موقف الجيش ملتبس تماماً لأنه سياسي وليس عسكرياً


(…)هناك أيضاً وجه آخر للخطورة، يتعلق بالجيش.

الجيش الحالي، هو غير جيش الثمانينيات ومطلع التسعينيات، أي إنه واقعياً لا علاقة له بالمعارك العسكرية التي خاضها قائده حينها، أو بخلافاته السياسية، وهو نسج في ظل قياداته السابقة والحالية علاقات مع القوات عبر وسطاء ومباشرة. الجيش نفسه الذي لم يتمكن من ضبط عناصره على طريق القصر الجمهوري فأطلقوا النار تحذيراً للمتظاهرين ضد رئيس الجمهورية وسمح لمتظاهري التيار الوطني الحر بالتقدم، أصدر بياناً أول من أمس بدا فيه منحازاً بالكامل الى التيار الوطني، وحمّل فيه القوات وحدها مسؤولية الاعتداء بالشتائم، من دون الكلام عمّن أطلق النار.

السؤال الذي يُطرح هنا هو عن أي رسالة يحاول قائد الجيش العماد جوزف عون توجيهها، ولمن: للقوات بعدم المغامرة مجدداً، أم رسالة سلام الى التيار الوطني بتغطية إطلاق النار من عناصره وعناصر أمن الدولة؟

ماهي الغاية من البيان، وأي دوافع له، وهو الذي حدّد بعد ساعات قليلة المسؤوليات، فيما لم تعرف بعد مسؤولية إطلاق النار على طريق القصر الجمهوري؟

موقف الجيش ملتبس تماماً، لأنه سياسي وليس عسكرياً. لعل الاستخبارات الفرنسية الضالعة في عملية تأليف الحكومة وطرح إشكالات النظام الجديد، ترفع هي أيضاً تقريراً بحادثة ميرنا الشالوحي، وما قبلها وما بعدها.

هكذا تكتمل الصورة.

المصدر: الأخبار (مقالة هيام القصيفي)