بين انهيار وتدهور وتقهقر، يواصل الواقع اللبناني تظهير انعكاساته المزرية في بورصة المؤشرات العالمية، مسجلاً مستويات قياسية متجددة بين الحين والآخر توثق بالأرقام رحلة “الهبوط الحرّ” المتسارعة إلى القعر بقيادة طاقم حاكم يفتقر إلى مقومات “الحوكمة والإدارة الرشيدة”، حسبما بيّن المسح الدولي بالاستناد إلى مجموعة مؤشرات البنك الدولي التي أظهرت نتائجها تراجع تصنيف لبنان إلى المرتبة 185 عالمياً بين 209 دول والمرتبة 15 عربياً بين 20 دولة من حيث “الفعالية الحكومية وجودة الخدمة العامة والمدنية ومدى استقلالها عن الضغط السياسي، وجودة السياسات ومدى تطبيقها وصدقية الالتزام بهذه السياسات”، ليظهر في المحصلة أنّ “88.5% من البلدان حول العالم كانت أفضل من لبنان في هذه الفئة من الحوكمة، و88% من البلدان حول العالم سجلت مجموع نقاط أعلى منه على مستوى مؤشر ضبط الفساد، مع تربع لبنان في المركز 184 عالمياً بين 209 دول، متقدماً في الفساد على كمبوديا ونيكاراغوا وزيمبابوي”.