حريق وهلع


صورة الرابع من آب، ارتسمت مجددا اليوم في اذهان اللبنانيين مع اندلاع حريق كبير في المنطقة الحرة في مرفأ بيروت. وكان تأثير المشهد كارثيا على اللبنانيين اذ اثار موجة هلع غير مسبوقة في النفوس في حين عمد المئات من سكان المناطق المحيطة الى ترك المنطقة وسط زحمة سير خانقة هربا من مصير اسود ماثل امام اعينهم.
فقرابة الواحدة والنصف، اندلع حريقٌ كبير في المرفأ. واعلن الجيش اللبناني انه شب في مستودع للزيوت والاطارات في السوق الحرة. عمليات الاطفاء انطلقت سريعا بمشاركة طوافات الجيش. وافيد ان اعمال قطع الحديد باستخدام آلة القطع بالنار “الشاليمون” أدى الى اشتعال الحريق. مصدر عسكري طلب من المواطنين الابتعاد عن محيط المرفأ وإخلاء الطرق في جواره وتم إخلاء المرفأ من الموظفين والعمال نظرا لاشتداد الحريق. ودعا المصدر الى عدم تسيير أي طائرات مسيرة فوق المرفأ وفي محيطه. وتم تحويل السير القادم من القاعدة البحرية باتجاه تقاطع برج الغزال – وتقاطع جورج حداد بيروت. وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة أن الحريق ليس مفتعلاً، وقال: “حتى الساعة نقلنا حالة واحدة فقط تعاني من ضيق في النفس ولا داعي للهلع.
ومن جهته، أعلن المدير العام لمرفأ بيروت باسم القيسي أنّ الحريق حصل في السوق الحرة في مبنى احدى الشركات التي تستورد زيت القلي وامتد الى الاطارات المطاطية التي تسببت بالدخان الأسود الكثيف. وقال القيسي لـ”المركزية” النار تحت السيطرة، لكن الدواليب لا تزال تشتعل ما يسبّب تصاعد الدخان الأسود. لكن لا خوف من تمدّد الحريق لانتفاء وجود الهواء، وطوافات الجيش عمدت إلى رشّ مكان الحريق ومحيطه بالمياه لتجنّب تمدّده”.
وتابع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات من مكتبه، وبعد تسطيره لاستنابات قضائية، مجريات التحقيق حول الحريق، وكلّف خبراء في الدفاع المدني وإطفائية بيروت تحديد سببه، على أن يتّخذ الإجراء اللازم إنطلاقا من مسؤوليته القانونية الحصرية برئاسة الضابطة العدلية. وهو باشر بذلك فور اتصال القوى الأمنية به.