من انتصارات بيار رفول إلى فتوحات انطوان قسطنطين


لا شكّ في أنّ الخبر الذي بثّته “رويترز” أمس عن اجتماع مسؤولين أميركيين في سلطنة عُمان مع مسؤولين من “جماعة الحوثي” قد بثّ السكينة في نفس القيادي العوني بيار رفول صاحب النظرية القائلة بأنّ الأميركيين سيتفاوضون مع “العونيين” في لبنان أسوةً بمفاوضتهم “الحوثيين” في اليمن، وقد يكون نصح خلال الساعات الأخيرة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بالبدء بعملية تشكيل أعضاء الوفد المفاوض استعداداً لدنوّ أجل التفاوض مع واشنطن على رفع العقوبات عنه من موقع الانتماء إلى “محور الممانعة المنتصر”!

وكما أحرج رفول العهد العوني و”التيار الوطني” بما كشفه عن الرهان على “فتوحات” الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة لإعادة تثبيت أقدام العهد وتياره في سدة الحكم اللبناني، كذلك أتت باكورة “فتوحات” المستشار المنتدب من ميرنا الشالوحي إلى قصر بعبدا أنطوان قسطنطين لتزيد “طين” العهد “بلّة” من خلال البيان الرئاسي “رقم واحد” الذي أذاعه أمس بعد تسلّم مهامه الاستشارية في القصر الجمهوري، وبدا فيه رئيس الجمهورية ميشال عون “كمن استفاق من سبات عميق ليسأل: شو صاير بالبلد؟” حسبما علقت أوساط الحراك الشعبي على مضمون البيان الذي غلب عليه طابع “طرح الاستفسارات والتساؤلات أكثر من طرح المعالجات والحلول”.

وسألت الأوساط: “بعد كل ما حصل من انهيار في البلد على امتداد نحو عامين وبعدما بلغ الدولار عتبة الـ10000 ليرة وعلت صرخات اللبنانيين جوعاً وعوزاً في الشوارع، هل يليق بالرئاسة الأولى أن تخرج ببيان لا ينقل أكثر من تساؤل رئيس الجمهورية عما يحصل في البلاد؟”، مستغربةً في الوقت عينه “أن يستفسر عون عن ذلك من حاكم المصرف المركزي رياض سلامة نفسه الذي يحمّله “التيار الوطني” مسؤولية الوقوف وراء الأزمة النقدية والمالية، وأن يوكل إليه شخصياً تبيان “الأسباب” الكامنة وراء انهيار الليرة والتحقيق بالموضوع تمهيداً لإحالة النتائج إلى النيابة العامة لملاحقة المتورطين”. وخلصت إلى إبداء الأسف حيال ما بلغته المنظومة الحاكمة من درجات متقدمة على مقياس “الانفصام عن الواقع والاستخفاف بعقول الناس وأوجاعهم عبر استنساخ “الكليشيهات” نفسها التي دأب على إطلاقها المسؤولون منذ اندلاع الأزمة، بينما هم لا يزالون “على رأس السطح” غارقين في مستنقع الفساد والمحاصصات والتلاعب بمقدرات البلد ومصير أبنائه”.