أي شركاء لأي وطن؟؟!!

بقلم ميشال طوق

ماذا تفعل عندما تبتلي ببلوة ما بعدها بلوة؟؟!!

ماذا تفعل عندما تواجه في عقر دارك، والمُفترض من أهل بلدك، مجموعة وقحة لا تخجل ولا تستحي وتُسقط النعوت والأوصاف الذين إبتلت بها، على الآخرين؟؟

فأي شريك هذا وأي وطن سيُبنى بالشراكة معه؟؟

هل يؤمن أصلاً بهذا الوطن وهذا الكيان وهذه التركيبة؟؟

هذه حالنا مع وكلاء (كي لا نقول عملاء) إيران في لبنان الذين يتهمون الآخرين بالعمالة ويدّعون الوطنية ويوزعون الشهادات على الآخرين، وهم ليسوا أكثر من مُنفذين لمخططات ومشاريع دولة غريبة لا يهمها إلا مصالحها وتوسيع رقعة سيطرتها.

ولأننا نعيش في الزمن الرديء الرديء، فترى القاتل يحاضر بالرحمة، واللص بالشرف، والمجرم بالتقية، والفاسقة بالعفّة، والأهم، الخائن والعميل… بالوطنية.

في ما يلي، بعض من أقوال أرفع ثلاث مسؤولين من حزب الله، هم قالوها بعضمة لسانهم، من دون أن ينتبهوا أنهم بذلك يكشفون القناع عن مشروعهم الخبيث المُبَيّت الذي يَضمُروه لهذا الوطن، وربما أيضاً عن سابق تصور وتصميم، نتيجة فائض القوة الذي يتغنون به.
في كلا الحالتين، من أفواههم نُدينهم لما لأقوالهم وأفعالهم من إنعكاسات سلبية سترتد عليهم يوماً ما.
يقول حسن نصرالله أنه يُنفذ ما يُفكر فيه الولي الفقيه وإذا أمر ولي الأمر بأمرٍ يجب أن نطيعه… يكفي أن نحتمل أن هذا الأمر يرضيه، وعلى مزاجه، لنفعله…

فالولي الفقيه بالنسبة لنصرالله يمثل القيادة الحكيمة التي يلتزم بأوامرها وتكليفها الشرعي دون أي نقاش، وقد أعلن على الملأ بأنه يفتخر أن يكون فرداً في حزب ولاية الفقيه، ولاية أمره، وبيدها قرار حربه وسلمه وكذا… أضف الى أن مشروعه هو الدولة الاسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه!! أضف الى إعترافه علناً بأن أوامره وسلاحه وماله وكل ما هو عليه… من إيران.

نعيم قاسم، وما أدراك ما نعيم قاسم بفكره الوطني القومي، الإيراني طبعاً، الملتصق لصقاً بالولي الفقيه، ومَن يريد التأكد من وطنيته الولي فقيهية، ليقرأ كتابه الشهير، حزب الله المنهج، التجربة، المستقبل، ليطّلع على الفكر الجهنمي لهذه المجموعة التي ضربت عرض الحائط كل التاريخ اللبناني وتطلعات المجموعات التي تشكل هذا المجتمع، ومن أحدث أقواله المأثورة التي تُظهر هذا التعجرف والوقاحة، يلي مش عاجبو البلد يفل!!

أما محمد رعد، الوجه العلامة للتطور والحضارة والإنفتاح وحب الحياة، لكن عنده فقط بعض الحساسية على المشروبات والملاهي الليلية والسهر واللهو وكل ما هو عكس مقاومته وعكس القتل والقتال والحروب والويلات والمصائب… أبلغنا مؤخراً بأنهم هم أسياد هذا البلد!!

سأبدأ من تحفة محمد رعد التي نوّر بها تفكيرنا. يا حضرة، إذا سيدك يعتبر نفسه جندي في ولاية الفقيه، ما يعني أن حضرتك بالكاد نائب عنصر أو مساعد جندي، فكيف سمح لك ذكاؤك بأن تنطق بهذه المقولة؟؟!!
ولنفترض تسليماً للجدل أنك سيّد، فأنت سيّد على مَن؟؟

راس سوقك أن تكون سيّد على أتباعك وبالكاد، أما إن كنت تقصد أنك سيّد علينا، فعليك أن تعرف جيداً أنّ لنا سيّدٌ واحدٌ أحدٌ فقط لا غير، له فقط نركع ونصلي، ولا أحد آخر في الدنيا يمكنه أن يكون سيّدٌ علينا، أضف أنّ حجمك بالكاد يُرى أمام أحجام الذين أرادوا أن يكونوا أسياداً علينا منذ مئات السنين، وبالرغم من أحجامهم تلك، تقهقروا وإندحروا وإندثروا وبقينا نحن. الخلاصة، بالكاد شايفينك.

نفس الكلام نقوله لنعيم قاسم. لأ مش عاجبنا، ولأ مش رح نفل. قل لنا يا شيخ ما الذي ستفعله أمام هذه المُعضلة؟؟

هل تقرأ الكتب وخاصة كتب التاريخ؟؟

هل تعرف كم حاول طغاة وبرابرة أن يفعلوا ما تتمناه؟؟
هل تعلم أنهم “فلّوا” جميعاً وبقي اللبنانيون رغم أنوفهم وغصباً عنهم؟؟

إعلم جيداً أن كل خائن وعميل هو مَن سيفل في نهاية المطاف، فالتاريخ واضح ولا يرحم.

 

وأخيراً وليس آخراً، نقول لحسن نصرالله، هل أنت مُدرك لتبعات إشهارك لعمالتك لدولة غريبة وما يترتب على ذلك من تبعات قانونية ودستورية؟؟

طبعاً نعلم أن هذا آخر همك اليوم، لكن هل تضمن أنك ستبقى بهذه الوضعية؟؟
هل فكرت يوماً ماذا سيحصل لو إنقلبت المقاييس رأساً على عقب وأصبحت خاضعاً للقوانين اللبنانية والدولية؟؟

والأسوأ بكل ذلك أنك تربط مصير الشيعة جميعهم بالمشروع الإيراني والمهدي المنتظر، وتجرّهم معك الى مكان سيء جداً، حتى أصبحوا ملاحقين ومراقبين في كل دول العالم؟؟!!
حوّلت بيئتك الى بيئة موبوءة يقصدها تجار المخدرات والأسلحة والسيارات المسروقة والمهربين… وإذا تغاضينا عن هذه الحقيقة، فهذا الصيت وحده الذي ألصقته بالطائفة الشيعية والمناطق الشيعية، هو خطيئة لا تُغتفر، والكثير داخل الطائفة الشيعية التي نعتبرها شريكة لنا والشيعة إخوة لنا، غير راضين بتاتاً عن الحالة التي أوصَلتهم إليها والصيت الذي ألصقته بهم.
ستتحمل أمام التاريخ كل النتائج التي ستترتب على سلوكك والأثمان الباهظة التي سيدفعها اللبنانيون وعلى رأسهم الشيعة، إن واظبت على هذا المسار الجهنمي المدمّر، وأعلم بأن أحلامك بالإلغاء والفرض والسيطرة على لبنان، هي أحلام واهية وظرفية وستبقى أحلاماً لا أكثر، فالأوان لم يفُت بعد، طبعاً لم يفت بعد، لكن هل قرارك بيدك لنوجه إليك نداء أخوة ودعوة إستغاثة لنتعاون معاً لإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل اللبنانية التي تعصف بوطننا وناسنا؟؟

فهل أنت قادر على إتخاذ هكذا قرار جريء وبطولي وتاريخي؟؟!!

للأسف، الواقع يقول بأنك غير قادر كلياً، فأنت مَن قال بفمه الملآن أنك لا تفعل شيئاً إلا بأمر من وليّك الفقيه.