مُختصر مُفيد


تكبر التحدّيات أمام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع عودة سعر صرف الدولار الاميركي إلى مستوياته المرتفعة السابقة، ودخول البلاد في العتمة، وارتفاع أسعار المحروقات عشيّة فصل الشتاء وحاجة الناس إلى التدفئة، مع الصعود الجنوني لكل أسعار السلع، ما يعني انّ اللبنانيين بأمسّ الحاجة إلى خطوات عملية تقوم بها الحكومة وسريعة. فلا حركة الموفدين الدوليين الكثيفة تروي غليلاً، ولا المساعدات الجزئية تُشكِّل حلاً، إنما المطلوب اعتماد نهج جديد يؤدي إلى حلول ثابتة ودائمة، تؤدي بدورها إلى تحسُّن الأوضاع. وبعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان، يزور وفد اميركي رفيع المستوى بيروت هذا الاسبوع، في إطار متابعة البحث في عدد من ملفات التعاون بين البلدين، خصوصاً مع انطلاق عمل الحكومة. فيما الحركة الدولية في اتجاه لبنان لا تهدأ. ولكن الناس تريد نتائج فورية، على الرغم من انّ المجتمع الدولي يعمل وفق توقيته والأجندة التي يضعها ولا يتأثر بحسابات واعتبارات.

وفي موازاة الزيارة الأميركية التي ستبحث في مواضيع المتابعة بين البلدين، خصوصاً على صعيد إيصال الغاز المصري الى لبنان عبر سوريا والاردن لحلّ مشكلة الكهرباء، فإنّ الأجندة اللبنانية ستكون حافلة هذا الأسبوع، بدءاً من كلمة للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء اليوم، التي تأتي بعد أيام قليلة على زيارة عبداللهيان، مروراً بجلسة لمجلس الوزراء غداً الثلثاء في بعبدا، وصولاً إلى التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت، التي يبدو انّها ستُعلّق مجدداً فور تبلّغ المحقق العدلي طارق بيطار دعوى كف يده عن القضية والمقدّمة من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، ومن دون إغفال ترسيم الحدود والذهاب بخطة موحّدة الى صندوق النقد الدولي.

وقد اتجهت الأنظار أمس إلى الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة، ترجمة لأحد المطالب الشعبية الأساسية. حيث تقاطع الجميع على وصف هذه الانتخابات باليوم التاريخي والإنجاز الذي يُسجَّل في خانة حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فيما الاستعدادات اللبنانية للانتخابات تُستكمل على قدم وساق، في ظل توجّه الأنظار إلى جلسة الهيئة العامة للمجلس النيابي في 19 الجاري، التي يُنتظر ان تحسم نهائياً مجموعة بنود تبدأ من موعد إجراء الانتخابات، إلى «الميغاسنتر» واقتراع المغتربين لـ6 نواب فقط أم لجميع اعضاء المجلس النيابي، فيما دخل لبنان عملياً في أجواء الانتخابات، مع تحوّل هذا الاستحقاق أولوية الأولويات.

وعلى رغم زحمة حركة الموفدين وكثرة الملفات السياسية والانتخابية والقضائية، فإنّ الهمّ الأساسي للناس ينحصر في معالجة ملفاتهم الحياتية، حيث لا يزال اللبنانيون بلا محروقات ولا دواء ولا مياه ولا كهرباء، وقد بدأ الهمّ المعيشي يتعاظم، خصوصاً انّ صدمة التأليف الإيجابية بدأت تتلاشى. وعلى الرغم من انّ الحكومة ما زالت ضمن فترة السماح، إلّا انّ ضغوط الأوضاع الحياتية تزيد من قلق الناس وغضبهم، وتتطلب من الحكومة ان تبدأ بوضع الحلول على سكة التحقيق والإنجاز.