افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 12 آذار 2021

 

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

تهويل بالعتمة… وفرنسا تبقي النافذة مفتوحة

كل المعطيات المتصلة بالتطورات السياسية والمالية والاجتماعية علقت امس، وقفز الى الواجهة وطغى على المشهد الداخلي “حدث” واحد تمثل بتحذير او بإنذار او بوعيد بالعتمة الشاملة في نهاية الشهر هو بمثابة تتويج لأسوأ الازمات والكوارث التي اصابت لبنان وتسببت بأكثر من نصف مديونته الخيالية أي ازمة #الكهرباء. الإنذار او الوعيد اتخذ بعده مضاعفاً لان صاحبه وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر تعمد إطلاقه من قصر بعبدا بالذات بعد “اطلاعه” رئيس الجمهورية ميشال عون على الوضع الخطير واستعجاله الحصول على سلفة خزينة “متواضعة” وعاجلة جدا بـ1500 مليار ليرة لبنانية والا لا “كهرباء دولة” ولا كهرباء مولدات كهربائية ولا دورة اقتصادية وفردية ولا من يحزنون. المشكلة لم تقف عند حدود الإنذار المتقدم بالعتمة الشاملة بل تمددت في ملامح تجاذب سياسي مكشوف عشية الجلسة التشريعية لمجلس النواب بعد ظهر اليوم في قصر الاونيسكو المدرج على جدول اعمالها ثلاثة بنود فقط ابرزها ما يتصل بتمويل البنك الدولي للبنان ولم يدرج بينها أي بند اخر ولا سيما منها اقتراح قانون معجل مكرر بتقديم سلفة خزينة لمؤسسة كهرباء لبنان قدمه نواب “تكتل لبنان القوي” الذي استكمل مفاعيل التهويل الذي بدأه الوزير فلوح مساء بمقاطعة الجلسة التشريعية اليوم اعتراضا على عدم ادراج اقتراحه في جدول الاعمال.

وتلقفت جهات نيابية معارضة للعهد وتياره السياسي هذا التطور “المكهرب” ودعت الى استلحاق بند طلب السلفة المالية العاجلة في جدول الاعمال شرط ان يتيح رئيس مجلس النواب نبيه بري فتح النقاش في ملف الكهرباء على الغارب لمكاشفة الرأي العام في كل الكوارث والفضائح التي أوصلت القطاع الأبرز الى قعر الانهيار. ذلك ان وزير الطاقة قال مبشرا اللبنانيين بالعتمة “ذاهبون إلى العتمة وأعتقد أنّ النواب لن يقبلوا أن يكونوا شاهدين على هذا الأمر والحلّ بين أيديهم ونحن قمنا بمسؤوليّاتنا ويجب إيجاد مصدر لشراء الفيول ونحن اليوم نستخدم وفر عام 2020 ونحتاج أموالاً في الموازنة الجديدة وبحاجة إلى سلفة من أجل أن نستمر”.

 

يشار الى انه في نهاية شهر آذار الحالي تنتهي الاموال التي خصصت كسلفة لمؤسسة كهرباء لبنان عن العام 2020 وقيمتها 1500 مليار ليرة، والتي إستطاعت المؤسسة الاستفادة من جزء منها لتمويل شراء الفيول المطلوب حتى نهاية الربع الاول من العام الحالي، نتيجة تراجع اسعار النفط عالميا في الاشهر الماضية، ما سمح بتوفير مبلغ 300 مليار ليرة من سلفة العام 2020، تم إستخدامها لتغطية شراء الفيول في الاشهر الثلاثة من العام الحالي، وتنتهي نهاية آذار وكون الاتفاق على القاعدة الاثني عشرية لا يشمل مؤسسة كهرباء لبنان، في ظل عدم امكانية تمديد السلفة بحسب قانون الموازنة لأنها تُعطى لمرة واحدة فقط. وتصر وزارة الطاقة على ان تكون هذه الاموال على شكل مساهمة لاسيما وأن مؤسسة كهرباء لبنان غير قادرة على سداد قيمة السلفة المالية لاحقاً لوزارة المال. وكانت جرت إحالة اقتراح القانون الذي قدمه “تكتل لبنان القوي” على اللجان النيابية التي تعقد لجنة مشتركة يوم الثلثاء في 16 آذار لدرسه على ان تتم إحالته في ما بعد على الهيئة العامة للمجلس لإقراره، ما قد يستغرق وقتا يتخطى المهلة التي يمكن خلالها لمؤسسة كهرباء لبنان تأمين الاموال اللازمة لشراء الفيول المطلوب.

 

وقرر “تكتل الجمهورية القوية” مساء امس مقاطعة الجلسة التشريعية اليوم معددا جملة أسباب لموقفه ابرزها “عدم قبوله بان يساق الى جلسات نيابية توحي بان أمور الوطن تسير على ما يرام في حين مشاكل لبنان لا تعالج بإقرار قانون من هنا واتخاذ قرار من هناك ” مشددا على ان بقاءه في المجلس لا يهدف الى مجاراة اهل السلطة في طريقة إدارتهم للمؤسسات الدستورية والتعايش معها بل يهدف الى إيصال صوت الناس الى داخل البرلمان “.

وسط هذه الأجواء لم تظهر أي معالم تحرك ملموس في شأن الازمة الحكومية في ظل مراوحة لا يبدو ان الوساطة الأخيرة للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم قد أحدثت أثرا في تبديلها. ولكن معلومات أفادت ان لقاء عقد الثلثاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب علي حسن خليل تمهيدا لاتصالات سيشرع قريبا الرئيس نبيه بري في اجرائها.

 

باريس مجددا

وبرز في هذا السياق موقف جديد لباريس اكدت فيه أن مبادرتها لمساعدة لبنان ما زات قائمة ولكن يتعين على اللبنانيين التحرك قبل فوات الاوان.

وأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني انه في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده ظهر امس وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بمشاركة نظرائه من مصر والأردن وألمانيا ولدى سؤاله عن تقويمه للوضع للبنان حاليا أجاب: “أتأرجح بين الحزن والغضب والقلق ولدي ميل الى تصنيف السياسيين اللبنانيين أيا كانوا، على أنهم مسؤولون عن حجب مساعدة بلادهم وهي في حالة الخطر”. وأضاف : “لقد التزموا جميعا العمل على تشكيل حكومة شاملة وتنفيذ إصلاحات لا غنى عنها. كان ذلك قبل 7 أشهر ولا شيء يتحرك” . وذكر لودريان بزيارتي الرئيس إيمانويل ماكرون للبنان في شهري آب وأيلول، طرح خلالهما خطة إنقاذية عنوانها حكومة اختصاصيين وإصلاحات ضرورية وإعادة إعمار بيروت وما دمره انفجار المرفا. وحذر لو دريان من أن “انهيار لبنان سيكون كارثة للبنانيين وللاجئين الفلسطينيين والسوريين ولكل المنطقة”. وقال ” أعتقد أن الوقت لم يفت بعد، لكنه ضئيل جدا”. واكد ان “الأمر متروك للسلطات اللبنانية لتتولى مصيرها وهي تعلم أن المجتمع الدولي ينظر بقلق. لا يزال هناك وقت للعمل اليوم، ولكن غدا سيفوت الأوان”.

 

وتفيد الأجواء الفرنسية بان الرئيس ماكرون ما زال عازما على القيام بزيارة ثالثة للبنان ولكن لا يمكن أن يقوم بها من غير توافر ضمانات لتحقيق تقدم قد يشكله تاليف حكومة لم يتمكن حتى الان الرئيس المكلف سعد الحريري من التوافق عليها مع رئيس الجمهورية.

 

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، اعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده “تتمسك بمصالح الشعب اللبناني وهي على تواصل مع جميع الأطراف ويتعين على السياسيين اللبنانيين الإستجابة لتطلعات الشعب اللبناني”. واضاف “أن القاهرة تأمل تشكيل حكومة جديدة قريبا”. و نبه نظيره الأردني أيمن الصفدي من أنه “لا يمكن أن نسمح بانهيارات إضافية في لبنان لأن ذلك سيشكل أزمة وتهديدا للإستقرار”.

 

مجموعة الدعم

وبدورها أعربت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بعد اجتماعها امس عن “قلقها إزاء التوترات المتزايدة في البلاد، بما في ذلك الاحتجاجات الأخيرة”. واشارت المجموعة “بقلق إلى أن سبعة أشهر قد مضت منذ استقالة الحكومة الأخيرة، مما أعاق قدرة لبنان على معالجة التحديات السياسية والاجتماعية والمالية والاقتصادية والمؤسساتية المتفاقمة والتي تزداد تعقيداً وعلى تلبية الحاجات والتطلعات المشروعة للشعب اللبناني”. وكررت “دعوتها العاجلة لقادة لبنان لعدم تأخير تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وقادرة على تلبية احتياجات البلاد الملحة وتطبيق الإصلاحات الحيوية”.

***************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

لودريان لـ”نداء الوطن”: الوقت قصير جداً قبل الانهيار

السلطة “تمسح” البهدلات الدولية: “الدنيا عم تشتي”!

 

على الأرجح، سيقاتل العهد العوني “حتى آخر لبناني” في سبيل تشكيل حكومة “إنقاذية لجبران باسيل”، ولن يتوانى عن هدم الهيكل فوق رؤوس الجميع إن لم يخضع أقله “الداخل” لشروطه، بعدما أوصد “الخارج” أبوابه في وجه كل الوساطات والتوسلات، أميركياً وفرنسياً وأوروبياً وروسياً وبابوياً لإعادة إنعاش آماله السياسية وطموحاته الرئاسية. فلا إدارة جو بايدن تبدي أي مرونة في مسألة العقوبات المفروضة عليه بل هي تراه كما صنّفته إدارة سلفه “فاسداً ومعرقلاً للإصلاح”، ولا الفرنسيون قبلوا الخوض معه في لعبة “المقايضات” بين تأمين مصالحه السلطوية وبين تنفيذ المبادرة الفرنسية، ولا موسكو باتت تخفي امتعاضها من أدائه التعطيلي ولا تتردد في إقفال “السماعة” في وجهه، ولا الفاتيكان وقع في “فخ” رسالته إلى البابا ولا نجحت وساطة اللواء عباس ابراهيم لتأمين زيارته بغداد ليكون في عداد مستقبلي البابا… وحتى حلفاؤه الإيرانيون لم يستأمنوه على “الثلث المعطل” في الحكومة!

 

باختصار، أصبح باسيل محاصراً في ركن قصر بعبدا، حيث تسلّم مقاليد العهد ويدير معاركه الخاسرة من أروقته، خاطفاً الرئاسة الأولى والجمهورية واللبنانيين عن بكرة أبيهم، رهينة مصيره السياسي وطموحاته المتقهقرة. ولأنه لم يعد يتكل إلا على زناد “حزب الله”، ويراهن على انتصار محوره الممانع في المنطقة لإعادة تثبيت وجوده على الخريطة السياسية اللبنانية، فإنّه سيظلّ يكابر ويناور ولا يخشى لومة لائم، وطنياً أو دولياً، تماماً كما تمتصّ السلطة الحاكمة بـ”جلد التماسيح” سيل البهدلات الدولية، و”تمسح” وصمة الاحتقار التي باتت تطبع جبينها، من المحيط إلى المحيط، على قاعدة المثل الشعبي: “… بقلك الدنيا عم تشتي”!

 

وبالأمس، جددت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، الإعراب عن قلقها جراء إعاقة “قدرة لبنان على معالجة التحديات السياسية والاجتماعية والمالية والاقتصادية والمؤسساتية المتفاقمة التي تزداد تعقيداً، وعلى تلبية الحاجات والتطلعات المشروعة للشعب اللبناني”، وكررت دعوتها “العاجلة لقادة لبنان إلى عدم تأخير تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وقادرة على تلبية احتياجات البلاد الملحة وتطبيق الإصلاحات الحيوية”.

 

وكذلك، عبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، عن قلق الولايات المتحدة بشأن التطورات في لبنان و”عدم تحرك القادة اللبنانيين في مواجهة العديد من الأزمات المستمرة”، مشدداً على أن واشنطن تعتقد أنّ “الشعب اللبناني يستحق حكومة تطبق بشكل طارئ الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الاقتصاد المتدهور للبلاد”، ودعا “القادة السياسيين إلى أن يضعوا جانباً انتماءاتهم السياسية وتغيير المسار والعمل من أجل مصلحة الشعب”، مذكّرا بأنّ “المجتمع الدولي كان واضحاً جداً في أنّ “الإجراءات الملموسة” تبقى مهمة جداً للإفراج عن المساعدات البنيوية الطويلة الأمد للبنان”.

 

أما باريس، الراعي الرسمي لمبادرة الحل الإنقاذية في لبنان، فجددت أمس إبداء خيبتها من أداء الطبقة السياسية الحاكمة، مشيرةً على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان إلى أنّ المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يبادرون إلى “تقديم المساعدة” إلى بلدهم الذي يواجه أخطار “الانهيار”، في وقت يعاني فيه من أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، مستنكراً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه المصري والأردني والألماني “تقاعس الطبقة السياسية عن التصدي لخطر الانهيار في البلاد”.

 

ونقلت الزميلة رندة تقي الدين من باريس عن وزير الخارجية الفرنسي قوله رداً على سؤال لـ”نداء الوطن”: “بالنسبة للبنان مشاعري موزّعة على الحزن والغضب والقلق والخوف، وأنا أميل لوصف المسؤولين السياسيين اللبنانيين بأنهم جميعهم لا يسعفون بلدهم الذي هو في خطر، والكل يعرف ماذا يجب القيام به”، مضيفاً: “عندما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت مرتين خلال الصيف، التزم جميع المسؤولين أمامه بالعمل لتشكيل حكومة والقيام بإصلاحات ضرورية، وهذا حصل منذ سبعة أشهر لكن حتى الآن لا شيء يتحرك”. وأردف لودريان قائلاً: “الوقت قصير جداً قبل الانهيار، وعلى السلطات اللبنانية أن تستلم (زمام) المبادرة في (تقرير) مصير بلدها، علماً أنّ الأسرة الدولية بأسرها تنظر بخوف وقلق إلى التأخير في تنفيذ ذلك، فإذا انهار لبنان سيكون ذلك كارثة للبنانيين أولاً، وأيضاً للاجئين الفلسطينيين والسوريين، وكارثة للمنطقة بأسرها، لكن في النهاية لا يمكننا أن نحلّ مكان القوى السياسية اللبنانية التي هي مسؤولة، ومن المهم العمل قبل فوات الأوان”.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

واشنطن وباريس: لحكومة سريعا… ومخاوف من عتمة كهربائية

يعيش اللبنانيون على وقع تقدُّم ملف وتراجع آخر، فتتراجع الحركة الاحتجاجية في الشارع ليتقدّم الهمّ الحياتي والمعيشي، من الدولار الذي يواصل ارتفاعه، إلى التلويح بالعتمة الشاملة، وما بينهما الارتفاع المتواصل في أسعار المأكولات والمحروقات. وبين تقدُّم ملف وتراجع آخر، الأزمة تراوح وتتعمّق ووتيرة الانهيار تتسارع، ولا حلول لهذه الأزمة قبل ان تتألف الحكومة التي لا معلومات حاسمة حول ما آلت إليه وساطة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

ُدرك المسؤولون انّ المفتاح الوحيد لفرملة الانهيار يكمن في تأليف الحكومة، وما لم تتألف هذه الحكومة فإنّ الانهيار سيتواصل. ولكن السؤال الذي لا إجابة عنه: هل يُعقل لمسؤولين يعرفون طريقة الخروج من أزمة جوعّت الناس وبدّلت في وجه البلد، ولا يبادرون إلى تجاوز كل الاعتبارات والخلافات من أجل إنقاذ البلد من وضع كارثي ومستقبل قاتم؟

 

وبالتوازي، يكرّر المسؤولون الدوليون اللاّزمة نفسها: لا مساعدات للبنان قبل ان تتألف الحكومة وتطبِّق الإصلاحات المطلوبة. كذلك يكرّرون التحذيرات عينها من سوداوية الوضع اللبناني ما لم تُشكّل الحكومة سريعاً، ولكن لا حياة لمن تنادي، وهل يُعقل أساساً ان يتوقف مصير بلد وشعب على حقيبة وزارية في ظلّ ما يُنقل عن انّ العقدة الوحيدة المتبقية تتعلق بوزارتي الداخلية والعدل؟

 

ومن الواضح انّ موسكو، بعد باريس، دخلت بقوة على خط اللقاءات اللبنانية، ساعية بدورها إلى إخراج الحكومة من عنق الزجاجة، ولكن ما لم يتوجّه الرئيس المكلّف سعد الحريري الى القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، يعني انّ التسوية الحكومية النهائية لم تنضج بعد، ويبدو انّ الحريري لا يريد ان يكون اللقاء المقبل مع عون نسخة مكرّرة عن اللقاءات السابقة، ولذلك، يُنتظر ان تتبلور معالم التسوية والمخارج التي يُعمَل عليها على أكثر من خط داخلي وخارجي.

 

ولا شك انّ الوساطات تعمل هذه المرة على وقع عودة التحرّكات الإحتجاجية وتسارع وتيرة الانهيار، ما يعني انّ العوائق في طريق التأليف يجب ان تُزال سريعاً قبل ان تخرج الأمور عن السيطرة في ظلّ التدهور المتواصل، خصوصاً وانّ العِقَد المتبقية باتت محصورة، والرئيسين وصلا إلى إقتناع، أو يفترض ذلك، بأنّ تعاونهما إلزامي، لأنّ الحريري لن يعتذر، ولا خيار أمام عون سوى الوصول معه إلى صيغة نهائية.

 

ويتكئ الرئيس المكلّف في مقاربته على ثلاث نقاط قوة أساسية:

ـ النقطة الأولى، انّ المجتمع الدولي لن يقدِّم المساعدات للبنان ما لم تتألف حكومة وفق المعايير المطلوبة، وتكون قادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة.

 

ـ النقطة الثانية، تتعلّق بشبكة علاقاته الخارجية التي يعمل على تظهيرها وإثباتها في زياراته الخارجية، فيما العهد معزول عن العالم الخارجي، ولن يتمكن لبنان من الخروج من أزمته من دون هذه العلاقات ودور هذه الدول في مساعدة لبنان.

 

ـ النقطة الثالثة، تكمن في تمسُّك “الثنائي الشيعي” برئاسته (اي الحريري) للحكومة، خلافاً لإرادة العهد، وذلك لاعتبارات تبدأ من استمرار التبريد على الخط السنّي – الشيعي، ولا تنتهي بأنّه رجل المرحلة والأقدر، نسبة الى شبكة علاقاته الخارجية، على فرملة الانهيار المالي.

 

تحذير فرنسي

وفي هذه الأجواء، صدر امس موقف فرنسي اتهامي ـ تحذيري جديد، حيث اتهم وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان السياسيين اللبنانيين بـ”عدم تقديم المساعدة لبلدهم الذي يواجه مخاطر “الانهيار”، في وقت يعاني لبنان أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة”.

 

وقال لودريان للصحافيين أمس، بحسب وكالة “فرانس برس”: “قد أميل للقول بأنّ المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلداً يواجه مخاطر، جميعهم أياً كانوا”، مستنكراً “تقاعس الطبقة السياسية عن التصدّي لخطر انهيار البلد.”

 

وحذّر من أنّ “الأمر يعود الى السلطات اللبنانية للإمساك بمصير البلد، علماً أنّ المجموعة الدولية تراقب “الوضع المتدهور، في تعبير جديد عن الضغوط التي تحاول فرنسا ممارستها منذ أشهر على القادة السياسيين اللبنانيين لكي يشكّلوا حكومة لكن من دون نجاح حتى الآن”. وقال: “إذا انهار لبنان فستكون كارثة على اللبنانيين (…) على اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والمنطقة بأسرها”. لكنه أكّد انّه “لا يزال هناك وقت للتحرّك لأنّه في الغد سيكون قد فات الأوان”.

 

مجموعة الدعم

وقد تزامن هذا الموقف الفرنسي مع موقف مماثل لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، التي قالت في بيان لها انّها اجتمعت امس “لتقويم الأوضاع في البلاد، بعد مرور أكثر من 7 أشهر على انفجار مرفأ بيروت المأسوي، ولاحظت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في لبنان، والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا، وأعربت عن قلقها إزاء التوترات المتزايدة في البلاد، بما في ذلك الإحتجاجات الأخيرة”.

 

ودعت المجموعة إلى “الحفاظ على سلمية التظاهرات بهدف حماية حقوق الإنسان. كذلك دعت إلى تحقيق المحاسبة والعدالة عبر تحقيقات ذات صدقية وشفافة وسريعة في انفجار مرفأ بيروت ومقتل السيد لقمان سليم”. واشارت الى “القلق من مرور 7 أشهر منذ استقالة الحكومة الأخيرة، ما أعاق قدرة لبنان على معالجة التحدّيات السياسية والاجتماعية والمالية والاقتصادية والمؤسساتية المتفاقمة، والتي تزداد تعقيداً وعلى تلبية الحاجات والتطلعات المشروعة للشعب اللبناني”. وكرّرت “دعوتها العاجلة لقادة لبنان لعدم تأخير تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وقادرة على تلبية احتياجات البلاد الملحّة وتطبيق الإصلاحات الحيوية”، مؤكّدة “دعمها الثابت والمستمر للبنان وشعبه”.

 

دوكان في بيروت غداً

وفي هذه الأجواء، علمت “الجمهورية”، انّ المسؤول المكلّف لدى الحكومة الفرنسية لتنسيق المساعدات الدولية للبنان التي أُقرّت في مؤتمر “سيدر واحد” السفير بيار دوكان سيصل الى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة.

 

وقالت مصادر، انّ زيارة دوكان لا علاقة لها بالمهمّة المكلّف بها، وانّ الرجل يأتي ملبياً دعوة الى المشاركة في مؤتمر يُعقد بالتنسيق بين نقابة المهندسين في بيروت والمؤسسة العامة للإسكان ويتعلق بإعادة اعمار محيط مرفأ بيروت، وسيكون له مداخلة في ختام المؤتمر بعد غد الاحد.

 

لا حراك للتأليف

ولم يُسجّل امس اي حراك في شأن التأليف الحكومي في اي موقع رسمي وخصوصاً في قصر بعبدا و”بيت الوسط”، فيما تفرّغ المسؤولون لمراقبة التحضيرات الجارية للجلسة التشريعية التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهراليوم في قصر الاونيسكو.

 

الحريري وخليل

وفي ظلّ هذه الأجواء السلبية كشفت اوساط “بيت الوسط” وعين التينة لـ”الجمهورية”، عن لقاء عُقد ليل الثلثاء ـ الاربعاء بين الحريري والنائب علي حسن خليل موفداً من بري، وذلك بعد ساعات من عودة الرئيس المكلّف من ابوظبي، ودام اللقاء ساعتين وخُصّص للبحث في مبادرة اللواء ابراهيم وسبل مقاربتها مجدداً لإستئناف المفاوضات حول مضمونها وما يمكن القيام به.

 

بعبدا منزعجة

وتحدثت مصادر مطلعة لـ “الجمهورية” عن “إنزعاج واضح” في دوائر القصر الجمهوري من اقتراح القانون المعجّل المكرّر الذي قدّمه خليل عشية الجلسة التشريعية، يقضي بتقديم مليون ليرة شهرياً لكل ضابط وعسكري في الجيش والقوى الأمنية الاخرى ولمدة 6 اشهر، سواء اعتبرت علاوة على الراتب او انّها سلفة، استباقاً لأي زيادة محتملة على الأجور.

 

وقالت هذه المصادر، “انّ القلق موجود نتيجة الاستنسابية المعتمدة تجاه ما يُطرح على الجلسات النيابية العامة، فيؤجّل المستعجل ونستعجل البت بما يجب تأجيله، واذا تمّ البت باقتراح خليل وتحوّل امراً واقعاً، فسيكون امراً كارثياً قياساً على حجم الانعكاسات السلبية المقدّرة من اليوم على هذه الخطوة، لما لها من مضار سلبية على الكتلة النقدية في السوق وحجم التضخم الذي سيرتفع الى الحدود القصوى، وربما انعكس ارتفاعاً كبيراً في سعر الدولار “الفالت” الذي اقترب من رقم تاريخي جاور الـ 11 الف ليرة”..

 

وسألت المصادر: “هل يقدّر اصحاب الاقتراح ما ستكون ردة فعل البنك الدولي او صندوق النقد الدولي تجاه مثل هذه الخطوة، في ظلّ الازمة النقدية التي تعيشها البلاد؟ وهل انّ حجم ما هو مطلوب ان اقترب من 800 مليار ليرة لبنانية متوافر في وزارة المال لهذه الغاية، في ظلّ التقنين تجاه قضايا مهمة أخرى؟”.

مقاطعة نيابية لجلسة اليوم

وعشية الجلسة النيابية، اكّدت كتلة “الجمهورية القوية”، انّها لن تشارك فيها، رفضاً لما هو مطروح على جدول الاعمال، وسط تريث تكتل “لبنان القوي” الى اليوم، للقرار في شأن مشاركته في الجلسة من عدمها بعد إحالة اقتراح القانون الذي تقدّم به طلباً للسلفة المالية المطلوبة لمؤسسة كهرباء لبنان الى اللجان النيابية المشتركة بدلاً من ضمّه الى جدول اعمال جلسة اليوم الى جانب المشاريع الأخرى، كما بالنسبة الى تأجيل البت بقانون “الكابيتال كونترول”.

 

الثقب الاسود

من جهة ثانية، عادت أزمة الكهرباء الى الواجهة، مصحوبة هذه المرة بتهديدات بالعتمة الشاملة بدءاً من نهاية آذار الجاري، اذا لم تتأمّن الاموال اللازمة لشراء الفيول، على ما أكّده وزير الطاقة ريمون غجر امس، عقب زياته قصر بعبدا، حيث شرح لرئيس الجمهورية التعقيدات المحيطة بهذا الملف.

ويواجه مجلس النواب، وقد رمى وزير الطاقة كرة النار في اتجاهه، خيارات كلها صعبة. إذ يدرك النواب انّ الحكومة وضعتهم في موقف حرج، لا هم قادرون على رفض منح مساهمة مالية أو سلفة لمؤسسة الكهرباء، لأنّ ذلك يعني العتمة الشاملة، مع ما يستتبع ذلك من كوارث يتحمّل نتائجها المواطن. ولا هم موافقون على الرضوخ، كما في كل مرة، للأمر الواقع الذي تضعهم فيه وزارة الطاقة، فيضطرون الى إقرار الاموال التي تُهدر منذ سنوات طويلة، من دون اي اصلاحات في القطاع.

 

ومن خلال الأجواء المتوفرة، هناك كتل حسمت أمرها وسترفض إقرار مساهمة مالية غير مشروطة، في حين انّ كتلاً أخرى ستنصاع للأمر الواقع، وستوافق على المنحة بعد خفض المبلغ المطلوب وهو 1500 مليار ليرة. وحتى الآن، لم يتضح ما قيمة المبلغ الذي سيتمّ التوافق عليه، لكن معلومات افادت انّ المبلغ قد يُخفّض الى ما بين 700 أو 800 مليار ليرة، بما يعني انّ مؤسسة الكهرباء ستضطر الى تقنين اضافي في ساعات التغذية.

 

ويطرح نواب إشكالية تأمين الاموال بالعملة الصعبة. اذ أنّ مصرف لبنان هو الجهة التي ستؤمّن الدولارات المطلوبة، بما يعني الإنفاق من الاحتياطي الإلزامي، وزيادة الضغط على مصير ودائع اللبنانيين.

 

في النتيجة، يبدو المشهد سوريالياً ومُعتماً، لأنّ كل الخيارات المطروحة موجعة ومكلفة، والأخطر انّ الثقب الاسود الذي التهم منذ نحو 20 عاماً حتى اليوم نحو 35 مليار دولار، سيواصل التهام اموال اللبنانيين، من دون أي أمل في اصلاح القطاع وتوفير التيار 24 ساعة، لرفع سعر التعرفة، ووضع حد للخسائر المستمرة، والتي ساهمت بفعالية في الانهيار المالي في لبنان.

 

ترسيم الحدود

أثار رئيس مجلس النواب نبيه بري مع القائمة بمقام المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان منسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي “كراعٍ للمفاوضات غير المباشرة”، ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان، مشدّداً على “ضرورة عدم التأخير في استئنافها”، لافتاً الى “أنّ إتفاق الإطار الذي حظي بموافقة الأطراف الأربعة، والذي يدعو الى ترسيم الحدود البحرية على غرار الخط الأزرق براً، وهذا ما يضع حداً للإدعاءات الاسرائيلية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، ويحفظ للبنان حدوده وحقوقه وفقاً للقوانين الدولية”.

وحضّ بري الموفدة الاممية على “ضرورة تشجيع الشركات النفطية التي رست عليها مناقصات الإستثمار للتنقيب في المياه اللبنانية، للبدء في أعمالها فوراً، خصوصاً وانّها حدّدت مواعيد عدة ولم تلتزم بها، وكان آخرها شباط الماضي”، معتبراً “انّ البدء في هذه الاعمال من أهم المساعدات التي تُقدّم للبنان في هذه المرحلة”.

 

إسرائيل مستعدة لحلّ؟

وفي سياق متصل، أكّد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، أنّ اسرائيل مستعدة للتوصل لحلّ مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، في حال أبدت بيروت مرونة لذلك. وذكر الموقع الإلكتروني العبري “سيروغيم”، أنّ شتاينتس أكّد سابقاً أثناء مراحل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، التي جرت في تشرين الأول الماضي، “أنّ الهدف من تلك المفاوضات هو إنهاء الخلاف حول ترسيم حدود المياه الاقتصادية بين الجانبين، الإسرائيلي واللبناني، بدعوة المساعدة في تطوير الموارد الطبيعية لمصلحة جميع شعوب المنطقة”. وأشار إلى “أنّ نجاح المحادثات سيؤثر بنحوٍ كبير على استقرار المنطقة ويعزّز ازدهار مواطني كلا الشعبين في إسرائيل ولبنان”.

 

أعلى معدلات “كورونا” عربياً

صحياً، أظهرت إحصاءات نشرتها وكالة “رويترز”، أمس، تقدُّم الأردن ولبنان في قائمة الدول العربية التي سجّلت أعلى معدلات إصابة ووفيات بفيروس “كورونا”.

 

وفي هذا الإطار، تمنّى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن على مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومارجاه “زيادة كمية اللقاحات التي يتمّ استلامها تباعاً، خصوصاً أنّ وزارة الصحة العامة حجزت عبر أكثر من مصدر، ما يزيد عن 7 ملايين جرعة لقاح، وحوّلت الإعتمادات اللازمة في وقت مبكر”.

 

وكانت وزارة الصحة أعلنت أمس في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 3518 إصابة جديدة ( 3492 محلية و26 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات الى 408909 اصابة، فضلاً عن تسجيل 50 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 5230 حالة.

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

وزير خارجية فرنسا ينتقد «تقاعس» المسؤولين اللبنانيين عن إنقاذ بلدهم

لو دريان: لا يزال هناك وقت… لكن غداً سيفوت الأوان

 

باريس: ميشال أبونجم

مرة جديدة تقرع باريس ناقوس الخطر وتحذر من انحدار لبنان نحو الهاوية. ومرة جديدة، يستخدم أعلى المسؤولين الفرنسيين لغة خشنة مع الطبقة السياسية اللبنانية لدفعها نحو التحرك والتوقف عن المناورات. وفي كل مناسبة، تعود فرنسا للتأكيد على أن مبادرتها لمساعدة لبنان ما زات قائمة ولكن يتعين على اللبنانيين التحرك.

وأمس، اقتنص وزير الخارجية جان إيف لو دريان فرصة المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد ظهراً في مقر الوزارة بمشاركة نظرائه من مصر والأردن وألمانيا ليقرّع المسؤولين اللبنانيين بعد أن خلع القفازات الدبلوماسية. وسبق للوزير الفرنسي أن حذر قبل أشهر من أن لبنان «ينهار». ولدى سؤاله عن تقويمه للوضع للبنان حالياً أجاب: «أتأرجح بين الحزن والغضب والقلق ولدي ميل إلى تصنيف السياسيين اللبنانيين أياً كانوا، على أنهم مسؤولون عن حجب مساعدة بلادهم وهي في حالة الخطر». وللتذكير، فإن هذا المبدأ يعد في القانون الفرنسي المتعلق بالأفراد بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون. وأضاف لودريان: «قد أميل للقول إن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلداً يواجه مخاطر، جميعهم أياً كانوا»، واستنكر «تقاعس» الطبقة السياسية عن التصدي لخطر «انهيار» البلاد. وقال: «لقد التزموا جميعاً بالعمل على تشكيل حكومة شاملة وبتنفيذ إصلاحات لا غنى عنها. كان ذلك قبل 7 أشهر ولا شيء يتحرك»، مذكراً بأن الرئيس إيمانويل ماكرون قام مرتين بزيارة لبنان في شهر أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول). وسبق لماكرون الذي طرح خطة إنقاذية للبنان عنوانها حكومة اختصاصيين وإصلاحات ضرورية وإعادة إعمار بيروت وما دمره تفجيرا المرفأ أن وصف الطبقة السياسية اللبنانية بـ«الخيانة الجماعية» لأنها قبلت بحضوره الخطة التي طرحها ثم انقلبت عليها سريعاً. وبعد سبعة أشهر ما زال لبنان من غير حكومة فيما الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية في أقصى حالات التردي.

وحذر لو دريان من أن انهيار لبنان «سيكون كارثة للبنانيين وللاجئين الفلسطينيين والسوريين ولكل المنطقة». وبنظره، ثمة فرصة ما زالت قائمة. وقال: «أعتقد أن الوقت لم يفت بعد، لكنه ضئيل جداً»، معيداً التأكيد على أن «الأمر متروك للسلطات اللبنانية لتتولى مصيرها وهي تعلم أن المجتمع الدولي ينظر بقلق… لا يزال هناك وقت للعمل اليوم، ولكن غداً سيفوت الأوان».

وكان بعض اللبنانيين يراهن على زيارة ثالثة لماكرون سبق أن أجلها بسبب إصابته بـ«كوفيد – 19». وأشارت مصادره إلى أنه ما زال عازماً على ذلك. ويري دبلوماسيون أن ماكرون لا يمكن أن يقامر بصورته وصورة بلاده ويقوم بزيارة ثالثة من غير توافر ضمانات لقدرته على تحقيق اختراق على الأقل من خلال تشكيل حكومة عجز حتى اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري عن إنجازها. وثمة إجماع في باريس يعزو الفشل في دفع المسؤولين اللبنانيين إلى السير بخطتها إلى غياب «الرافعة» التي من شأنها التأثير على الطبقة السياسية إن إغراء أو زجراً، فضلاً عن العقبات الخارجية إيرانياً وأميركياً التي منعتها من التقدم ورهان بعض اللبنانيين على حصول تغيرات خارجية من شأنها قلب المعادلات القائمة حالياً في لبنان وتغيير موازين القوى. وبعد أن كانت الأنظار متجهة نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن اللبنانيين يتطلعون اليوم لعملية لي الذراع القائمة بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي.

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، قال وزير الخارجية مصر سامح شكري إن بلاده «تتمسك بمصالح الشعب اللبناني وهي على تواصل مع كافة الأطراف ويتعين على السياسيين اللبنانيين الاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني»، مضيفاً أن القاهرة تأمل في تشكيل حكومة جديدة قريباً. وقال نظيره الأردني أيمن الصفدي إن بلاده «تتابع بقلق الصعوبات التي يعاني منها لبنان» وأنه توجه إلى بيروت مرتين للتعبير عن تضامن عمان مع الشعب اللبناني. ونبه الصفدي من أنه «لا يمكن أن نسمح بانهيارات إضافية في لبنان لأن ذلك سيشكل أزمة وتهديداً للاستقرار».

 

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تحذير أوروبي – عربي من كارثة في لبنان تشمل النازحين واللاجئين

عون لا يتصل بالحريري.. وغياب مسيحي عن الجلسة.. وبشرى من بعبدا بالعتمة الشاملة!

انتظار… ثم انتظار عند حافة الانهيار!

 

ينتظر اللبنانيون، أن يتصل الرئيس ميشال عون بالرئيس المكلف سعد الحريري، ويدعوه إلى بعبدا للبحث في الصيغة المطروحة للخروج من مأزق تأليف الحكومة الجديدة.

 

كما ينتظر اللبنانيون، الكشف عما إذا كان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم زار بيت الوسط واجتمع مع الرئيس المكلف للبحث معه في الصيغة المطروحة. جل ما في الأمر، الكشف عن لقاء عُقد الثلاثاء الماضي بين الرئيس الحريري والنائب علي حسن خليل موفداً من الرئيس نبيه بري.

 

ولم تؤد الاتصالات الجانبية غير المعلنة بمجملها الى اختراق الجمود الذي يلف عملية تشكيل الحكومة الجديدة ومنه لقاء الرئيس المكلف مع النائب  علي حسن خليل قبل يومين واستناداً الى مصادر متابعة لم تؤكد معظم الاطراف السياسيين اطلاعها على ماتردد اعلاميا على نطاق واسع، من مبادرة يسوق لها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لحلحلة الازمة، كذلك لم تتبن اي جهة المبادرة المحكى عنها علنا. بينما وصفت المصادر كل ما يحكى بهذا الخصوص  بانه مجرد سيناريوهات اعلامية لاستهلاك مزيد من الوقت دون جدوى، في حين لاتزال عقد التشكيل عند حالها  والتشكيلة الوزارية  ماتزال موجودة لدى رئيس الجمهورية،ولم يطرأ اي جديد حول هذا الموضوع.  اما في خصوص تاثير الزيارة التي سيقوم بها وفد حزب الله الى موسكو الاسبوع المقبل على مسألة تشكيل الحكومة، اشارت المصادر الى ان الزيارة تأتي في اطار الاتصالات والمشاورات التي يجريها المسؤولون الروس مع العديد من ممثلي الاطراف السياسيين اللبنانيين  للتشاور والبحث معهم في الاوضاع بلبنان والمنطقة والاطلاع منهم على وجهات نظرهم لحل الازمة اللبنانية.وستكون الزيارة مناسبة لتكرار المسؤولين الروس على موقفهم الثابت الذي  اعلن مرارا ،بدعم الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة مهمة من الأخصائيين تباشر بحل الأزمة،وسيطلبون بالمناسبة من الحزب كقوة مؤثرة وضع إمكانياته السياسية، لدعم تشكيل الحكومة الجديدة، نظرا لأهمية هذا الامر في تحقيق الامن والاستقرار في لبنان والمنطقة وانسحابه ايجابا على مساعي وجهود روسيا لتحقيق المصالحة في سورياواعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم والمباشرة بعملية اعادة اعمار ما هدمته الحرب فيها. الا ان المصادر ذاتها تبدي شكوكا في ان تؤدي زيارة وفد حزب الله الى اي خطوات سريعة لتشكيل الحكومة العتيدة، لأن ممارسات الحزب طوال الاشهر الاخيرة، لم تساعد في دفع عملية التشكيل قدما الى الامام ،لان قرار تشكيل الحكومة اللبنانية مايزال في عهدة طهران.

 

ثلاثة مؤشرات بالغة السلبية إلى ذلك:

 

1- ما خرج به وزير الطاقة في حكومة تصريق الأعمال ريمون غجر من قصر بعبدا، معلناً عشية الجلسة النيابية اليوم، اننا «ذاهبون إلى العتمة الشاملة نهاية الشهر الجاري، وستكون لذلك عواقب كارثة على مختلف القطاعات»، معتبراً ان «الحل بين ايدي النواب عبر التوقيع على قانون معجل مكرر، لمنح مساهمة مالية لمؤسسة كهرباء لبنان».

 

2- إعلان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال أن الأمن في البلد بدأ بالتلاشي، والبلد مفتوح على كل الاحتمالات، فالمنظومة الأمنية مرتبطة بالمنظومة السياسية.

 

3- عقد امس اجتماع بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا ومصر والأردن، تطرق إلى الوضع الآيل إلى الانهيار في لبنان.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، إن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، ولا يرى أي مؤشر على أن السياسيين اللبنانيين يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ بلادهم.

 

وأضاف لودريان في مؤتمر صحفي في باريس: «سأميل إلى تصنيف السياسيين اللبنانيين على أنهم مسؤولون عن عدم مساعدة بلادهم وهي في خطر. لقد التزموا جميعاً بالعمل على تشكيل حكومة شاملة وبتنفيذ إصلاحات لا غنى عنها. كان ذلك قبل 7 أشهر ولا شيء يتحرك… أعتقد ان الوقت لم يفت بعد، لكن الوقت ضئيل جداً».

 

وقال لودريان للصحافيين: «قد أميل للقول بأن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلداً يواجه مخاطر، جميعهم أياً كانوا»، مستنكراً تقاعس الطبقة السياسية عن التصدي لخطر انهيار البلاد».

 

واعتبر لودريان ان «الوقت قصير جداً قبل انهيار لبنان». وقال: أشعر بالحزن والغضب والفزع إزاء ما يجري هناك، إذا انهار لبنان سيكون ذلك كارثة له وللاجئين الفلسطينيين والسوريين على أرضه، ولكل المنطقة».

 

وعقدت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، التي تضم كلاً من الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، اجتماعاً لتقويم الاوضاع في لبنان. وأعلنت الآتي:

 

«بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انفجار مرفأ بيروت المأساوي. لاحظت المجموعة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في لبنان، والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا، وأعربت عن قلقها إزاء التوترات المتزايدة في البلاد، بما في ذلك الاحتجاجات الأخيرة». ودعت المجموعة «إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات بهدف حماية حقوق الإنسان. كما دعت إلى تحقيق المحاسبة والعدالة عبر تحقيقات ذات مصداقية وشفافة وسريعة في انفجار مرفأ بيروت ومقتل السيد لقمان سليم».

 

وأضافت المجموعة: «في سياق هذه التطورات، اشارت مجموعة الدعم الدولية بقلق، إلى أن سبعة أشهر قد مضت منذ استقالة الحكومة الأخيرة، مما أعاق قدرة لبنان على معالجة التحديات السياسية والاجتماعية والمالية والاقتصادية والمؤسساتية المتفاقمة، والتي تزداد تعقيداً، وعلى تلبية الحاجات والتطلعات المشروعة للشعب اللبناني. وكررت المجموعة دعوتها العاجلة لقادة لبنان لعدم تأخير تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وقادرة على تلبية احتياجات البلاد الملحة وتطبيق الإصلاحات الحيوية. وجددت دعمها الثابت والمستمر للبنان وشعبه».

 

في غضون ذلك، غادر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى العاصمة الفرنسية باريس.

 

طلب دعم اميركي

 

وفي تطور قضائي، طلب النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات مساعدة قضائية من السلطات الأميركية «تقضي بالعمل على حجب المواقع الإلكترونية لتحديد سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء، وذلك لمخالفتها أحكام قانون النقد الوطني والقيام بمضاربات هدفها السيطرة على تحديد سعر صرف الدولار، وزعزعة الثقة بالمالية العامة للدولة اللبنانية، وإفساد قاعدة العرض والطلب عبر الغش». وأرفق طلبه بعناوين المواقع.

 

الجلسة التشريعية

 

إلى ذلك، يعقد مجلس النواب عند الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم جلسة تشريعية في قصر الأونيسكو وعلى جدول أعمالها ثلاثة بنود هي: مشروع القانون المتعلق بإبرام اتفاقية قرض بين لبنان والبنك الدولي للانشاء والتعمير لدعم الابتكار في مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وطلب الموافقة على إبرام اتفاقية قرض بين لبنان والبنك الدولي لتنفيذ المشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي للاستجابة لجائحة كورونا والأزمة الاقتصادية. واقتراح قانون يرمي إلى الإجازة للحكومة تعديل الاتفاقية المجاز إبرامها بموجب القانون رقم 180 تاريخ 12 حزيران 2020.

 

كتلة «الجمهورية القوية» أعلنت مساء امس انها لن تشارك في الجلسة «كون ان القوانين الإصلاحية لم تر النور، وأبرزها الكابيتال كونترول وكون الحلول الجزئية لم تعد تنفع».

 

أما تكتل «لبنان القوي» فإنه يتجه أيضاً لعدم الحضور احتجاجاً على عدم إدراج اقتراح المساهمة المالية لمؤسسة كهرباء لبنان على جدول الأعمال، لكن الأمر رهن اتصالات اللحظة الأخيرة.

 

واعتذر النائب جميل السيد عن الحضور، إذ اعتبر أن الـ300 مليون دولار لدعم العائلات الفقيرة ليست منحة بل ديون عليكم مدنيين وعسكريين.

 

وجاء بيان تكتل «الجمهورية القوية» بعد اجتماع عقد برئاسة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قرر فيه التكتل مقاطعة جلسة المجلس النيابي المقرر عقدها بعد ظهر اليوم محتفظاً بحقه في حضور أي جلسات لاحقة.

 

دعوة لاستئناف المفاوضات البحرية

 

في هذه الأجواء، أثار الرئيس بري مع القائمة مقام المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان منسقة الشؤون الانسانية نجاة رشدي في عين التينة كراع للمفاوضات غير المباشرة ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان، مشدداً على ضرورة عدم التأخير في استئنافها لافتاً إلى ان اتفاق الاطار الذي حظي بموافقة الاطراف الاربعة والذي يدعو لترسيم الحدود البحرية على غرار الخط الأزرق براً وهذا ما يضع حداً للادعاءات الاسرائيلية في المنطقة الاقتصادية الخاصة ويحفظ للبنان حدوده وحقوقه وفقاً للقوانين الدولية.

 

الرئيس بري حث المندوبة الأممية على ضرورة تشجيع الشركات النفطية التي رست عليها مناقصات الاستثمار للتنقيب في المياه اللبنانية للبدء في اعمالها فوراً ولا سيما انها حددت عدة مواعيد ولم تلتزم بها وكان آخرها شهر شباط الماضي، معتبراً ان البدء بهذه الأعمال من أهم المساعدات التي تقدم للبنان في هذه المرحلة.

 

كما عرض رئيس المجلس الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والأمنية خلال لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع في حكومة تصريق الأعمال زينة عكر، والتي زارت قصر بعبدا، والتقت الرئيس عون، وعرضت معه الوضع، بعد التطورات الأمنية، اضافة إلى مواضيع تتصل بعمل اللجان الوزارية التي تعالج مواضيع مختلفة.

 

وفي السياق، أكد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أن بلاده مستعدة للتوصل لحل مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، في حال أبدت بيروت مرونة لذلك. وأوضح الموقع الإلكتروني العبري «سيروغيم»، أن شتاينتس أكد من قبل أثناء مراحل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، التي جرت في شهر تشرين الأول الماضي، أن الهدف من تلك المفاوضات هو إنهاء الخلاف حول ترسيم حدود المياه الاقتصادية بين الجانبين، الإسرائيلي واللبناني، بدعوى المساعدة في تطوير الموارد الطبيعية لصالح جميع شعوب المنطقة. وأشار إلى أن نجاح المحادثات سيؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة ويعزز ازدهار مواطني كلا الشعبين في إسرائيل ولبنان.

 

إشكال صيدا

 

وفي يوميات الإشكاليات بين المواطنين، على شراء السلع المدعومة وغير المدعومة، شهد سوبر ماركت التوفير في صيدا إشكالاً كبيراً بين عدد من المواطنين ولذلك بسبب «السكر المدعوم». وكانت الأيام الماضية شهدت إشكالات مماثلة في العديد من متاجر البيع المختلفة بسبب البضائع المدعومة، ويقول الناشطون إن أصحاب تلك المتاجر يعمدون إلى تخزين السلع المدعومة في المخازن.

 

وجاء انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ساعتين في مديرية الواردات (المالية) في بشارة الخوري في بيروت، الأمر الذي أوقف العمل والمواطنون من دون تباعد اجتماعي والبعض من دون كمامات والصفوف وصلت إلى الخارج، ليدعم المخاوف من انقطاع دائم للتيار الكهربائي، يطيح بكل مقومات الحياة في المجتمع.

 

على صعيد إصابات كورونا، دخل الأردن بتنافس مع لبنان في قائمة الدول العربية التي سجلت أعلى معدلات إصابة ووفيات بفيروس كورونا. وتمنى أمس وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن على مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار «زيادة كمية اللقاحات التي يتم استلامها تباعا، خصوصا وأن وزارة الصحة العامة حجزت عبر أكثر من مصدر ما يزيد عن سبعة ملايين جرعة لقاح، وحولت الإعتمادات اللازمة في وقت مبكر».

 

من جانبه، نبّه مدير «مستشفى رفيق الحريري الجامعي» فراس أبيض اللبنانيين من أنّ «نسبة الإصابات بكورونا ما زالت مرتفعة وبلغت 21%، وهو رقم مرتفع مقارنةً مع عدد الفحوصات»، مُفيداً بأنّه «من أصل 20 ألف فحص، تبيّن وجود 4000 حالة إيجابيّة». وحذّر من أنّ «الأرقام لدينا تُظهر أنّ الوضع الصحّي يتّجه نحو الأسوأ، سيّما أنّنا أمام أرقام لم نشهدها منذ شهر كانون الثاني».

 

408909 إصابة

 

وأمس اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 50 حالة وفاة و3518 إصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية ليرتفع العدد التراكمي إلى 408909 إصابات مثبة بفايروس كورونا منذ 21 شباط 2020.

 

وطالب وزير التربية في حكومة تصريق الأعمال طارق مجذوب بتقليح العاملين في القطاع التعليمي بعد انتهاء تلقيح الطواقم الطبية والتمريضية، وفي الدول الاخرى التربية هي أساس لقيام البلد ويجب ان نعيد هذا الشعار إلى الساحة اللبنانية.

 

وكشف أنه تم طرح العديد من الأفكار لتنفيذ الامتحانات الرسمية، وهي جيدة وجميعها قيد الدرس وسنحافظ على الشهادات وآلية التنفيذ ستنظر بجميع الاوضاع والصعاب، والجميع سيكون مرتاحاً ونحن بانتظار معرفة مستقبل الوضع الصحي وانتهاء الوباء، ونحن نمتلك العديد من الخطط للعودة إلى التدريس ومن ضمن المطالب التي نطالب بها تأمين الانترنت المجاني.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الديار

اسرائيل تعتبر لبنان «تحديا استراتيجيا» ولودريان يحذر من «خطر داهم»!

الحريري يتذرع بالميثاقية لتغطية الممانعة الخارجية بمنح عون «الداخلية»

«الشعبوية» تهدد بمزيد من التضخم .. تهديد بالعتمة .. «وكورونا» نحو الاسوأ

ابراهيم ناصرالدين

 

لا يزال «الصمت» يغلف موقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ازاء مبادرة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الحكومية، ودخل رئيس مجلس النواب نبيه بري على «الخط» مجددا في النقاش مع «بيت الوسط» بعدما تذرع الحريري بغياب»الميثاقية» المسيحية عن الحكومة المفترضة في حال اصرار التيار الوطني الحر على عدم اعطاء الثقة للحكومة،لاعتبار الطرح «مفخخ» في ظل اعلان نواب القوات اللبنانية المسبق عدم منح الثقة ايضا، فيما تبقى العقدة الجوهرية عدم رغبة الرئيس المكلف بالتخلي عن وزارة الداخلية مروجا لابعاد اقليمية ودولية وراء موقفه! وهكذا يستمر «الجدل البيزنطي» على حاله، فيما البلاد مهددة بالعتمة الشاملة بعدما بات مصير سلفة الخزينة في «مهب الريح» بعد دخولها حلبة «الكباش» السياسي المكتوم بين بعبدا وعين التينة، فيما لا تزال مشاركة تكتل «لبنان القوي» في الجلسة التشريعية النيابية اليوم موضع «شك»، بعدما تحول «العشق» المستجد للمؤسسة العسكرية الى مادة مماحكة جديدة على خلفية اقتراح القانون «الشعبوي» بزيادة رواتبهم دون سواهم لمدة 6اشهر، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول مصدر التمويل الذي سيؤدي الى مزيد من التضخم وانهيار سعر العملة الوطنية، فيما يبقى السؤال الاهم يتمحور حول المصلحة في ادخال الجيش في «بازار» لعبة «الزواريب» التي ستكون مكلفة على الجميع. كل هذا الايقاع المخزي يجري على وقع استمرار ارتفاع سعر الدولار الذي لامس الـ11 ألف ليرة بالامس، في ظل معالجات عقيمة لتدهور العملة الوطنية، فيما خطر موجة جديدة من فيروس كورونا تلوح في الافق بعد عودة الارقام الى الارتفاع على نحو مقلق، ولهذا اضطر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لتذكير اللبنانيين بان مسؤوليهم غير جادين في المعالجة ولا يفعلون شيئا لمنع انهياره مختصرا الوضع بالقول بان لبنان في خطر داهم.

 

وفيما يتلهى المسؤولون اللبنانيون «بجنس الملائكة» تضع اسرائيل لبنان ضمن ثلاثة تحديات من الوزن الثقيل، ويجري تصنيف الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله بالاولوية التي يجب ان توضع على «طاولة» النقاش الاستراتيجي مع الاميركيين، وبحسب التسريبات الاعلامية الاسرائيلية على دولة الاحتلال أن تركز في المستقبل المنظور على ثلاثة تحديات ثقيلة الوزن: النووي الإيراني بتداعياته الإقليمية والدولية، وتطوير الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله في لبنان، وتحقيق محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

 

اسرائيل والعمل العسكري؟

 

ولهذه الغاية شكلت منظمة «قادة من أجل أمن إسرائيل» فريقاً للبحث في مسألة النووي الإيراني، وصواريخ حزب الله الدقيقة، وتشكل الفريق من مندوبي الجيش الإسرائيلي، والموساد، وهيئة الأمن القومي ولجنة الطاقة الذرية. والمفارقة ان وزارة الخارجية لم تدع للمشاركة. وفيما خلصت المداولات الى وجوب تفضيل الدبلوماسية مع إيران على أي نهج آخر في المرحلة الحالية،يبدو ان تطوير الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، تشكل خطرا داهما واستراتيجيا،وفي هذا السياق، قالت صحيفة «يديعوت احرنوت» يجب ان تبحث هذه المسألة في إطار الاتفاق النووي وعندها سنجد الحل حلها، ولذلك يجب أن تدخل المسألة إلى قائمة المباحثات الاستراتيجية بيننا وبين الولايات المتحدة، وإذا كانت حاجة، فينبغي أيضاً اتخاذ عمل عسكري إذا ما اجتازت إيران وحزب الله خطوطاً حمراء في هذا السياق.

 

وما تخشاه اسرائيل ان العودة إلى الاتفاق الأصلي مع إيران، دون فتحه للمداولات، سيستدعي إلغاء العقوبات على إيران، ولا تضمن استمرار المفاوضات على الصواريخ الباليستية وعلى نفوذها في المنطقة، وضمنه لبنان. ووفقا لـ «يديعوت» فان التحديات الثلاثة المذكورة واجبة التنسيق في الداخل والخارج من خلال رص الصفوف، وتوحيد كل القوى والتعالي على المصالح الضيقة. ثم التنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة الذي هو شرط حيوي…

 

«لعبة» المصالح الضيقة

 

وهنا تتساءل مصادر معنية بهذا الملف حول تمسك المسؤولين اللبنانيين بلعبة المصالح الضيقة في ظل اعادة رسم الخرائط والتحالفات الجارية في المنطقة، دون الالتفات الى المخاطر الجدية القادمة من الجنوب. واذا كان مفهوما او مبررا وجود ضعف في البنية العسكرية والامنية الرسمية اللبنانية، فما ليس مفهوما هذا التقصير المتعمد في رفد الوفد اللبناني المفاوض على ترسيم الحدود البحرية بوثيقة قانونية تحسم الجدل حول الحدود النهائية التي سيفاوض عليها، في ظل استمرار الخلافات بين الرؤوساء الثلاث على هذا الملف، وتقاذف المسؤوليات حوله، وهو امر يستغله الاسرائيليون جيدا على كافة المستويات للضغط على الموقف اللبناني، وآخر هذه المحاولات الكلام «المفخخ» لوزير الطاقة الاسرائيلي.

 

وكان الوزير يوفال شتاينتس أن بلاده مستعدة للتوصل لحل مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، في حال أبدت بيروت مرونة لذلك. وأوضح الموقع الإلكتروني العبري «سيروغيم»، أن شتاينتس أكد أن الهدف من تلك المفاوضات هو إنهاء الخلاف حول ترسيم حدود المياه الاقتصادية بين الجانبين، وزعم أن نجاح المحادثات سيؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة ويعزز ازدهار مواطني كلا الشعبين في إسرائيل ولبنان.

 

الحريري «يراوغ»

 

حكوميا، لا تزال المراوحة «سيدة الموقف»، مصادر «المستقبل» تروج بان الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لم يعد بامكانهما المناورة التي تؤخر تشكيل حكومة مهمة، بعد أن حوصر بالمواقف الدولية والإقليمية التي لا تمنحهما «الثلث المعطل»، وعند السؤال عن تجاوز الجميع هذه النقطة، ياتي الجواب مكررا لا شيء رسميا بعد، وثمة «تفخيخ» لمبادرة اللواء عباس ابراهيم عبر الدفع الى تشكيل حكومة تغيب عنها «الميثاقية» وهذا الامر يقوض نجاحها، ولهذا الرئيس المكلف يتريث ولن يدخل الى «حقل الغام» او «فخ» ينصب له..وفي هذا السياق، علم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري «شغل» محركاته بعيدا عن الاضواء لمحاولة تفكيك آخر العقد امام تشكيل الحكومة، وتتركز اتصالاته مع «بيت الوسط» من خلال النائب علي حسن خليل في مسألة الميثاقية، ووزارة الداخلية فيما يغيب التواصل مع الرئاسة الاولى.

 

لا تخلي عن «الداخلية»؟

 

ووفقا لزوار «بيت الوسط»، لم يحسم الحريري بعد التخلي عن الداخلية، وهو يشير الى ان منح عون تسمية وزير الداخلية يلقى معارضة دولية وإقليمية، لما لهذا الوزير من صلاحيات مباشرة على قوى الأمن الداخلي، وعلى فرع المعلومات بشكل خاص، فهو يحظى باهتمام خارجي نتيجة الادوار المناطة به امنيا، وما حصل مؤخرا مع اللواء عماد عثمان مؤشر سلبي، يضع اكثر من علامات استفهام حول المخاطرة بتكليف وزير «غير موثوق» في «الداخلية».

 

لافروف يفاجىء الحريري!

 

ووفقا لمصادر مطلعة، استغل الرئيس المكلف سعد الحريري لقاءه مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، لمطالبته باستخدام نفوذ روسيا للطلب من ايران الضغط على حزب الله لتسهيل تشكيل الحكومة عبر ممارسة الضغوط على الرئيس ميشال عون، فكان جواب رئيس الدبلوماسية الروسية مفاجئا وحاسما لجهة تاكيده انه تواصل مع وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الذي اكد له رفض حزب الله الحاسم لمنع إعطاء هذا الثلث لأي طرف سياسي.

 

بعبدا تنتظر

 

من جهتها تشير اوساط مقربة من الرئاسة الاولى الى ان بعبدا تنتظر الرئيس المكلف الذي لم يطلب موعدا حتى الان،»ليبنى على الشيء مقتضاه»، وتحدثت عن وجود ازمة ثقة عميقة مع الحريري لم تتبدد حتى الان، وهو لم يظهر اي جدية في التاليف، والامل ان لا تنعكس خلافاته الشخصية مع بعض دول الخليج على لبنان،وتمنت عليه عدم ربط عملية التشكيل برضى المملكة العربية السعودية التي لا تظهر رغبة في ذلك.

 

لودريان والخطر الداهم؟

 

في هذا الوقت، وفي تعبير عن فقدان الامل، اتهم وزير الخاريجة الفرنسية جان ايف لودريان السياسيين اللبنانيين، بعدم تقديم المساعدة لبلدهم الذي يواجه مخاطر الانهيار في وقت يعاني لبنان أزمة اقتصادية، وقال «إن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، ولا يرى أي مؤشر على أن السياسيين اللبنانيين يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ بلادهم». وأضاف لودريان في مؤتمر صحافي في باريس: «سأميل إلى تصنيف السياسيين اللبنانيين على أنهم مسؤولون عن عدم مساعدة بلادهم وهي في خطر. لقد التزموا جميعا بالعمل على تشكيل حكومة شاملة وبتنفيذ إصلاحات لا غنى عنها. كان ذلك قبل 7 أشهر ولا شيء يتحرك… أعتقد أن الوقت لم يفت بعد، لكن الوقت ضئيل جدا. وأكد لو دريان أن «الأمر متروك للسلطات اللبنانية لتتولى مصيرها وهي تعلم أن المجتمع الدولي ينظر بقلق.. لا يزال هناك وقت للعمل اليوم، ولكن غدا سيفوت الأوان.وفي دردشة مع الاعلاميين برر الوزير الفرنسي كلامه بجملة مختصرة قال فيها «لبنان في خطر داهم»، دون الافصاح عن المزيد.وفي السياق نفسه، حذرت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان من التوترات المتزايدة في البلاد، وكررت المجموعة دعوتها العاجلة لقادة لبنان لعدم تأخير تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وقادرة على تلبية احتياجات البلاد الملحة وتطبيق الإصلاحات الحيوية.

 

التهديد بالعتمة

 

في هذا الوقت يبدو انعقاد الجلسة التشريعية المقررة اليوم مهددا بالميثاقية بعد قرار نواب القوات اللبنانية مقاطعتها وتوجه نواب «تكتل لبنان القوي» للمقاطعة احتجاجا على عدم ادراج اقتراح المساهمة المالية لمؤسسة كهرباء لبنان على جدول الاعمال.

 

وقد بشر وزير الطاقة في الحكومة المستقيله ريمون غجر بعتمة شاملة في البلاد اذا لم تقر السلفة المالية في مجلس النواب،وقال غجر بعد لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ترافقه الوزير السابقة ندى البستاني الذي لم تعرف الصفة الرسمية لحضورها اللقاء، «وضعنا الرئيس ميشال عون في جوّ الضغط الذي نعمل به كي لا نصل إلى العتمة واستنفدنا كل الإمكانات ونحن بحاجة إلى مساهمة ماليّة والى سلفة ١٥٠٠ مليار ليرة لاستيراد الفيول، ونواب في «لبنان القوي» قدّموا قانوناً من أجل إعطاء سلفة ماليّة لشراء الفيول لإمداد المواطنين بالكهرباء». واضاف «ذاهبون إلى العتمة وأعتقد أنّ النواب لن يقبلوا أن يكونوا شاهدين على هذا الأمر والحلّ بين أيديهم ونحن قمنا بمسؤوليّاتنا ويجب إيجاد مصدر لشراء الفيول ونحن اليوم نستخدم وفر عام 2020 ونحتاج أموالاً في الموازنة الجديدة وبحاجة إلى سلفة من أجل أن نستمر». واشار الى ان «المولدات تعمل لحوالى الـ7 ساعات في اليوم ولكن في غياب الكهرباء لا يمكن أن تعمل المولدات بشكل مستمرّ فإمداد الكهرباء بحاجة إلى شركة تؤمنها وفي المستقبل القريب لن نتمكن من تأمين الكهرباء لا من خلال شركة كهرباء لبنان ولا عبر المولدات وسيكون الوضع صعبا والأصعب الخروج منه.

 

وفي هذا الاطار، تشير المعلومات الى ان رئيس الجمهورية وعد بالبحث في خيارات اخرى لتمويل السلفة، دون الافصاح عن هذه الخيارات، فيما لا يزال المصرف المركزي «صامتا» بانتظار ما سيقرره النواب، وعندها سيكون له موقف من تمويل السلفة.

 

«الشعبوية» السياسية

 

في هذا الوقت، يستمر العبث السياسي سيد الموقف، بعدما اقترح النائب علي حسن خليل قانون معجل مكرر لمنح القوى العسكرية منحة مالية للعسكريين لمدة ستة اشهر، وفيما لاقت الخطوة اعتراضات سياسية وقطاعية، برزت العشوائية في الطرح من خلال التداعيات الاقتصادية المخيفة التي ستؤدي الى تضخم يؤدي الى انهيار العملة الوطنية مع ترجيح وصول سعر الصرف الى 20 الف ليرة مقابل الدولار، لان المبلغ المطلوب لتغطية زيادة المليون ليرة ستتجاوز الـ 800 مليار ليرة سيتم تمويلها عبر طبع العملة الوطنية، ما سيزيد من التضخم.

 

من جهته، أوضح النائب علي حسن خليل ان اقتراح القانون بعيد من كل الحسابات السياسية، وقال نحن نتحدث عن معالجة اقتصادية لمدة 6 اشهر فقط لاعطاء دفعة مالية للعسكريين ولا نتحدث عن سلسلة ولا عن تصحيح أجور». وتعليقاً على مساهمة ذلك بزيادة التضخم، قال «لم نسمع اصوات كبار الاقتصاديين عن موضوع التضخم بعد رمي الكتلة النقدية الكبيرة في السوق». وخلص الى القول «منذ سنة ونصف نحن نراوح مكاننا، وهذا اقتراح قانون يمكن الموافقة عليه ويمكن رفضه، أنا لم أتحدث مع أحد في الجيش ولا قوى الامن في هذا الشأن على الاطلاق»، مشددا على أنه «مستعد لتحمل التبعات السياسية لهذا الاقتراح».

 

اجراءات «عقيمة»

 

وفي إطار «ملء الفراغ» باجراءات عقيمة توهم اللبنانيين بامكانية معالجة تدهور سعر الصرف، لا تزال الجهود المتاخرة مقتصرة على مطاردة المواقع والتطبيقات الإلكترونية المعنية بنشر سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي في السوق السوداء، وآخر الاجراءات، طلب النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بواسطة السفارة الاميركية في عوكر، مساعدة قضائية من السلطات الأميركية تقضي بالعمل على حجب المواقع الإلكترونية المعنية بنشر سعر الدولار مقابل الليرة في السوق السوداء، بعد عجز «اوجيرو» عن حجب 15 موقعا على «فيسبوك» «وغوغل بلاي»، وهما شركتان اميركيتان، ولم يتلق الجانب اللبناني بعد اي رد ايجابي او سلبي من «الاف بي ايه» حول هذا الطلب.

 

خطر «كورونا» يتمدد

 

وفيما سجل «كورونا» ارقاما مرتفعة جديدة خلال الساعات القليلة الماضية، بلغت 3518 اصابة و50 حالة وفاة،حذر مدير مستشفى رفيق الحريري فراس أبيض اللبنانيين من ان الوضع الصحي يتجه نحو الاسوأ، لان الارقام المسجلة حاليا لم نشهدها منذ شهر كانون الثاني، واشار الى ان «نسبة الإصابات بكورونا ما زالت مرتفعة وبلغت 21%، وهو رقم مرتفع مقارنةً مع عدد الفحوصات»، مُفيداً بأنّه «من أصل 20 ألف فحص، تبيّن وجود 4000 حالة إيجابيّة».

 

هل «استرازنيكا» آمن؟

 

وقد تمنى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن على مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار «زيادة كمية اللقاحات التي يتم استلامها تباعا، خصوصا وأن وزارة الصحة العامة حجزت عبر أكثر من مصدر ما يزيد عن سبعة ملايين جرعة لقاح، وحولت الإعتمادات اللازمة في وقت مبكر. وفيما يفترض وصول 750 الف جرعة جديدة من «فايزر» بدءا من حزيران، سيصل لقاح «استرازنيكا» بدءا من منتصف الجاري، لكن الكثير من علامات الاستفهام بدات تدور حوله بعدما جمدت الدنمارك والسويد وايطاليا استخدامه لتسببه بجلطات دموية مميتة، لكن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون جيمي ديفينز، اكد إن «اللقاح آمن وفعال»، وفيما فتحت وكالة الأدوية الأوروبية ووكالة الأدوية الدنماركية تحقيقا بشأن اللقاح، تترقب وزارة الصحة اللبنانية النتائج «ليبنى على الشيء مقتضاه».

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

لودريان: المسؤولون السياسيون مذنبون

 

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان امس، إن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، ولا يرى أي مؤشر على أن السياسيين اللبنانيين يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ بلادهم.

 

وأضاف لودريان في مؤتمر صحفي في باريس: «سأميل إلى تصنيف السياسيين اللبنانيين على أنهم مسؤولون عن عدم مساعدة بلادهم وهي في خطر. لقد التزموا جميعا بالعمل على تشكيل حكومة شاملة وبتنفيذ إصلاحات لا غنى عنها. كان ذلك قبل 7 أشهر ولا شيء يتحرك… أعتقد أن الوقت لم يفت بعد، لكن الوقت ضئيل جدا».

 

وأكد لو دريان أن «الأمر متروك للسلطات اللبنانية لتتولى مصيرها وهي تعلم أن المجتمع الدولي ينظر بقلق.. لايزال هناك وقت للعمل اليوم، ولكن غدا سيفوت الأوان».

 

وقادت فرنسا الجهود الدولية لإنقاذ لبنان من أعمق أزمة منذ الحرب الأهلية من خلال محاولة لإقناع السياسيين المتنازعين بتبني خارطة طريق للإصلاح وتشكيل حكومة جديدة للحصول على مساعدات دولية.