واشنطن وباريس وصندوق


إن توقيت الاتصال الذي تلقاه رئيس الجمهورية ميشال عون من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد أيام من زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر للبنان، أكسبه دلالات قد لا يكون الاستحقاق الحكومي الذي تستعجله واشنطن، وكما سبق لشينكر ان اكد ذلك بعيدا عنه.
وتزامن ذلك مع موقف فرنسي جديد من الازمة الحكومية في بيان أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية وانتقدت فيه التأخير في تشكيل الحكومة. وقالت انه “في الوقت الذي يتضرر فيه لبنان على نحو متزايد من الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي فاقمتها عواقب الانفجار الذي وقع في 4 آب، لا يزال ثمة تأخر في تشكيل حكومة ذات مهمات محددة قادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة رغم الالتزامات التي أكدتها مجددا القوى السياسية اللبنانية كافة التي تقع عليها وحدها المسؤولية عن هذه العرقلة المطولة التي تحول دون تلبية التطلعات التي اعرب عنها المواطنون اللبنانيون”. ودعت “جميع القادة السياسيين اللبنانيين الى تحمل المسؤوليات التي تقع على عاتقهم” مؤكدة “استعداد فرنسا لمواكبة لبنان في سبيل الإصلاحات باعتبارها السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله حشد جهود المجتمع الدولي. ولذا يتعين على المسؤولين اللبنانيين ان يتخذوا أخيرا خيار النهوض بدل الشلل والفوضى فالمصلحة العليا للبنان والشعب اللبناني تتطلب ذلك”.
وقد برز في هذا السياق، اعلان صندوق النقد الدولي مجددا انه على أتم الاستعداد لمساعدة لبنان كما صرح بذلك مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق جهاد أزعور. وقال “نتطلع الى الحكومة المقبلة والخطوة الأولى ان تقدم الحكومة برنامج إصلاحات شاملا وموثوقا به يساعد في معالجة المشاكل الاقتصادية والمالية المتعددة التي يواجهها لبنان”. ولفت أزعور الى ان “هذا البرنامج يجب ان يكون مدعوما من مختلف الأطراف وموجها لاعادة الثقة والاستقرار الاقتصادي” مؤكدا ان “الصندوق جاهز للمشاركة في المناقشات مع الحكومة الجديدة للحصول على دعم مالي”.