عون يضع اللوم الأكبر على حلفائه


يأخذ رئيس الجمهورية الذي على بعض الأطراف السياسية انقلابها على المبادرة الفرنسية كما ينقل عنه زواره، بدا شديد الانزعاج، وهذا ما يفسر قراره بالانكفاء عن القيام بدورة جديدة من المشاورات إلى حين مبادرة هذه الأطراف إلى مراجعة حساباتها، لعلها تتفادى الكوارث السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية المترتبة على إسقاط المبادرة الفرنسية أو إعاقتها وصولاً إلى التصرف وكأنها لم تكن.
ويؤكد الزوار أنفسهم أن ماكرون بمبادرته كان وراء إعادة تحريك الاتصالات التي فتحت الباب أمام الوصول إلى تسوية تستدعي من الجميع تقديم التسهيلات المطلوبة أو تبادل التنازلات التي تدفع باتجاه إخراج لبنان من التأزم، ويقول هؤلاء لـ«الشرق الأوسط» إن عون يتمسك بالمبادرة الفرنسية ولا يرى بدائل لها في المدى المنظور، وبالتالي فهو يعلق كل الآمال عليها، لعلها تتيح له أن ينهي الثلث الأخير من ولايته الرئاسية بتحقيق إنجاز يكمن في وقف التدهور ومنع البلد من التدحرج نحو الفوضى.
ويلفت هؤلاء إلى أن عون «يوزع المسؤولية في إسقاط المبادرة الفرنسية على الأطراف إنما بنسب متفاوتة،وهو وإن كان يغمز من قناة رؤساء الحكومات السابقين فإنه يضع اللوم الأكبر على حلفائه»، وتحديداً «حزب الله» وحركة «أمل»، على خلفية عدم موافقة «الثنائي الشيعي» على المخرج الذي طرحه لتسوية الخلاف حول وزارة المالية في ظل إصرار هذا الثنائي على تسلمه هذه الحقيبة.