إنسحاب وإنكفاء… في عزّ المواجهة!!

كتب ميشال طوق

صراحة لم أفهم بعد الحكمة من إنكفاء البعض وإنسحابه من الحياة السياسية وخصوصاً من الإنتخابات النيابية في هذا الظرف الدقيق والخطير الذي يمر به لبنان الوطن والكيان، وفي الوقت الذي يعوّل المجتمع الدولي والعربي وأغلب الأفرقاء اللبنانيين على هذه الإنتخابات، لتُحدث فرقاً في مسار الحياة السياسية في لبنان، لم يكتف هذا البعض بأن يعتزل “مؤقتاً” في زمن الإنتخابات، وإنما يصرّ على إفساح المجال أمام المحور الإيراني لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية، بطريقة غير مفهومة، تتلخص بالضغط على مَن يمون، بعدم الترشح، أو بالإنسحاب من اللوائح التي تخص حصراً الفريق السيادي الأول في مواجهة المشروع الإيراني.
طبعاً لن ننسى المساهمة الفعالة لهذا البعض في إنتخابات 2018 بإعطاء الأكثرية النيابية “لأصحابه” المُلحقين بهذا المحور، ما سمح لهم بخطف الأكثرية النيابية التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم، أو أقله، ساهمت مساهمة كبيرة في وصولنا الى جهنم.
طيب، هل بالإمكان السؤال ماذا يريد هذا البعض؟؟

هل الوقت اليوم للغنج والدلع “وما بدي إلعب”، أم للمواجهة الشرسة بكل ما أوتينا من قوة للوقوف بوجه محور الشر الذي خرّب لبنان وأعاده الى عصور الجاهلية؟؟
منذ إنطلاق ثورة الأرز، كان همّ القوات اللبنانية ينحصر برص الصفوف وتقوية الفريق السيادي بغض النظر عن مصالحها، فكانت تحصد فُتات المقاعد النيابية والوزارية والوزارات وما لا يُذكر من التعيينات الإدارية، والجميع يعرف قصة تعيين قائد منطقة جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي، التي لولا التهديد بالخروج من 14 آذار، لما كان ليكون.

ليس غريباً أن تحصل القوات اللبنانية على كتلة وازنة في المجلس النيابي عندما خاضت الإنتخابات، تقريباً وحدها، وهذا برهان دامغ على أنها كانت زاهدة بكل المواقع، في سبيل مصلحة 14 آذار.
لكن هذا البعض تناسى كل هذا، تناسى مَن وقف الى جانبه يوم كانت قذائف ال ب7 “تفرقس” على حائط قصره وحرسه في إحباط تام. تناسى يوم أعلن إستقالته من السعودية كيف صوره فريق 8 آذار بأنه عاجز مغلوب على أمره ومسلوب الإرادة، بينما أصرّ الحكيم على أن يُظهره بمظهر القادر والعارف والفاعل بحسب إرادته… بغض النظر عن أيهما كانت حالته يومها.
إن الخطيئة المميتة التي تُقترف اليوم بحق الفريق السيادي، تكاد ترقى لتكون خيانة عُظمى بحق هذا الفريق، وخدمة مجانية وكبيرة للفريق الآخر.
لكننا نعرف جيداً أن نبض الشارع يختلف إختلافاً شاسعاً عن هذا التوجه القاتل، ونعرف أن السياديين من كل الطوائف اللبنانية سيقولون كلمتهم المدوية في صناديق الإقتراع، ولن يرضخوا أو يتماشوا مع أهواء ومصالح أحد، بالرغم من كل الحقد الغير مبرر الذي أظهره “هذا الأحد” والذي أتى بغير محله بتاتاً، وحتماً لن يسمحوا لمحور الشرّ بأن يسيطر من جديد على كل مفاصل السياسة اللبنانية، إنطلاقاً من مجلس النواب.