أجواء قلق على لبنان تسود دول الاتحاد الاوروبي…


كشفت مصادر في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لـ»الجمهورية»، عن لقاءات جرت في الآونة الاخيرة مع عدد من السفراء والديبلوماسيين الأجانب في بيروت، عكست شعوراً بالإحباط مما وصف بـ»التعطيل غير المبرر لتأليف الحكومة في لبنان، في الوقت الذي بلغ فيه الوضع اعلى درجات الخطر، على شعبه ووجوده».
واذ لفتت المصادر، الى انّ الجو الديبلوماسي بصورة عامة متضامن مع لبنان، نافياً بشكل قاطع وجود اي عامل تعطيل من الخارج، خلافاً لما يذهب اليه بعض القوى السياسية في لبنان، وخصوصاً انّ المجتمع الدولي، بدءًا بالولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي وسائر الدول الصديقة للبنان، أبلغت المستويات السياسية والرسمية في لبنان ضرورة حصول توافق بين اللبنانيين على تشكيل حكومة، تباشر بمهمة الإنقاذ والإصلاح.

وقالت المصادر في هذا السياق، انّها تلقت من سفير دولة كبرى معنية بالشأن اللبناني، اجواء قلق على لبنان تسود دول الاتحاد الاوروبي، مقرونة بنصائح متجدّدة تحث القادة في لبنان على التوافق. حيث قال السفير المذكور ما حرفيته: «انّ دول الاتحاد الاوروبي تدعم من دون تردد كل المبادرات الرامية الى ايجاد حلّ للازمة في لبنان، وهي من ضمن هذا السياق، تتمنى أن يُفسَحَ المجال أمام تبادل الآراء المكثّف بين كلّ المجموعات السياسيّة حول إيجاد تسوية ينتجها اللبنانيّون، ولقد سبق لنا أن أبلغنا الجميع في لبنان، أنّ الأزمة اللبنانيّة يجب أن يكون حلّها سريعاً، والمبادرة الفرنسية وضعت لتحقيق هذه الغاية لمصلحة لبنان واللبنانيّين.. انّ الخطر يتزايد على لبنان، وهذا امر ينبغي ان ينتبه له اللبنانيون لأنّه سيؤدي الى نتائج شديدة الصعوبة إذا ما استمر الحال على ما هو عليه».

على أنّ اخطر ما اشارت اليه مصادر اللجنة الخارجية، ما تصفها بالإشارات غير المطمئنة التي تبلّغتها من مسؤولين كبار في احدى المؤسسات المالية الدولية، والتي تؤكّد انّ وضع لبنان صار مهدّداً بوضع أسوأ، في ظل انعدام وسائل علاج ومواجهة الأزمة التي تعصف به».

وتعكس تلك الإشارات «الشعور العارم بالإحباط لدى المهتمين بلبنان، وانتقاداً جارحاً في حق القادة في لبنان، الذين يتعاملون مع أزمة هي الاخطر في تاريخه، بتجاهل غير مفهوم». وكذلك تتضمن تحذيراً من انّ التأخير في تشكيل حكومة، تتولّى تطبيق إصلاحات بشكل عاجل، وتستجيب من خلالها لطموحات الشعب اللبناني، وما يطالب به المجتمع الدولي على هذا الصعيد، ستكون له نتائجه الكارثية، ووضع لبنان الذي يدعو الى الأسف والحزن في هذه المرحلة، قد يصبح وضعه محزناً أكثر مع تفاقم الأزمة، وستزداد الأعباء على الشعب اللبناني بشكل مأساوي ومخيف».