رأي شخصي

بثقة زائدة عن المعدل الطبيعي، أبلغ أحد مستشاري الرئيس عون الوزير الركن بيار رفول محاورته المشدوهة ببلاغته وطلاقته وجاذبيته المفرطة، بأنّ “الأميركيين وغيرهم سيتحدثون معنا بالنتيجة لأن محورنا هو الذي فاز”. ورفّول مثله مثل الراحل أنيس النقاش، يعيش وياخد عمره، مصنّف من مشاهير محور الممانعة الأمميين والحاملين مشاعلها. ففي مناطق سيطرة الحوثيين، سواء في محافظات البيضاء وعمران ومران، وذَمار وصعدة كما في العاصمة صنعاء يُنظر إلى الأخ رفّول كحليف ومجاهد. لا يمر يوم إلاّ ويتصل بيار بعبد الملك الحوثي لمدّه بالمعنويات أو يمسك عبد الملك الحوثي بالموبايل ويتصل بـ”بيير” للتشاور في الوضع الإقليمي. وفي دمشق المستشار رفّول ممن يُستنار بتحليلهم وبرؤيتهم وبقراءتهم السياسية. وهو، ناهيك عن حجمه، يشكّل نقطة تقاطع بين القوى الإقليمية المناهضة لأميركا وللغرب. قبل دخول رفول إلى استوديو “صوت المدى”، حيث باض بيضة من ذهب، أبلغه أصدقاؤه أن الإدارة الأميركية الجديدة رفعت الحوثيين عن قائمة الإرهاب. Yuppiii. لم تسعه فرحته، ولا كرسيه وهو يتلقى الخبر. إنتصار آخر يسجل لمحور الممانعة، والوزير رفّول، والحق يُقال، قاطرة الإنتصارات والحوثي مقطور.

في ثمانينات القرن الماضي كان رفّول، يتنقل بالزي العسكري بين ثكن القوات اللبنانية ويحاضر حول تاريخ المقاومة المسيحية المدافعة عن لبنان والرافضة للذمية. من المقاومة المسيحية قفز قفزة واحدة إلى أحضان المقاومة الإسلامية من دون المرور أقلّه بـ”المقاومة الوطنية” كمرحلة إنتقالية. من عرفه لم يصدق هذا التحول الأصعب من التحول البيولوجي. ومنعاً لأي تشكيك أو لبس قالها رفّول بالفم الملآن الأوسع من المدى أن ” التيار الوطني الحر والرئيس عون في محور المقاومة والممانعة” المنتصِر دائماً. ويبدو أن أحدهم داس على قدم العلّامة فتراجع خطوة ليعلن أن ما قاله يمثّل رأيه الشخصي. لم يكن أول المتراجعين ولن يكون آخرهم.

فيوم فضّلت نائبة رئيس التيار مي خريش إيران على السعودية، وأحرجت فريقها، غرّدت بأن رأيها شخصي ولا يلزم التيار، ويوم أحرجت مطالبة النائب ماريو عون بالتمديد للرئيس ميشال عون مشاعر الزاهدين، وضع سعادة النائب مطالبته في خانة الموقف الشخصي الإنفعالي الذي لا يمثّل التيار العقلاني. وفي إطار موازٍ فانتقاد زياد أسود لسلاح “حزب الله” رأي شخصي، وهجوم العونيين الكاسح على البطريرك الراعي ومواقفه، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لا يعبر بتاتاً عن سلوك التيار الذي تربطه أجمل العلاقات مع البطريرك الراعي ويكنّ له ولسلفه كل تقدير واحترام. في الختام كل ما أكتبه عن ألمعية قياديي التيار رأي شخصي لا يلزم آل موسى الكرام.

 

عماد موسى-نداء الوطن