله يزيدو”، فالقانون الذي لا يحمي المغفلين، لا يحمي الحمقى أيضاً!