اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده أنه “عـــوضَ تــعـــزيــة أَهــلِــنـــا فـــي بَــيـــروت، الَّـــذيـــنَ فُــجِــعـــوا بِــتَــفــجــيـــرٍ أَودَى بِــحَــيـــاةِ أَحِــبَّـــائِــهِـــم مِـــنْ أَطــفـــالٍ وشَــبـــابٍ وشــيـــبٍ والـــوقـــوفِ إلـــى جـــانِــبِــهِـــم، اســتَــغَـــلَّ الــبــعـــضُ الــحَـــدَثَ الــجَــلَـــلَ لِــيُــطــلِــقـــوا مَـــواقِـــفَ وخُــطـــابـــاتٍ بَــعــضُــهـــا لا يَــمـــتُّ إلـــى الـــواقِـــعِ ولا الــمَــحَــبَّـــةِ أَوِ الـــرَّحــمَـــةِ أَوِ الــتَّــعـــزِيَـــةِ بِــصِــلَـــةٍ، وبَــعــضُــهـــا الآخَـــرُ مَــمــلـــوءٌ حِــقـــدًا ورَســـائِـــلَ سِــيـــاسِــيَّـــةً كـــان أَهـــلُ الــضَّــحـــايـــا، ولا يَـــزالـــونَ، فـــي غِــنًـــى عَــنــهـــا”.
ورأى عودة، في عظة الأحد التي ألقاها في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في وسط بيروت، أنه “كـــانَ الأَولـــى بـــالــمــســـؤولــيـــن لَـــو نَـــــزَلـــوا مِـــــنْ عَــلــيــــــائِــهِـــم ووَقَـــــفـــوا بِــصَــمْـــتٍ وخُــشـــوعٍ إلـــى جـــانِـــبِ الــمــواطــنــيـــن الــمــتـــألّــمــيـــن، وكـــانـــوا الــكَــــتِـــفَ الَّــتـــــي يُـــــســتَــنَـــدُ عَــلَــيــــهـــا. يـــــا لَــيــتَــــهُـــم «تَــحَــنَّــنـــوا» مِــثــلَــمـــا فَــــعَـــلَ الــــــرَّبُّ مَـــــعَ أَرمَــلَـــةِ نـــايــيـــن، لــكـــنَّ بــعــضَــهـــم يُــمــعِــنـــونَ فـــي لَــمـــسِ الــجُـــرحِ الــعَــــمــــيـــقِ، جـــاعِــلـــــيـــنَ إِيَّـــــاهُ يَــنـــزِفُ أَكــثَـــر، إِمَّـــا بِــعَـــدَمِ مُــثـــولِــهِـــمْ أَمـــامَ الــقَــضـــاء، أو مِـــنْ خِـــلالِ تَــعــطــيـــلِ مَــســـارِ الــتَّــحــقــيـــق، مُـتَـعَــلّــلــيــن بِــعِــلَــلِ الخــطــايــا، وإِمَّـــا مِـــنْ خِـــلالِ إِخــفـــاءِ الـــدَّلائِـــلِ والــحَــقـــائِـــق لِــغـــايـــاتٍ فـــي نُــفـــوسِــهِـــم”.
وأضاف: “أمــام الــمــوتِ يــقــفُ الإنــســـانُ مــذهـــولاً، مــتــأمِّــلاً مــغـــزى الــحـــيـــاةِ وســـرَّهــا. تــفــقُـــدُ الأشــيــاءُ مــعــنــاهــا عــنـــد الــمـــوت، ويــدركُ الإنــســانُ أنَّ كـــلَّ شــيءٍ زائــلٌ وأنَّ الـــوقـــتَ الـــذي يَــهـــدُرُه ســعــيـــاً وراءَهــا يـــذهــبُ هــبـــاءً. لـــذلـــك عــلــيـــه أن يــســتــغـــلَّ الـــوقـــتَ لــلــقــيـــامِ بـــالأعــمـــالِ الــصــالــحـــةِ والــمــفــيـــدةِ، وعـــوضَ الــشــرِّ والــحــقـــدِ والأنـــانــيـــةِ والإســتــغــلالِ عــلــيـــه مــمـــارســـةُ الــفــضـــائـــلِ وامــتــهـــانُ الــمــحــبـــةِ والــتــحــنّـــنِ والــتــضــحــيـــة. الــمــســيــحـــيُّ الــمـــؤمـــنُ يــعـــرفُ أنّ الــحــيــاةَ هــي فُــســحــةٌ مــمــنـــوحـــةٌ لــنـــا لــلــتـــوبـــةِ والــعـــودةِ إلــى الله، وأنّ الـــوقـــتَ عــطــيــةٌ ثــمــيــنـــةٌ يــجــبُ ألاّ نــضــيّــعَــهـــا بــالإهــتــمـــام بـــالأمـــورِ الـــزائــلـــةِ والــفـــانــيـــة، بـــل عــلــيــنـــا الإنــصــرافُ إلـــى مـــا يُــؤدّي بــنـــا إلــى الــخـــلاصِ والــحــيـــاةِ الأبــديــة. عــنــدمـــا يــعـــي الإنــســـانُ هـــذه الأمــور ويــتـــأمّـــلُ فــي أبــعـــادِهــا ربــمــا قـــد يَــخــفُـــتُ صــوتُ الــشَــرِّ، وتَــخُـــفُّ الــنِـــزاعـــاتُ والــحــروبُ، وتــتـــراجـــعُ الــجـــرائــمُ، ويــعــودُ الإنــســـانُ إلــى إنــســانــيــتِـــه.