ألى أهلنا السنة في كل لبنان!!

بقلم ميشال طوق

 

من أقسى الضربات التي تلقاها المحتل السوري قبل خروجه من لبنان، إقتراب المكون السني من باقي المكونات الرافضة والمعارضة لهيمنة الإحتلال، ولاحقاً لوجوده.
تُرجم هذا الخوف من إنفلات الطائفة السنية من قبضة السوري، بإغتبال زعيمها التاريخي رفيق الحريري، ليس بعملية إغتيال عادية أو عملية قنص أو حتى سيارة مفخخة، وإنما ب 2 طن من المتفجرات، للتأكد بما لا يترك أي مجال للخطأ، بأن العملية ستنجح بإزاحة قائد السُنة عن الساحة، وبالتالي، تخويف الزعماء الباقين ووضع السُنة من جديد في جيب المُحتل، ليستعملهم بحسب أهوائه ومصالحه، كما فعل سابقاً ومراراً.
لكن الشرّ إنقلب على الشرير وأدى الى خروجه الكلي من لبنان، والأهم، تَرَسُخ السنة في صُلب الفكرة اللبنانية النهائية والدفاع عن الكيان والدستور.
لن أغوص بما حصل لاحقاً من إنحراف كبير من بعض القيادات والذي أدى الى إنفراط عقد 14 آذار، ما يهمني هنا التركيز على ضرورة بقاء السنة في صُلب المشروع الإنقاذي التحريري الذي من دونه لا قيامة للبنان.
أقله منذ ال2005، وطبعاً قبلها بكثير، كانت العلاقة بين القوات اللبنانية والطائفة السنية علاقة قوية ومتينة، إبتداءً من علاقة سمير جعجع بالشهيد رفيق الحريري، وصولاً الى اليوم والعلاقة المتينة مع كل الفعاليات السنية في لبنان، بإستثناء البعض الذي أراد هو مخاصمة القوات من طرف واحد، وبالرغم من ذلك، لم تنبث القوات ببنت شفة تجاه هذا البعض.
اليوم ليس الوقت للدلال والنكد ومين معو حق ومين ما معو، اليوم الوقت لإنقاذ لبنان من الطاغوت والشر المُتربص به، وبعدها يمكننا فتح كل النقاشات على مصراعيها ما دام همنا الأول والأخير أن يكون لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً نهائياً لنا جميعاً.
ليس الوقت اليوم للهروب من تحمل المسؤولية والإنكفاء أمام هذه الهجمة الشرسة من محور الشر والتخلف على الدولة اللبنانية وكل مؤسساتها، وبالتالي، الواجب الوطني والأخلاقي يدعونا للإنخراط بالصميم في معركة إنقاذ الجمهورية من براثن التنين، جنباً الى جنب والكتف على الكتف، نحن وأنتم وكل مَن يُشبهنا في طروحاته وآماله الصادقة بهذا اللبنان الذي نريده لنا ولأولادنا، وقد ذقتم مرارة هذا المحور الشرير ليس فقط في إغتيال قادتم ومسؤوليكم، وإنما بإستباحة كراماتكم وحرمات بيوتكم وأهلكم وأملاككم.
نعلم جيداً أنكم لستم أبداً من الذين يمكنهم العيش في ظلّ أنظمة ديكتاتورية أو ولاية فقيه أو دولة إسلامية، وأنكم متمسكون بلبنان الحرّ السيد المستقل المدني الذي يحترم ويحفظ حقوق كل أبنائه بقانون عصري ومُتحضّر ومتطور، الذي تربطه علاقات وثيقة ومتينة وقوية مع كل العالم وخاصة مع الدول الشقيقة والصديقة.
لا ترتكبوا خطيئة مقاطعة الإنتخابات النيابية المصيرية التي ستغير مسار الوضع في لبنان، إما الى الأسوأ أو الى الأفضل، لا تفسحوا المجال للطارئين العملاء المنبطحين أمام محور الشر، بالسيطرة على المقاعد السنية في المجلس النيابي، فعندها لن يعود للندم والتباكي على الأطلال… أي نفع.
إشبكوا أيديكم بأيدي كل من يُشبهكم لنخطو جميعاً خطوة كبيرة بإتجاه أحلامنا بوطننا الحبيب.