لم يعد أمام اللبنانيين سوى الصلاة


امام هذا الكمّ الهائل من السقطات المفجعة والخطايا المتتالية التي يقترفها أهل السلطة، لم يعد امام لبنان واللبنانيين سوى التضرّع والصلاة لتهطل عليهم السماء بمعجزة تأتي إليهم بالخلاص والتحرّر من قبضة هذه الفئة من المتحكّمين التي لم تألفها من قبل حتى اكثر الدول ديكتاتورية وقهراً وتخلّفاً.

هذه السقطات والخطايا المتمادية ألقت بلبنان في الوحل، وها هو اليوم يقبع على مثلث بارود متفجّر، ينذر اشتعاله بمخاطر هي الأشد عليه، تحقق ما سبق ان حذّر منه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، حينما قال في بداية الأزمة ما حرفيّته «ان يصل لبنان مع تفاقم أزمته، الى وضع لا يفقد فيه صفته كدولة فحسب، بل كوطن».

على انّ ما هو اخطر من كل ذلك، هي الصواريخ المجهولة والمريبة والمشبوهة، التي دأب على اطلاقها من يُسمّون بالأشباح العابثة بالأمن، من خلال سعيهم الى ان تُمدّد النار المشتعلة في فلسطين المحتلة الى لبنان عبر اطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية في اتجاه المستوطنات الاسرائيلية، وآخرها امس، حيث أحدث ذلك حالة من التوتر على الحدود الجنوبية، وهو الامر الذي يرسم اكثر من علامة استفهام حول معنى هذا الاستهداف، وحول الجهات التي تقف خلفه ومراميها، خصوصاً وانّ هذه الجهات المجهولة الهوية لا تجرؤ ان تعلن عن نفسها.