لا تبدّل في الخطوط العريضة لسياسات واشنطن في لبنان


لا تبدّل في الخطوط العريضة لسياسات واشنطن في لبنان، رغم تبدّل هوية ساكن البيت الابيض. فبحسب ما تنقل مصادر مطّلعة عن السفيرة الاميركية دوروثي شيا، هي اكدت وتؤكد للمسؤولين اللبنانيين الذين جالت عليهم بعيد انتخاب الرئيس الاميركي جو بايدن، ان ثمة ثوابت ومسلّمات لن تتغير، خصوصا تلك المتعلقة بالنظرة الى حزب الله وبالعقوبات التي تفرض على الفاسدين وعلى داعمي الارهاب، وبحتمية اصلاح الادارة والحكم في لبنان.
على اي حال، أتى كلام جيرالدين غريفيث، المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية، منذ يومين، ليعزز هذه الحقيقة. فقد قالت إن الإدارة الجديدة للبيت الأبيض لن تغير موقفها وسياستها تجاه “حزب الله”، مؤكدة أنه سيظل “منظمة إرهابية”. وتابعت: نسعى للحدّ من التدخل الإيراني في المنطقة سواء في لبنان أو في اليمن، مشيرة الى ان “ما يهمنا هو أن تكون أي حكومة جديدة قوية وقادرة على تلبية احتياجات الشعب اللبناني، ومستعدة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وقرار مشاركة “حزب الله” في الحكومة يعود للشعب، ونحن كنا رأينا في العام 2019 احتجاجا من الشعب ضد الفساد”.
في الموازاة، توضح المصادر ان اي موقف واضح وحاسم من القضايا اللبنانية المطروحة راهنا على بساط البحث، لن يتبلور سريعا، وينتظر على الارجح انقضاء 100 يوم على دخول بايدن المكتب البيضاوي. وبحسب معطياتها، وخلافا لما يشاع، فإن لبنان حاضر على جدول اولويات الادارة الديموقراطية المنتخبة، وهي تعتبره محوريا في المنطقة، اكان لانه يقع على حدود الاراضي المحتلة الشمالية ويحتضن أكبر أذرع ايران العسكرية حزب الله، أو لكونه يستضيف عددا هائلا من النازحين واللاجئين السوريين والفلسطينيين. وتُعتبر عملية بناء الولايات المتحدة، اكبر سفارة لها في الشرق الاوسط، في لبنان، والتي ستشهد تزخيما في المرحلة المقبلة، خير دليل على الاهتمام الذي توليه للبلد الصغير.
وليس بعيدا، تكشف المصادر عن زيارة مرتقبة لمسؤول اميركي رفيع الى بيروت، في ايار المقبل – اي بعد مهلة الـ100 يوم، لنقل الموقف الاميركي من القضايا ذات الاهتمام المشترك، الى القيادات اللبنانية، وللاستماع منهم الى توجّهاتهم وخياراتهم ومقارباتهم لكيفية الخروج من الازمات الكثيرة التي تعصف بوطن الارز.
وهنا، تلفت المصادر الى ان ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان العبري الذي انطلقت المشاورات في شأنه منذ اشهر في الناقورة برعاية اميركية، قبل ان تتوقف بفعل جملة تعقيدات، سيبقى في ثلاجة الانتطار راهنا. وانتعاش المفاوضات من جديد، ينتظر تعيين خلف اصيل لديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، بعدما تولى مساعده مركزه بالانابة. كما وينتظر تبلور نتائج الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة الشهرالمقبل في تل ابيب. وفي ضوء هذين المعطيين، ستحرّك واشنطن من جديد عجلاتها على خط ردم الهوة التي توسّعت مجددا بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، تختم المصادر.