معراب: رسائل متعددة باتجاه حزب الله والمنظومة السياسية ككل!

يصح القول أن قداس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب تحوّل جردة حساب شاملة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تحت عنوان “باقيين”، مفصّلاً المآخذ على عهد الرئيس ميشال عون وتفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر والطريق إلى لبننة حزب الله، مسلطاً الضوء على ثورة 17 تشرين وثغراتها والانتخابات النيابية والقانون الذي يجب أن تجرى الانتخابات على أساسه، مروراً بتفاهم معراب والمؤتمر التأسيسي واللامركزية الموسعة وانفجار 4 آب والمسؤولين الفاسدين والمجرمين، وصولاً إلى الدفاع عن البطريرك الماروني ومشروع الحياد وتاريخ القوات وقدسية الشهداء.

أمام هذه العناوين كان لا بد من استقصاء الرسائل التي أراد جعجع إبلاغها إلى المعنيين من مصادر معراب التي أكدت “أن الكلمة لم تكن تصفية حساب بقدر ما هي جردة حساب لما حصل خلال هذه السنة المشؤومة وأرادت منها “القوات” استنهاض صمود المواطنين الذين تضرروا من الإنفجار الهائل الذي وقع في 4 آب ملحقاً الدمار ومئات الشهداء وآلاف الجرحى، بعدما فقد كثيرون الأمل وباتوا يفكرون بالهجرة”.

أما الرسائل السياسية فتضمنت وفق مصادر معراب:”أولاً رسالة إلى تفاهم مار مخايل الذي عرّته القوات معتبرة أن أزمة لبنان الحالية سببها هذا التفاهم القائم على مراعاة مصالح الحزبين، أحدهما لتغطية سلاحه والآخر لتغطية فساده على حساب لبنان واللبنانيين. وصعدنا اللهجة مع حزب الله متخطين منطق التسويات وكان لا بد من تحميله مسؤولية تحويل لبنان إلى مزرعة صغيرة فاقدة الثقة والمشروعية مع دعوته إلى تلقف الفرصة ليعود إلى لبنان والتخلي عن صراع المحاور وخصوصاً الجمهورية الاسلامية الاسرانية ومصالحها.

ثانياً، وجّهنا رسالة الى المطالبين بقانون انتخابات يعتمد على لبنان دائرة واحدة مع النسبية، نحن نرفض هذا القانون الذي يغلّب الديموقراطية العددية على التركيبة التعددية للبنان ويؤدي إلى الإطاحة بخصائصه وتوازناته وتركيبته المجتمعية، وفي هذا موت أكيد للبنان.

ثالثاً، قطعنا الطريق أمام مزايدات بعض سيئي النية الذي يلبسون قناع ثورة 17 تشرين على القوات اللبنانية، فالقوات كانت منذ بدايتها ثورة على الإحتلال والتوطين والسلاح غير الشرعي واستباحة سيادة الدولة وثورة على الفساد والتقليد والتوريث ونذكر بخطاب الرئيس بشير الجميل مؤسس القوات الذي كان بحد ذاته ثورة، ونحن نرى أن شعار “كلن يعني كلن” يضرب مبدأ المحاسبة الحقيقية من خلال التعميم الأحمق، لذلك ندعو إلى تصويب الثورة لتكون ضد الفاسدين الحقيقيين وليس القوات ويجب تنظيم أنفسهم تمهيداً للثورة البيضاء من خلال الانتخابات النيابية.

رابعاً، وجّهنا رسالة إلى حزب الله وحلفائه الذي يطالبون بالمؤتمر التأسيسي وكانت المرة الاولى التي يصارح فيها رئيس القوات أننا مستعدون للحوار لكن جدول الأعمال، إن حصل، لن يكون المثالثة إنما اللامركزية الموسعة وهي مطلب أساسي للقوات تاريخياً.

خامسا، أبلغنا رسالة مباشرة إلى المنظومة السياسية بأننا باقون في مواجهة هذه الزمرة من المجرمين الكفرة والمتلاعبين بحياة اللبنانيين ومقدراتهم والصعاليك الذين أمسكوا بزمام أمور البلد في غفلة من الزمن، وهذه أقسى رسالة بأننا لن نهادن أي تسوية على حساب لبنان مهما كان داعموها. ولن ننسى تفاهم معراب الذي كان مطلباً لجميع المسيحيين ومصالحة سياسية واجتماعية مرتكزة على مبادئ سيادية واضحة أخذ منها التيار مكتسباته بوصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية ورمى كل بنود الاتفاق الأخرى في سلة المهملات، وأكدنا مواجهة كل محاولات تجيير الرئاسة من “العم” إلى “الصهر”.

سادساً، نحن نعتبر انفسنا حراس البطريركية المارونية بثوابتها التاريخية الوطنية ونرفض أي عمليات تخوين للبطريرك من بيئة حزب الله. ونحمل مشروع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وهو الحياد الناشط لاستعادة الثقة العربية والدولية بلبنان ولاستعادة الدورة الاقتصادية وانتعاشها”.

وعن انتقاد البعض بتجنب جعجع رفع الغطاء عن رئيس الجمهورية والدعوة الى استقالته أجابت مصادر معراب:” أن الإشكالية الحقيقية والفعلية هي المنظومة السياسية الحاكمة، من هذا المنطلق طرحنا مشروع الانتخابات النيابية المبكرة من أجل اعادة انتاج كل السلطة لأنه ماذا سيتغيّر إذا سقط رئيس الجمهورية وتم انتخاب رئيس آخر في ظل هذه المنظومة السياسية المتحكمة بالقرار السياسي؟”.

وتضيف : “المشكلة ليست في إزاحة هذا الشخص واستبداله بشخص آخر، المشكلة تكمن في هذه المنظومة لأن لبنان لم يصل إلى الانهيار والفشل والفقر والمأساة الا بسبب هذه المنظومة التي يشكّل فريق رئيس الجمهورية جزءاً لا يتجزأ منها، وبالتالي المطلوب بشكل واضح وجلي التخلص من كل هذه المنظومة التي طالما تملك الأكثرية النيابية فإن باستطاعتها أن تنتخب رئيس جمهورية آخر من الفريق نفسه”.

وتابعت المصادر “لذلك تقدمت القوات بفكرة اساسية تدعو إلى تقصير ولاية مجلس النواب، علماً ان رئيس الحزب سمير جعجع يردد باستمرار ان السلطة ممسوكة من حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهما، ولا أمل بالتغيير طالما يسيطران على الحكم، وهذا موقف متقدم للغاية”.

 

وكالة أنباء آسيا