“ميشال عون صغير”


كتب أمجد اسكندر على صفحته:
في هذا السيل العارم من الكوارث الوطنية التي تسبب بها منطق ونهج وهَوَس رئيس البلاد ومجموعته، هل من بادرة أمل؟ نعم “في أمل”. ثمة اقتناعات تهدمت، وخلاصات متينة ستنمو فوق تلك الاقتناعات الشائنة وتمحوها.

ما الآيل إلى الزوال؟
– قد يتمنى ميشال عون لو تنتهي ولايته اليوم قبل الغد. رَشْقُ اللكمات السياسية والمعنوية والأخلاقية أصبح موجعاً بما لا يُطاق، والرجل إذا وقع أرضاً “بالضربة القاضية” قد لا يقوم منها. لكن لثوابت التاريخ ومنطقه رأي آخر: المُحتال والمُستغِل والفاجِر، يجب أن يبقى على منصة الاقتصاص حتى تسقط كل الأكاذيب وحتى يغرق المتهم في بحيرة من دموع الضحايا، وحتى يُتاح لكل ضحية أن ترميه بنظرة أبلغ من رمي الحجارة. بقاؤه حتى الشهور الأخيرة سيزيد التدمير والمعاناة، ولكن هذه سُنُن التاريخ يجب ألا يبقى حجر على حجراً من قصور الأوهام، حتى تقوم مملكة جديدة من فكر مستنير وجديد.
– الآيل إلى السقوط أيضاً، ما هو أهم. في قرارة كثير من المسيحيين “ميشال عون صغير”، كما في قرارة كثير من الألمان كان يوجد “هتلر” صغير. كما في قرارة كثير من الشيعة هناك (… صغير). هذا الصنف من الناس لا يولد من فراغ. هذا “الورم المخفي”، يتشكل نتيجة عوامل عديدة: القهر، الجهل، العيش في الأساطير، الاستسهال، قلة الصبر، الهروب من الكفاح المُجدي، اللجوء إلى الوعود المخدرة…الخ. مفترض بعد هذا الخراب، أن يُحسِنَ المسيحيون التعامل مع ما يعتمل في نفوسهم من نوازع وغرائز سياسية. كل الشعوب في دواخلها “هتلرها الصغير” ويُقاس رقيها بمدى قدرتها على “قمع” هذا العطب. في تاريخنا “ميشالات” كثيرة، ومن سوء حظ “ميشالنا الحالي”، أن التطور التقني والمعلوماتي تطوَّرَ، بحيث لفَّ الغموض والالتباس وندرة الوثائق “ميشالاتنا القديمة”، وانفضحت على الملأ والأثير، النسخة الأخيرة من هكذا صنف.
فوق هذا الحطام ما “الأمل” الآتي “ومهما تأخر جايي”؟
– يجب أن يفخر المسيحيون اللبنانيون بأن التاريخ يطحنهم في مطحنته. فمن أوجاع الطحن، تَخرجُ حبة الحنطة طحيناً يصنع “خبز الحياة”. ويا شركاءنا في الوطن، تذكروا المثل القائل “من يُخْفِ عِلَّته عِلَّته تقتله”. لذلك لا تشمُتوا بنا بل افرحوا لنا، وسارعوا إلى التفتيش عن “ميشال عون صغير” خاص بكم وقابع في دواخلكم. ننتظركم لتشاركوننا احتفال الخلاص وفتح صفحة مشرقة للبنان. لا تتركوننا نصنع الخلاص الآتي لوحدنا.