البابا: لبنان يواجه خطراً شديداً ولا يمكننا أن نتركه


اعتبر البابا فرنسيس في اللقاء الأول العام له مع المؤمنين منذ ستة أشهر أمس، أن لبنان يواجه “خطرا شديدا يهدد وجود هذا البلد” عقب الانفجار الهائل في مرفأ بيروت الشهر الماضي.

وقال خلال اللقاء الذي اقتصر على عدد محدد من الأشخاص: ”لا يمكننا أن نترك لبنان في عزلته”. وممسكا بعلم لبنان الذي أحضره كاهن شاب إلى اللقاء، قال البابا: “بعد شهر من المأساة … لا يزال فكري يتوجّه إلى لبنان العزيز وسكانه الذين يعانون”.
ودعا المؤمنين في أنحاء العالم إلى يوم عالمي للصلاة والصوم من أجل لبنان الجمعة، معلنا عزمه إرسال ممثلله إلى لبنان في ذلك اليوم هو أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.
وقال في نداء وجهه الى الشعب اللبناني “إزاء المآسي المتكررة التي يعرفها جميع سكان هذه الأرض، ندرك الخطر الشديد الذي يهدد وجود هذا البلد”.
عقد البابا اللقاء الأول العام مع المؤمنين في الهواء الطلق، حيث تجمع نحو 500 شخص يضعون الكمامات في باحة القصر الرسولي بالفاتيكان وليس في ساحة القديس بطرس. وكان آخر لقاء عام للحبر الأعظم في26 شباط ، فيما كان كوفيد-19 يتفشى في أنحاء إيطاليا. آنذاك، قام البابا الأرجنتيني المولع بالتواصل المباشر مع الناس، بمصافحة عشرات المؤمنين وعانق عددا من الأطفال الذي كانوا في مقدمة حشد ضم قرابة 12 ألف شخص.
لكنه الأربعاء لم يعانق أحدا، وتبادل بضع كلمات مع الحاضرين الذين وضعوا جميعهم كمامات واقية. وسارع الحضور للقاء البابا فور وصوله الباحة.
وحافظ البابا الذي لا يضع الكمامة أبدا، على مسافة آمنة مع الحضور، لكنه تغاضى عن ذلك قليلا بنهاية اللقاء عندما بارك ثلاثة أزواج وصافح عددا من الكرادلة، وأمسك بذراع كاهن لبناني.
وقال البابا مبتسماً: “بعد كل هذه الأشهر، نعاود لقاءاتنا وجها لوجه، وليس عبر الشاشات”. وأضاف: “هذا جميل”. ورأى الحبر الأعظم أن “الوباء الحالي أظهر اعتمادنا على بعضنا البعض، نحن جميعا مرتبطون”،مضيفاً: “لهذا يجب أن نخرج من الأزمة بشكل أفضل”.
رسالة حرية
وعودة إلى لبنان البلد الذي وصفه البابا فرنسيس بأنه “رسالة حرية، وهو مثال على التعددية بين الشرق والغرب” كما ورد على موقع الفاتيكان الرسمي، دعا المسؤولين الدينيين والسياسيين إلى العمل سويا في إعادة بنائه. وقال: “لا يمكننا أن نسمح بضياع هذا التراث”. وحض المجتمع الدولي على مساعدة “لبنان على الخروج من هذه الأزمة الخطيرة من دون التورط في التوترات الإقليمية”.
من جانبه، شكر الكاهن جورج بريدي، الطالب في إحدى الجامعات الكاثوليكية في روما، البابا “على دعمه،ليقول إننا لا نستطيع الاستمرار في العيش على هذا النحو في لبنان”، مشددا على أنه من المحتمل أن يغادر عشرات الآلاف من المسيحيين اللبنانيين البلاد.