جعجع في باريس: لقاءات ونقاش أبعد من صورتَي الزوج والزوجة

سُرّبت، حتى الآن، صورتان لرئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، من زيارتهما الى باريس، التقطت لهما من دون علمهما. الزيارة التي وُصفت بـ “الخاصّة” ليست خاصّة تماماً. هنا تغيب الصورة، ولكن تحضر المعلومات.

تابع جعجع إطلالة ايمانويل ماكرون “اللبنانيّة” مساء الأحد، من باريس. ومنذ ذلك الحين، باشر تواصله مع مسؤولين فرنسيّين. فالمبادرة الفرنسيّة، وإن تعرّضت لانتكاسة، فهي مستمرة وفق ما تؤكّد أوساط دبلوماسيّة. لا بل أنّ الإليزيه يدرس بدقّةٍ وتأنٍّ الملف اللبناني وما رافق المبادرات من ثغرات. الاعتراف بالخطأ يؤدّي الى فضيلة الحلّ. وتحديد العراقيل أيضاً.
من هنا، انكبّت دوائر الإليزيه على مراجعة للملف اللبناني، ومن ضمنها احتمال جدّي لتغيير فريق العمل الممسك بهذا الملف. ولعلّ تواصل جعجع مع المسؤولين الفرنسيّين أحدث كوّةً في جدار المبادرة الفرنسيّة لجهة الاستعراض المشترك للفترة الماضية، وخصوصاً منذ دخول العامل الفرنسي بشكلٍ مباشر على الخطّ اللبناني الداخلي، بعد انفجار المرفأ.
وتشير المعلومات الى أنّ جعجع قدّم شرحاً تفصيليّاً لأسباب تعثّر المبادرة الفرنسيّة، من وجهة نظره، وقدّم قراءةً خاصّة لكيفيّة تجاوز العراقيل وتحديد مكامن الخلل، كي لا تتكرّر الانتكاسة بعد انتهاء مدّة الأسابيع الستّة التي حدّدها الرئيس الفرنسي.
وتتحدّث المعلومات نفسها عن قراءة واقعيّة قدّمها جعجع، العارف عن تجربة ومعاناة، لـ “الأزمة اللبنانيّة” وطبيعتها، وسمع من الجانب الفرنسي مخاوفه واقتراحات الحلول.

يفعل سمير جعجع في باريس ما هو أكثر من السير في الشانزليزيه وتناول العشاء في مطعمٍ باريسيّ، كما أظهرت الصورتان المسرّبتان. لن نعثر على صورةٍ من اجتماعاتٍ أعدّ لها عبر قنواته الخاصّة. المهمّ هو العثور على حلٍّ لأزمة الحكومة وأزمة البلد، ولو أنّ جعجع غرّد، قبل عشرة أيّامٍ تقريباً: “مع الأكثريّة النيابيّة الحاكمة، لا أمل يُرجى بأيّ شيء”.

 

داني حداد – mtv