القوات لا تعترض على موقع رئاسة الحكومة بل على الأكثرية


قالت مصادر القوات اللبنانية ان «لديها نظرة مبدئية لا يُمكن أن تتبدل بين جلسة وأخرى تبعاً لموقف هذا الفريق أو ذاك، أو لكي لا تعطي حجة أو ذريعة لأحد، وهي ليست مضطرة الى اتخاذ موقف مخالف لاقتناعاتها لكي لا تعطي غيرها حجة يتمسّك بها»، وفق ما تقول مصادر معراب، موضحة أنّ «طرح الحكومة المستقلة ليس بجديد لدى «القوات» بل إنّ جعجع طرحَه منذ 2 أيلول 2019، فضلاً عن أنّ «القوات» تكرّر فيكلّ مواقفها أنّ أي حكومة بمعزل عمّن سيكون رئيسها لن تتمكن من أن تنجز في ظلّ الأكثرية الحاكمة»، مشيرةً الى أنّ «رهان «القوات» هو على سقوط المجلس والانتخابات المبكرة وليس على الحكومة، لأنّ أي حكومة سيعرقلها الفريق القائم».
أمّا بالنسبة الى قرار «القوات» عدم التسمية «فيأتي لأنّها لا تريد أن تُسمّي الحريري، وفي الوقت نفسه يلتزم جعجع، احتراماً للصداقة مع الحريري، عدم تسمية أي شخصية لرئاسة الحكومة في وجهه حين يكون مرشحاً.

ففي الاستشارات النيابية الملزمة التي سبقت تكليف دياب لم تُسمِّ «القوات» أي شخصية لأنّ اسم الحريري كان مطروحاً لترؤس الحكومة، أمّا في الاستشارات التي أفضَت الى تكليف الرئيس المعتذر مصطفى أديب فقد سمّت «القوات» الديبلوماسي نواف سلام لأنّ الحريري لم يكن مرشحاً، ولم يقبل جعجع تسمية أديب على رغم تمنّي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنطلاقاً من اعتبار أنّ أي حكومة غير مستقلة عن السياسيين ستفشل، ولأنّ فريق 8 آذار متمسّك بأن يكون في صلب هذه التشكيلة وأن يسمّي وزراءه».
وإذ تؤكد المصادر نفسها أنّ «القوات ليست مضطرة الى أن تقاطع الاستشارات أو أن تسمّي أحداً»، تشير الى أنّه «لم يصدر أي بيان رسمي عن القصر الجمهوري يفيد أنّ الاستشارات أُجّلت لغياب الميثاقية»، وإذ تلفت الى أنّ الرئاسة أعلنت أنّ التأجيل حصل بناء على طلب بعض الكتل، أكدت أنّ تكتل «الجمهورية القوية» كان سيُشارك في الاستشارات بنصاب كامل ولم يطلب التأجيل».
أمّا بالنسبة الى اعتبار أنّ عدم تسمية شخصية لترؤس مركز الرئاسة الثالثة «رسالة سلبية الى الطائفة السنية»، توضح مصادر «القوات» أنّ «عدم التسمية ليس من طبيعة طائفية بل هو من طبيعة وطنية، وأنّ «القوات» لا تعترض على موقع رئاسة الحكومة بل على الأكثرية». وتشير الى أنّها «لم تعترض و»التيار الوطني الحر» على مسألة تسمية الرئيس المكلف لاعتبار مسيحي، كذلك لم يحصل تنسيق بينهما، فلكلّمنهما اعتباراته ووجهة نظره المختلفة عن وجهة نظر الفريق الآخر حيال هذا الموضوع. وبالتالي، إنّ من يَدّعي أنّ المسألة ميثاقية أو طائفية إنما يريد حَرف النقاش عن أهدافه».
أمّا إذا كانت هذه «رسالة حريرية» لجعجع لتبديل موقفه من استشارات التكليف، فتؤكد المصادر «أنّ«القوات» من حقها أن تتصرّف بما يُمليه عليها ضميرها واقتناعاتها، وهي غير مضطرة الى أن تتصرف تِبعاً لِمَن يريد أن يأخذ موقفها ذريعة، وأيّ طرف لا يُمكنه أن يبدّد موقفها». وتشير الى أن «لا مشكلة مع«المستقبل» بل مع الفريق الحاكم الذي لا أمل يُرجى معه. لكن بالنسبة الى «المستقبل» يجب اقتناص أي فرصة لإنقاذ البلد، فيما بالنسبة الى «القوات» يجب عدم مَنح الفريق الحاكم أي فرصة لأنّ هناك استحالة للإنقاذ معه، والدليل الى ذلك تأجيل الاستشارات حيث يعتمد هذا الفريق «التَكتَكة» السياسية في ظروف كارثية.