عن العرس الديموقراطي

المسافة بين طرابلس ومدينة حمص 98 كلم أي أقل من المسافة بين الهرمل وبيروت وأقل من ثلث المسافة بين درعا وحماة.

والمسافة بين شتورة ودمشق 69 كلم أي أقرب من المسافة بين عكار والسفارة السورية في اليرزة بثلاثين كيلومتراً، فلماذا إذاً تحميل النازح السوري عبء “الشنشطة” ومشقة التنقل من مخيمات النزوح إلى سفارة الجمهورية العربية السورية لممارسة حقه في انتخاب بشار الأسد كل سبعة أعوام مرة؟ وهل سيستمر اقتراع الإخوة الضيوف إلى أن يحين دور حافظ بشار الأسد ( 20 سنة) باستلام دفة القيادة والرئاسة؟

ولماذا تحميل النازح – الناخب مخاطر العبور في بيئة معادية لبشار و”فانزاته” للوصول إلى مركز الإقتراع الوحيد؟

يحرص الدكتور بشار الأسد على الإنتخابات الرئاسية في موعدها على الرغم من كل الظروف بقدر حرصه على وجود قطعتي ديكور في العملية الديموقراطية، في انتخابات الـ 2014 تم اختيار الوزير السابق حسّان النوري وعضو البرلمان ماهر حجار لخوض المعركة ضد “سيادة الرئيس”، فحصل النوري على 4,3% من الأصوات وطبيب العيون على 88,7 من أصوات المقيمين والمهجّرين و”الميّتين بدباديبه”. أقرّ الثاني بخسارته قبل يوم تقديم ترشيحه. أما الثالث الذي اكتفى بنسبة 3،2% فقد تأخر كي يعترف بهزيمته، تماماً كما فعل دونالد ترامب، وكان بودّه أن يطالب بإعادة فرز الأصوات لكنه خشي أن يفرزوه ويفكفكوه قطعاً.

وفي الإنتخابات الرئاسية السورية الثانية، هناك أيضاً قطعتا ديكور تقرر وضعهما في الصورة وهما البرلماني السابق عبد الله سلوم عبد الله و”الأمين العام للجبهة الديموقراطية السورية” محمد مرعي ويعادله في لبنان أمين الهيئة القيادية في “المرابطون” مصطفى حمدان، ويشترط الدستور السوري أن يحصل المرشح على تأييد من 35 عضواً في مجلس الشعب (مؤلف من 250 موالياً للأسد) كي يصبح مرشحاً رسمياً للانتخابات، أي أن نواب الأسد، الحزبيين والمستقلّين، يوافقون على قطع الديكور أو يعترضون عليها.

المرحلة الأولى من الإنتخابات السورية بدأت في الخارج، ولم تشبها شائبة، وبعد 5 أيام تجرى المرحلة الثانية على الأرض السورية، فإذا شعر الأسد أنه “ملقلق برّاً” يحشد “جوّاً” في مواجهة خصميه الشرسين عبدالله عبدالله ومحمد مرعي وقد يضطر للتحرك شخصياً، مع شقيقه ماهر وزوجته أسماء وأخته بشرى لتشجيع الناخب السوري على ممارسة حقّه الدستوري.

بعد احتفالية اليرزة وموقعة نهر الكلب، يتطلع العالم الحر إلى العرس الديموقراطي على أرض سورية المتوقع أن تواكبه بعثات من دول عريقة بالممارسة الديموقراطية كفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا والصين والجمهورية الإسلامية الإيرانية وغيرها، وكانت إيران أول دولة عرضت مراقبة الإنتخابات السورية وشهادتها بنزاهة الإنتخاب الوشيك موثوق بها. “حين سُئل الثعلب عن شاهدٍ، أشار إلى ذيله”. إنه مثل فارسي قديم.

 

عماد موسى-نداء الوطن