هل يصمد لبنان؟


الأكيد انّ لبنان، وبالنظر الى مساره الانحداري المتسارع اقتصادياً ومالياً واجتماعياً، لا يحتمل الانتظار لأيام معدودة، فكيف إذا كان هذا الانتظار لفترة طويلة، قد لا تقاس بالاسابيع، وربما بأشهر، يفرضها العجز الداخلي الكامل على الإمساك، لا بزمام الملف الحكومي، ولا بزمام ادارة البلد وحرفه عن هذا المسار المتهاوي، ويفرضها ايضاً إحجام القوى السياسية عن التفاهم مع بعضها البعض، وإصرار بعضهم على الانتظار ريثما تنجلي صورة التطورات والاولويات الخارجية والاميركية على وجه التحديد.
على أنّ السؤال الذي ينتظر بدوره اجابات واضحة من هؤلاء المنتَظِرين: ما الذي يضمن في فترة الانتظار هذه، الّا يصبح تشكيل الحكومة في لبنان أمراً ثانويًّا، ولا يُرى حتى بالعين المجرّدة أمام تلك الاولويات؟

لا بل ما الذي يضمن ان يتمكن لبنان من الصمود والاستمرار مع «صراع البقاء» الذي يخوضه، مع أزمات على كل المستويات، بدأت تنذر ببلوغها نقطة النهاية الكارثية؟
هذان السؤالان، يتوازيان مع حقيقة ساطعة، يعترف بها احد كبار مسؤولي تصريف الاعمال بقوله: «إنّ الطاقم الحاكم متخبّط في الازمات، وبحكومة تصريف أعمال مشلولة منذ استقالة رئيسها حسان دياب، ولا يملك قدرة ادارة المرحلة الراهنة بالحدّ الادنى من الخسائر، ولا ادارة الفراغ الحكومي، ولا ادارة الفشل السياسي الذي اوصل الامور الى هذا الهريان، ولا إدارة الانهيار الذي بلغه البلد، ولا ادارة الفلتان الدولاري، ولا ادارة فلتان كورونا واستفحاله، ولا ادارة نتائج، أو بالأحرى كوارث، ما يُحضّر للبلد من رفع للدّعم عن الأساسيات (المحروقات والدواء والقمح)».