لا يُمانع سامي الجميل مسعى للمصالحة والمصارحة مع الحزب السوري القومي، لا بل يتمنى!
هذا التمني ليس من دون شروط، والشروط اعتراف الحزب السوري القومي واعتذاره على قتل الرئيس بشير الجميل.
عندها يصبح الخلاف مع القومي كالخلاف مع أي حزب آخر لا يشاطر الكتائب في الرأي السياسي!
سامي الجميل مفعم بالروح الإيجابية.
فرغم الغزل الذي لم يرأب الصدع مع بعض زُمر الحراك المدني، لن يفقد سامي الأمل بتلبية الحزب القومي شروط المصالحة.
سامي صاحب يد ممدودة. ممدودة وطويلة إلى حد أنها تطال القومي البعيد قبل القريب!
وما علاقة أن قاتل مؤسس القوات اللبنانية لم يُحاكم في عهد أبيه، بضرورة اعتذار القومي على فعلته الشنيعة؟
هكذا سأل سامي. وذكّر أن جيش النظام السوري أطلقه، ولم يتذكر وجوب تسليم حبيب الشرتوني للعدالة. هي ثورة على الذات وعلى الآخرين يسعى إليها سامي بكل جوارحه. مستعد لمراجعة مواقف الكتائب التاريخية، مستعد لنسيان الفدرالية التي سقطت من أولوياته بعد استشهاد أخيه، مستعد أن يذهب إلى أبعد مدى إلا الذهاب إلى الكنيسة القريبة، أو الاتفاق مع كتائبيين يبتعدون تباعاً عنه. وهذه الكتائب التي ورثها، سيأتي يوم وتتمدد خارج المتن الشمالي، والى أبعد من مقعد في الأشرفية يناله نديم لأنه ابن بشير وليس لأنه يملك بطاقة حزبية.
عندما كان سامي يتحسس كرسي رئاسة حزبه تحته، نفى نفياً قاطعاً عزمه على بيع “البيت المركزي” في الصيفي. يبدو كانت إشاعة ودخاناً من دون نار! ولو بيع البيت المركزي إلى أين كان سيلجأ الهاربون من القنابل الدخانية في تظاهرات ما بعد “17 تشرين”؟
هذا “البيت المركزي” في السياسة اللبنانية، أصبح مع سامي “مستشفى ميداني”.
كل شيء يوحي أن هذا الحزب ولولا العيب والحياء لكان التلاعب باسمه ذهب أبعد “ديمقراطي اجتماعي لبناني”،
إنه زمن الاختصار والسرعة. سرعة قفزت بـ”لبناننا” إلى “حزبنا”.
أمجد اسكندر