ثلاثية تقاطع القوات مع الثورة


استفاد حزب القوات اللبنانية، وفق مصادر قريبة منه، من الحراك من ثلاثة جوانب:

1- اندفاع الانتفاضة السياسية ضد العهد والتركيز على طرف أساسي هو جبران باسيل ومن ورائه ميشال عون أضرّ بدرجة أولى بهما وليس بأي طرف آخر. من هذا المنطلق، فإن القوات استفادت من هذا الاستهداف، لأن تركيز المجموعات كان على «الأخصام». وبالتالي، جعجع مستفيد من الانتفاضة ما دامت موجّهة في وجه القابض على السلطة اليوم.
2- الوعي السياسي: قبل «الثورة»، كان هناك جزء من الرأي العام غير منخرط في العمل السياسي ومنكفئ طوعاً. هذه الشريحة التي تعتبر من الفئة الميسورة مادياً، رأت في الانهيار الحاصل مسّاً بطريقة عيشها ومكتسباتها، فخرجت عن صمتها. وفي اعتقاد المصادر أن هذه الفئة ستغيّر المعادلات السياسية في أي انتخابات مقبلة، بمجرد ذهابها الى الاقتراع ضد السلطة الحاكمة. وقد يكون للقوات حصة من هذه الأصوات، لأن «جوّ الثورة» غير محصور بطرف أو ائتلاف، بل يتوزع في مختلف الوجهات.
3- حملت الانتفاضة عنوان الانتخابات النيابية المبكرة، وذلك هدف استراتيجي للقوات لناحية إطاحة الأكثرية النيابية الحاكمة، اذ باستطاعة عشرة نواب قلب المشهد من ضفة الى أخرى، خصوصاً في المناطق المسيحية. وهذا التغيير بات شبه محسوم، وفق ما تشير اليه المصادر، وهو ما يقود الى الترجيح بأن القوات استفادت من الانتفاضة لعدم خسارتها أياً من جمهورها، وبسبب تبدل المزاج الانتخابي، أقلّه في جبل لبنان، من ناحية التصويت للتيار الوطني الحر.