باسيل نحر العهد وماشي بجنازتو


من هُم حول رئيس الجمهورية ميشال عون هُم الفساد والإفساد والمتورطون بكل ‏الفضائح المالية، فهل ‏هذا مشهد قصر بعبدا أو مشهد القصر زمن الوصاية السورية؟”… كلام ليس من باب الافتراء ولا من باب شهادة الزور والخصومة، إنما هي شهادة “شاهد من أهل” البيت العوني، المستشار الرئاسي السابق جان عزيز، في معرض إبداء الحسرة على ما آل إليه العهد العوني الساقط في قبضة “مجموعات الوصاية”. وبمعزل عن كلام عزيز المبعد من الدائرة الرئاسية اللصيقة بعون، والأدرى بخبايا القصر وشعابه، فإنّ المتهم الأول بـ”السطو” على العهد وتياره هو رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي يحمّله العونيون السابقون مسؤولية القضاء على تاريخ ميشال عون وإنهاء مسيرته النضالية بأبشع صورة سلطوية.

ورغم ذلك، لا يزال باسيل يقفز فوق الواقع “الجهنمي” الذي أوصل إليه العهد والبلد، نحو حلبات معارك دونكيشوتية تحاكي تارةً الاستقتال لتحصيل حقوق المسيحيين، وتارةً أخرى التصدي لمحاولة “انقلابية على رئاسة الجمهورية”، كما جاء في بيان تكتله النيابي أمس، واضعاً نفسه في خندق الدفاع عن عون “وموقعه وما ومن يمثل”… الأمر الذي رأت فيه مصادر معارضة انعكاساً واضحاً “لذهنية السياسات العبثية التي ينتهجها رئيس “التيار الوطني”، ليس فقط في مواجهة الخصوم السياسيين بل أيضاً ضد الثوار الذين وصفهم في بيان التكتل بالأمس بأنهم مجرد مجموعة صغيرة من المشاغبين”، معتبرةً أنّ “المحاولة الانقلابية الوحيدة التي تعرّض لها العهد العوني هي من باسيل نفسه الذي حاصر العهد وراكم الخصومات والعداوات في وجهه داخلياً وخارجياً، واليوم بعدما نحره من الوريد إلى الوريد وأوصله مع اللبنانيين إلى الحضيض بات كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته متباكياً على مآثره”.